الثلاثاء، 10 نوفمبر 2009

فتوى يهودية بقتل "الأغيار"

  • قيادات عرب الداخل في مسيرة الذكرى الـ53 لمجزرة كفر قاسم
    لا أمن ولا أمان، هذا هو حال الشعب الفلسطيني في الداخل منذ النكبة مرورا بمجزرة كفر قاسم يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول 1956، ومذبحة يوم الأرض يوم 30 مارس/آذار 1976، ومجزرة هبة الأقصى في أكتوبر/تشرين الأول 2000، وانتهاء بمذبحة شفا عمرو بتاريخ 4 أغسطس/آب 2005.
    وذلك بالإضافة إلى مقتل 45 عربيا بنيران رجال الشرطة والمستطونين خلال السنوات العشر الأخيرة، ناهيك عن المذابح التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع والقدس المحتلة وغزة.
    وبات تحرش وسلوك المستوطنين يهدد وبشكل علني فلسطينيي 48، حيث حدثت في هذه الفترة قفزة نوعية تنذر بمزيد من المجازر بحق العرب، وذلك بصدور كتاب جديد "تورات هميلخ" يتداول بين اليهود ويدعو لقتل "الأغيار" وإن كانوا أطفالا إذا شكلوا خطرا على اليهود.
    وتزامن ذلك مع كشف مصادر إسرائيلية أن جهاز الأمن العام (الشاباك) كان على علاقة بالإرهابي اليهودي يعكوف تايتل الذي نفذ عدة عمليات إرهابية ضد الفلسطينيين.
    وقال مسؤولون في الشاباك في رد للصحف الإسرائيلية إنه "بعد عدة شهور من اللقاءات والاتصالات تبين لهم أن العميل غير مجد فتوقف الاتصال به". وكذلك مع الدعوى القضائية التي رفعتها عائلة الجندي منفذ مجزرة شفا عمرو في الجليل والتي تطالب بتعويضات من الدولة بحوالي نصف مليون دولار.
    كما صدر مؤخرا كتاب يميني يدعو المجتمع الإسرائيلي إلى إباحة قتل كل "الجوييم" (الغرباء) إذا ثبت أن في وجودهم تهديدا لليهود في أي مكان.
    وقد أصدر الكتاب الحاخام إسحاق شبيرا الذي يسكن في مستوطنة يتسهار بالقرب من نابلس وقد تم تسمية الكتاب بـ"نظرية الملك" وهو من 230 صفحة.
    وقد تم بيع الكتاب في الاحتفال بذكرى 19 عاما على مقتل الحاخام مئير كهانا ويباع على شبكة الإنترنت بسعر رمزي.
    وبحسب الكتاب الجديد، يسمح قتل "كل من يشكل خطرا على شعب إسرائيل سواء كان ولدا أم طفلا".

    سفك دماء "الأشرار"
    ويتابع الكتاب أنه لا حاجة لقرار شعب من أجل السماح بسفك دماء "الأشرار"، وأن الأفراد يستطيعون القيام بذلك. كما يسمح بقتل الأطفال إذا كان من الواضح أنهم قد يسببون أضرارا لـ"شعب إسرائيل" عندما يكبرون.
    وقال النائب جمال زحالقة "ما يقوله مؤلفا الكتاب هو بالضبط ما تفعله إسرائيل بشكل رسمي، والفرق هو أن إسرائيل تحاول أن تبرر جرائمها، أما مؤلفا الكتاب فهما يقولان لا حاجة للتبريرات وإن قتل العرب مطلوب ومرغوب به".
    وأضاف زحالقة "علينا أن نبدأ حملة على كل المستويات لفضح العنصرية الإسرائيلية الشعبية والرسمية، فهي أخطر وأسوأ من الأبرتهايد، أخطر بكثير".
    من ناحيته قال النائب إبراهيم صرصور "لم نشعر بالأمن يوما، فنحن نشعر بالتهديد بشكل مستمر. سنظل نشعر بالخطر ما لم تتخذ إسرائيل من الإجراءات الرادعة والعملية والفعالة لإبطال خطر الإرهاب اليهودي من جهة، وتنهي حالة التمييز والظلم التاريخي ضدنا". وأضاف صرصور"ما زالوا يرون في الأقلية القومية الفلسطينية في الدولة تهديدا إستراتيجيا. فليس صدفة تنفيذ الاعتداءات على مواطنين عرب في أكثر من مكان وبالذات في المدن اليهودية، إضافة إلى عشرات حالات القتل التي تعرض لها شباب عرب على أيدي عناصر الشرطة والأمن". بدوره أكد عضو الكنيست محمد بركة للجزيرة نت أن "فتاوى لقتل كل من ليس يهوديا هي دعوة علنية للإرهاب، وتواطؤ السلطة الرسمية وصمتها عليها هو مشاركة في الدعوة ذاتها. إن ماضي وحاضر عصابات المستوطنين لا يجعلنا نتفاجأ من صدور مثل هذا الكتاب، لأن هذا ما يتم تنفيذه على الأرض تحت سمع وبصر المؤسسة الإسرائيلية بأذرعها المختلفة، ولهذا فإن المؤسسة شريكة في جريمة صدور هذا الكتاب وتوزيعه".
    يشار إلى أن هذا الكتاب ليس الأول من نوعه، فقد سبق أن صدر كتاب آخر في العام 1996 بعنوان "توضيح الموقف التلمودي من قتل الأغيار".
    وتضمن ذلك الكتاب أنه "في الحرب التي لم تحسم بعد يسمح قتل الأطفال والنساء من أبناء الأغيار الذين نحاربهم، حتى لو كانوا لا يشكلون خطرا مباشرا، فهم قد يساعدون العدو خلال الحرب".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري