الاثنين، 16 مايو 2011

الفلسطينيون يعيدون عقارب الساعة الى الوراء في صراعهم مع اسرائيل

اعاد الفلسطينيون الذين اقتحموا الحدود الاسرائيلية يوم الاحد عقارب الساعة الى الوراء في صراع الشرق الاوسط ووضعوا قضية اللاجئين في بؤرة الاهتمام بعد ان ظن كثيرون انها استبعدت من على طاولة التفاوض.

واعادت الاحتجاجات على الحدود الاسرائيلية مع سوريا ولبنان ايضا تسليط الضوء على الفلسطينيين في الشتات وهي قضية جرى تهميشها في السياسة الفلسطينية منذ عودة ياسر عرفات من منفاه الى الضفة الغربية وقطاع غزة قبل عقدين.

ولم تمر المحاولة دون ثمن فقد قتل 13 متظاهرا على الاقل بالرصاص. واثارت الاحتجاجات التي نظمها فلسطينيون في الشتات يطالبون بحق العودة الى ديارهم التي اصبحت موجودة اليوم في اسرائيل مشاعر الفخر والبهجة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وعندما اقتحم بعض المحتجين الحدود من سوريا الى اسرائيل في مشاهد أذيعت على الهواء مباشرة على قنوات فضائية بدا الامر للفلسطينيين وكأن المستحيل يتحقق حتى ولو لفترة قصيرة.

وقال عبد القادر البيشاوي (50 عاما) اللاجئ من قرية بيت دجن في يافا ويسكن في مخيم بلاطة للاجئين "هذه رسالة لكل واحد يفكر في التنازل عن حق اللاجئين."

واجبرت اسرة البيشاوي على الفرار من ديارها في حرب عام 1948 التي ساهمت في رسم حدود دولة اسرائيل وتسببت في فرار مئات الالاف من اللاجئين الفلسطينيين الى الدول العربية المجاورة.

وقال البيشاوي وهو واحد من 4.8 مليون لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الامم المتحدة في الاردن ولبنان وسوريا والاراضي الفلسطينية المحتلة "لاول مرة اشعر ان الامة العربية بخير. لاول مرة أشعر انه ممكن أن نرجع على البلد بعد ما بلغت القلوب الحناجر من اليأس والقنوط."

ومثل قضية مصير القدس تظل مسألة اللاجئين واحدة من المسائل الرئيسية في قلب الصراع العربي الاسرائيلي.

لكن اللاجئين راودتهم الشكوك طويلا في امكانية ضياع قضيتهم وسط مفاوضات عملية السلام في الشرق الاوسط التي تستهدف اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وبالنسبة لاسرائيل تعتبر فكرة العودة الجماعية للاجئين فكرة غير مقبولة من شأنها ان تدمر اسرائيل.

وتقول اسرائيل ان اي حل لمسألة اللاجئين يجب ان يتحقق في حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية ووصفت الاشتباكات التي وقعت يوم الاحد بأنها استفزاز حرضت عليه ايران.

وتسيطر سوريا دائما على الوضع على حدودها مع اسرائيل حتى في ظل الاضطرابات التي تواجهها حكومة دمشق في الفترة الحالية ويقول محللون ان من الصعب تصور وقوع احتجاجات يوم الاحد دون موافقة سورية رسمية.

وكان حق العودة الموضوع الرئيسي في الملصقات التي انتشرت في انحاء رام الله في ذكرى يوم النكبة.

وتحدثت مفاوضات السلام بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عن عودة نسبة من اللاجئين الى اسرائيل وحل يرتضيه الجانبان. وبالنسبة للاجئين فمثل هذه الاتفاقات يمثل تفريطا في قضيتهم.

وترفض حماس التي تسيطر على قطاع غزة التفاوض على السلام مع اسرائيل.

وقال طاهر النونو المتحدث باسم حماس في غزة ان الحشود التي تجمعت في كل من فلسطين ومصر وسوريا ولبنان دليل على النصر الاكيد والعودة الى الديار.

وقال اعضاء بارزون في منظمة التحرير الفلسطينية يوم الاحد ان الاحتجاجات اعطت حياة جديدة لمطلب العودة الى الديار التي ضاعت مع انشاء اسرائيل.

وقال تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لرويترز "حق العودة حق ثابت غير قابل للتصرف احياه الشعب الفلسطيني هذه المرة في الذكرى الثالثة والستين بطريقته الخاصة مستلهما ما جرى في البلدان العربية من انتفاضات ومسيرات سلمية عبرت عن ارادة شعبية حقيقية هذه هي ارداة الشعب الفلسطيني."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري