السبت، 7 نوفمبر 2009

دوافع محتملة وراء حادثة تكساس


  • تزايد نسبة الانتحار في صفوف الجيش الأميركي
  • تناولت الصحف الأميركية حادثة إطلاق النار في القاعدة العسكرية بولاية تكساس بالنقد والتحليل، وتساءل بعضها عن الدوافع وراء إقدام الضابط الأميركي والطبيب النفسي نضال مالك حسن على إطلاق النار على زملائه، ما أسفر عن مقتل 13 شخصا وإصابة 38 بجروح.
    فقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن تحقيقات بدأت لمعرفة الدوافع وراء إقدام نضال مالك حسن (39 عاما) بإطلاق النار على زملائه في قاعدة فورت هود بولاية تكساس الخميس الماضي.
    ويبحث المحققون عن الدوافع المحتملة وراء الحادثة، فيما إذا كانت بسبب التوتر والحالة النفسية للطبيب الأميركي في ظل القرار بإرساله إلى أفغانستان، أم أن وراءها دوافع سياسية إسلامية؟
    وتثار أسئلة في التحقيق بشأن إذا ما كانت قد أغفلت بعض التحذيرات الممكنة السابقة، ونسبت الصحيفة لمسؤولين اتحاديين القول إنهم رصدوا قبل حوالي ستة أشهر رسائل إلكترونية يزعمون أنها تعود لنضال، وتشير إلى تعاطفه مع ما سموه "الانتحاريين" ومع مأساة المدنيين العراقيين والأفغان الذين يتعرضون للقتل جراء الحروب الأميركية.
    واحتجزت السلطات الأميركية جهاز الكمبيوتر الخاص بنضال للتأكد منه، في ظل أقوال نسبت لبعض أصدقائه بكونه كان يثير نقاشات بشأن الحروب الأميركية على العراق وأفغانستان، وأنه ينسب إليه القول إن "الحرب الأميركية على الإرهاب" ما هي إلا "حرب على المسلمين".
    مائة طلقة ونسبت واشنطن بوست إلى مسؤولين عسكريين أن نضال أطلق ما يزيد على مائة طلقة، قبل أن تتمكن ضابطة الشرطة العسكرية كيمبرلي مانلي (35 عاما) من إصابته برصاصات في صدره إثر تبادلها النيران معه، ما أسفر عن إصابتها في نواح متعددة من جسدها.
    من جانبها نسبت صحيفة نيويورك تايمز إلى جارة نضال في المبنى باتريشيا فيلا القول إنه كان يومي الأربعاء والخميس الماضيين في عجلة من أمره، وإنه قام بتوزيع ممتلكاته الشخصية المتمثلة بنسخة من القرآن الكريم وأكياس من الخضار ومرتبة سريره وأشياء أخرى من غرفته الوحيدة في الشقة.
    وأضافت الشاهدة أن نضال قال لها "إنني لم أعد بحاجة لهذه الأشياء"، مضيفا أنه كان في طريقه إلى العراق أو ربما إلى أفغانستان.
    وعلى صعيد متصل، قال الكاتب الأميركي وأحد المحاربين القدامى في فيتنام جوزيف كيني إنه من الصعب تفسير الآلام الداخلية التي تسببها الحروب، وإنه من الصعب كذلك تفسير ما حدث في تكساس في ظلال الحرب وتداعياتها.
    وأوضح الكاتب في مقال له بالصحيفة أن الحروب تتسبب في تعب نفسي في عقول الجنود لدرجة يصعب عليهم الشفاء منها، وأضاف أنه كان يخدم في البحرية الأميركية وأنه عاد من حرب فيتنام إثر إصابته بجروح بالغة في صدره ورجليه، وأنه سرعان ما اكتشف أنه بات يشعر بالخوف والرعب أكثر مما كان عليه الحال أثناء الحرب.
    وأضاف أنه لم يزل يرى في منامه صور رفاقه الذين قضوا أمام عينيه في الحرب، وأنه ما من طريقة لتفسير ما سماه بالكابوس الذي حدث في قاعدة فورت هود في تكساس.
    وأشار كيني إلى احتمال تأثر الطبيب النفسي بمآسي وقصص الجنود الذين أشرف على علاجهم، وأنه اضطرب عقليا بسبب معاناة مرضاه ولم يعد يملك زمام السيطرة على نفسه.
    ما بعد الصدمة وتساءلت مجلة تايم من جانبها عما إذا كان الطبيب النفسي نضال قد قام بفعلته تحت أثر ما سمته "الصدمة الثانوية"؟ في إشارة إلى تأثره بمعاناة الجنود العائدين من الحرب الذين كان يتولى أمر معالجتهم.
    ونسبت تايم إلى نائبة رئيس الخدمات النفسية لشؤون المحاربين الدكتور أنطوانيت زيس القول "إن كل من يتعامل مع المرضى الذي يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة ويستمع إلى قصصهم لا بد أن يتأثر بها كثيرا".وأضافت المجلة أن عوامل أخرى ربما لعبت دورا في حادثة نضال، مشيرة إلى تعرضه لتمييز أثناء خدمته العسكرية بدعوى أنه مسلم ورع، وأنه طالما عارض الحرب على العراق وأفغانستان، إضافة إلى تسلمه أوامر عسكرية للاستعداد للانتشار في أفغانستان.
    أما مجلة نيوزويك فأشارت أن حادثة إطلاق النار في تكساس ربما تعد مؤشرا على انهيار الجيش الأميركي، وحذرت مما هو قادم، وأضافت أن حالة من عدم الرضا تسود أجواء القواعد العسكرية في شتى أنحاء البلاد، في ظل تزايد فترتي حربين أميركيتين قاسيتين.
    من جانبها نسبت صحيفة لوس أنجلوس إلى شاهد عيان القول إن نضال هتف "الله أكبر" قبل أن يبدأ بإطلاق النار على زملائه مستخدما مسدس "ماغنوم 357" ومسدسا آخر وذخيرة إضافية.
    ويشار إلى أن فورت هود تعد الكبرى بين 97 قاعدة على الأراضي الأميركية، وهي بالغة التحصين، وبها نقاط تفتيش على جميع مداخلها، وأن نضال يرقد في العناية المركزة في أحد المستشفيات الأميركية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري