الأربعاء، 13 يناير 2010

"لتفسدن في الأرض مرتين"، متى هما؟

  • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
  • .فهذه الآية من سورة الإسراء هي نبوءة صادقة من الله عز وجل، وسنة من سنن الله في الأرض، فالجزاء من جنس العمل، وعمل الإنسان كله له، ومحسوب عليه إما خيرًا وإما شرًّا.
  • فقد قضى الله لبني إسرائيل في كتبهم المقدسة أنهم سيفسدون في الأرض مرتين ويتجبرون ويطغون، وقد اختلف علماء الأمة ومفسروها في زمان وقوع هذين العلوّين، وأول إفسادهم؛ فعن ابن عباس وابن مسعود: أول إفسادهم قتل زكريا.
  • وقال ابن إسحاق: قتل شعيا نبي الله.
  • واختلفوا في جنسية الذين سلطوا على بني إسرائيل في المرة الأولى؛فعن ابن عباس وقتادة: أنهم جالوت وجنوده، ثم كانت لهم الغلبة مرة أخرى وقتل داود جالوت.
  • وعن سعيد بن جبير: أنه ملك الموصل سنجاريب وجنوده.
  • وعنه أيضًا، وعن سعيد بن المسيب ومجاهد: أنه بختنصر ملك بابل.
  • واختلفوا في المرة الثانية، فذكر القرطبي وغيره: قتلهم ليحيى عليه السلام وقد قتله الملك هيردوس كما ذكر الطبري في تاريخه.
  • واختلفوا فيمن سلط عليهم في المرة الأخرى، فقيل المسلمون وقيل قيصر الروم، وروي عن عبد الرحمن بن زيد: كان إفسادهم الذي يفسدون في الأرض مرتين: قتل زكريا ويحيى بن زكريا، سلط الله عليهم سابور ذا الأكتاف ملكًا من ملوك فارس، من قتل زكريا، وسلَّط عليهم بختنصر من قتل يحيى عليه السلام.كانت هذه آراء المفسرين القدماء التي أوردها ابن كثير والطبري والقرطبي وغيرهم من مفسري القرآن، أما التفسيرات الحديثة فقد ذهب الشهيد سيد قطب في الظلال أن بني إسرائيل أفسدوا في الأرض فسلط الله عليهم المسلمين فأخرجوهم من الجزيرة كلها، ثم عادوا إلى الإفساد فسلط عليهم عبادًا آخرين، حتى كان العصر الحديث فسلط عليهم "هتلر"، وقد عادوا اليوم إلى الإفساد في صورة "الكيان الصهيوني" الذي احتل فلسطين، وليسلطن الله عليهم من يسومهم سوء العذاب؛ تصديقًا لوعد الله القاطع، وفاقًا لسنته التي لا تتخلف؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ.
  • إِلاَّ الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ".
  • رواه البخاري ومسلم، واللفظ لمسلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري