الاثنين، 16 نوفمبر 2009

الجنود الأميركيون انتحار وإدمان

  • إطلاق النار بقاعدة فورت هود سلط الضوء على الصحة النفسية للجنود الأميركيينلا زالت حادثة إطلاق النار بقاعدة فورت هود بتكساس تستدعي كثيرا من التحليلات والنظر في ما آلت إليه الصحة النفسية للقوات الأميركية من كروب وأسقام بعد سنوات من الحرب في أفغانستان والعراق.
    وفي افتتاحية لصحيفة "نيويورك تايمز" في يونيو/حزيران الماضي، حذرت الصحيفة من تزايد حالات الانتحار بين الجنود الأميركيين، كما حث مسؤول عسكري رفيع إدارة أوباما والكونغرس للاهتمام بما وصفه مشكلة الأمة.
    وكانت فرقة مقرّها قاعدة فورت كامبل قد شهدت انتحار 14 جنديا في الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، ما اقتضى استدعاءها بكاملها للوقوف على أسباب تزايد انتحار جنودها.
    وأكد رئيس هيئة الأركان الأدميرال مايك مولن حينها أن التحدي المؤلم الذي يعكس حالة القوات المسلحة المزرية يتجاوز فورت كامبل. وتوقع أن تفوق حصيلة المنتحرين هذا العام حصيلة 2008 البالغة 133 منتحرا، وهي ضعف حصيلة 2004، قبل اشتداد العنف بأفغانستان والعراق.
    وقد نظمت فورت كامبل برامج متخصصة للتعريف بمفاهيم الإحباط الحاد والأعراض الأخرى لدى الجنود، لتقديم النصح والمشورة بعد انتحار ثلاثة جنود نهاية مايو/أيار الماضي. كذلك شهدت هذا العام قاعدة فورت هود بتكساس (التي خدم فيها الرائد نضال حسن المتورط بالحادثة الأخيرة) حالة انتحار شهريا.
    ويقول أطباء عسكريون إنه تحت ضغط متطلبات الاحتفاظ بأعداد معينة من القوات، شاعت إعادة نشر جنود مصابين بأمراض عقلية بميادين القتال.
    وبعضهم أمضى شهورا طويلة قبل تشخيصهم باضطراب "كرب بعد الصدمة". وقد كتب أحدهم لوالده: يكاد رأسي ينفجر من الدماء المتورمة وعاصفة البرق بداخله.

    ثلث الجنود الأميركيين المرضى مصاب بثلاث مشكلات أو أكثر
    كروب وصدمات وكانت دراسة سابقة تناولت جنودا يعالجون بمستشفيات وزارة قدامى المحاربين، (وهؤلاء لا يشملون 60% من إجمالي القوات)، وجدت 37% من الذين نشروا بالعراق وأفغانستان، مشخصين بمشكلات صحة عقلية: اضطراب "كرب بعد الصدمة" (22%)، والاكتئاب (17%)، وإدمان الكحول (7%)، وكان ثلث المرضى مصابا بثلاث مشكلات أو أكثر.
    وعزا الباحثون زيادة تشخيص المشكلات لتكرار نشر الجنود، وتراجع معنوياتهم، وغموض وخطر المهام القتالية حيث لا خطوط مواجهة محددة. ووجدوا أن نشوء "كرب بعد الصدمة" قد يستغرق سنوات، وكلما طالت فترة المتابعة الطبية زادت احتمالات تشخيصه، ما يؤكد أن الصراعات المطولة وتكرار نشر القوات يفاقم أعباء الجنود النفسية.
    والمعلوم أن أكثر من 1.6 مليون جندي خدموا بأفغانستان والعراق، أي أن نطاق الإصابة بالأمراض يتجاوز 600 ألف جندي. ويفاقم الوضع أن حوالي نصف الجنود المرضى يترددون في طلب العلاج خشية وصمة المرض وفقدان وظائفهم.

    ارتباطات ومضاعفات يصيب "كرب بعد الصدمة" الجنود عقب التعرض لإصابات وصدمات القتال، ويتمثل باسترجاعات مفزعة من الذاكرة، والمراوحة بين خدر عاطفي واندلاع الغضب وشعور بالذنب والاكتئاب. ويعاني بعضهم أرقا وقلقا وفقدان الذاكرة والانتباه.
    ولاحقا يقع بعضهم فريسة للإدمان بسبب هذا الكرب، الذي يؤدي لصحة بائسة جسديا كما هي نفسيا.
    ولاحظ الباحثون أن الجنود المصابين بهذا الاضطراب، بعد خبرة قتالية أو دونها، أكثر تعرضا للوفاة بأسباب خارجية، كالحوادث والإدمان والانتحار. والمصابون بالاضطراب نتيجة القتال أكثر تعرضا للوفاة بأمراض القلب والسرطانات أيضا.
    ووجدوا أن المصابين باضطراب "كرب بعد الصدمة" قد يشهدون لاحقا تغيرات بردود الفعل المناعية، ومستويات هرمون الكرب "كورتيزول" والكيماويات المنظمة لانفعالات القتال والاشتباك كالأدرينالين والدوبامين.
    ورصد الباحثون ارتباطا مباشرا بين درجة التعرض للقتال وانخفاض مستويات هرمون الكرب، فزيادة وفيات المصابين بالاضطراب تظهر أن الكرب يقتل، وأن هناك شيئا سيئا، خاصة، يصاحب هذه الظاهرة، وقد يعود لمستويات هرمونات الكرب والضغوط النفسية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري