- ولم يخف العلماء في تعليقاتهم لـ "المصريون" مشاطرتهم الكثير من المصريين مخاوفهم من احتمال تصعيد نجل الرئيس لخلافة والده مرجعين ذلك إلى قلة خبرته السياسية وعدم نضوجه بالشكل الذي يؤهله لشغل منصب رئيس الجمهورية، مطالبين بإجراء إصلاح جذري في بنية النظام وإقرار نظام ديمقراطي يضمن نزاهة الانتخابات التشريعية والرئاسية حتى يتم اختيار رئيس يعبر عن إرادة الشعب.
- ووصف الشيخ فرحات سعيد المنجي المستشار السابق لشيخ الأزهر، جمال مبارك بأنه غير ناضج بالشكل الكافي لتولي كرسي الرئاسة وخلافة والده الرئيس حسني مبارك، وطالبه بالتريث حتى يكون ناضجا ومقبولا لدى عامة الشعب، واضعًا هذا في إطار النصيحة التي قال إنه من الواجب على علماء الدين تقديمها لولاة الأمور والقادة السياسيين.
- لكنه مع ذلك قلل من احتمالات استجابته للنصائح بعدم الترشح وآخرها نصيحة الدكتور القرضاوي لأن الأمور لا تسير وفقا للنصائح، ودلل بأنه لا يوجد حاكم عربي ترك منصبه وهو لا يزال على قيد الحياة باستثناء الرئيس السوداني الأسبق سوار الذهب فقد تعهد بأن يتخلى عن الرئاسة وقد صدق في وعده، وعلق بسخرية قائلا: الحاكم العربي إما فوق الأرض أو تحت الأرض.
- وأكد أهمية أن يختار الشعب حاكمه في انتخابات حرة ونزيهة تعبر عن رغبة الشعب، مضيفا: إذا اختار الناخبون حاكما صالحا صلح أمرهم أما إذا اختاروا غير ذلك فلن ينصلح الأمر، مستبعدا أن تؤدي جولات جمال مبارك بالمناطق الفقيرة وتصريحاته الإعلامية إلى إنهاء معاناة المصريين، قائلاً: "الشعب يريد أن يعيش حياة كريمة وينهي معاناته الاقتصادية".
- ورغم أنه لم يعلن حتى الآن رسميًا عن قرار ترشحه، إلا أن الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد أستاذ التفسير بجامعة الأزهر وعضو جبهة علماء الأزهر قال بلغة الواثق: جمال مبارك سيترشح رغما عن "أنف أبونا" ولن يستمع أحد إلى رأي العلماء ونصائحهم، كما أنه لا يمكن أن نضرب مثلا بواقعة سيدنا عمر بن الخطاب الذي رفض ترشيح ابنه عبد الله للخلافة، حين قال: "بحسب آل الخطاب أن يحمل المسئولية منهم واحد، وودت أن أخرج منها كفافًا لا علي ولا لي"، لأنه يمكن أن يتساوى أحد في ذلك العصر بثاني الخلفاء الراشدين لأن ذلك يعد إهانة له.
- لكنه يرى أن الأهم من الحديث عن ترشيح "فلان أو علان" هو تحقيق الإصلاح المأمول وتحكيم الشريعة الإسلامية بالبلاد، لأن تحكيمها "فرض عين" على كل مسلم ومسلمة، وأن يقيم الحاكم- أيًا كان- الدين حسبما أكد القرآن الكريم.
- من جهته، دعا الدكتور أحمد عبد الرحمن أستاذ الفلسفة والأخلاق الإسلامية إلى إطلاق الحريات العامة والسماح بتكوين الأحزاب وإصدار الصحف وتكوين الجمعيات وإجراء انتخابات حرة نزيهة دون تدخلات أمنية وإجراء تعديلات دستورية تؤدي إلى الإصلاح السياسي والاقتصادي وتحسين أوضاع الشعب.
- وأكد أنه متى ما تحققت ديمقراطية حقيقية في مصر، فسيقوم الشعب باختيار حاكمه بنفسه وله الحق في أن يجدد له لفترة رئاسة ثانية، أما إذا أخطأ ولم ير مصالح الشعب فإنه سيختار رئيسًا بدلا منه
- وطالب الرئيس مبارك بأن لا يترشح إلى الانتخابات القادمة وأن يتقاعد عن الحكم بعد أن قضى نحو 30 عاما في الحكم، وحث نجله الأصغر جمال على عدم الترشيح حتى لا يستفيد من الوضع الراهن الذي يسيطر فيه على كل مقدرات الدولة وأجهزتها، على أن يترشح في انتخابات قادمة مثل باقي المصريين.
- أما الشيخ عبد الله مجاور الأمين العام السابق للجنة الفتوى بالأزهر الشريف فأكد على أحقية أي شخص في أن يترشح لأي انتخابات، على أن تكون هذه الانتخابات حرة ونزيهة ويتم إجراؤها في أجواء من الشفافية الكاملة دون تدخل أي جهة من جهات الدولة لصالح مرشح بعينه.
الجمعة، 22 يناير 2010
أزهريون: جمال مبارك سيرشح نفسه رغم أنف المعترضين
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري