الأربعاء، 18 مايو 2011

لماذا يرفض الرجال الزواج من المرأة الأطول منهم؟

نعم أحبها وهي تبادلني العواطف، لكنني أشعر عندما أسير إلى جوارها أن المارة يصوبون نظراتهم إلينا. أحيانا أخالهم يسخرون منا وكأن كل ما يلفتهم نحونا هو فارق الطول بيننا الذي لا يتجاوز سبعة سنتيمترات، لكن هذا الفارق بات يؤرقني. فكرت في الطلاق، لكن تمسكها بي جعلني أتراجع عن أفكاري التي كادت تطيح بزواجنا.

تلك الواقعة، رغم ما تعكسه من تطرف صاحبها، تعبر عن حالة بعض الرجال الذين قد يرتبطون بالزواج أو بقصة حب بنساء يفوقهن في الطول. وهي حالات قد لا تعبر عن السواد الأعظم من الناس، وربما لا تمثل ظاهرة تستحق الدراسة، لكنها في النهاية حالات موجودة بالفعل، وقد تسبب الحرج لأصحابها.

الخبير النفسي الدكتور علاء مرسي، أكد في البداية أن مشاعر الإعجاب والحب لا علاقة لها بالطول والقصر، مشيراً إلى أن أجمل الجميلات قد يرتبطن بأزواج لا يتمتعون بالوسامة، وأضاف: «أن يكون الرجل أقصر من زوجته حتى ولو ببضعة سنتيمترات قليلة، فتلك مسألة قد يرفضها المجتمع العربي الذي يعتمد على مفهوم تفوق الرجل في كل شيء، القوة والسيطرة والقوامة والطول أيضاً.

وتزداد المشكلة لدى بعض الرجال إذا كانت زوجاتهم يتمتعن بدرجة عالية من الجمال اللافت للأنظار، فإذا لم يكن الزوج شديد الثقة بنفسه، ومقدراً لإمكاناته وحب زوجته له، فإن الأمر قد يسبب له بعض الأرق أو الحرج من الخروج معها في مناسبات عامة، مع أن لا علاقة للمشاعر العاطفية بالطول أو القصر.

وتشير بعض الدراسات الى أن الاضداد تتجاذب، ما يفسر علاقات طويلات القامة برجال أقصر منهن. والسبب عدا التناقض المظهري، هو شعور مفرط بالأمومة قد تمارسه المرأة على زوج تستطيع احتضانه وأحيانا بسط سيطرتها عليه. وهذا بدوره، يكون صعبا مع شريك كامل الأوصاف معتد بنفسه. كما ان بعض الرجال يجعل من الأمر تحديا ومغامرة يجب الفوز بها من خلال إخضاع المرأة الفارعة الطول، لذا يمارس سحره ويبثها عواطفه حتى تقع في شباكه فيحقق انتصاره.

«التوافق الجسماني بين الأزواج لا يعتبر عاملاً حاسماً في شكل العلاقة ونجاحها بين الأزواج» على حسب تعليق الدكتور بهاء الدين منير، الاختصاصي في الطب النفسي، الذي أضاف: «لا أعتقد أن قصر قامة الزوج يمثل عاملاً أساسياً في إحساس الرجل بالحرج من طول زوجته، طالما توفر الانسجام الروحي والنفسي بينهما.

كما أنه ليس بالضرورة أن يكون فتى الأحلام بقامة نجوم السينما مثل صمويل جاكسون أو نيكولاس كيج. لكن قد يكمن اهتمام البعض بمسألة طول الزوج في تلك الصورة النمطية للأزواج في ذهن المرأة التي ارتبطت بمواصفات مختزنة منذ الطفولة، تبدأ بصورة الأب وما يتلوها من صور أخرى تضاف الى ذاكرة الفتاة من صور نجوم السينما أو الرياضة.

لكن من الممكن لأية زوجة تعاني من تلك المشكلة مع زوجها الذي يقصرها في الطول أن تتجنب الكعب العالي لدى اختيارها أحذيتها، حتى تقلص الفارق، كما يمكنها تعزيز ثقته بنفسه بين الحين والآخر إلى جانب بثه مشاعرها وإعجابها بصفات في شخصيته تميزه عن غيره، وبالطبع لا داعي لإبداء عبارات الإعجاب بأصحاب القامات الطويلة في حضوره حتى لو كانوا من النجوم في عالم السينما والرياضة».

وتبقى العلاقة بين الزوجين علاقة مميزة أساسها المودة والعاطفة التي لا تبحث لدى الآخر إلا عن كل ايجابية جميلة، سواء كان الحبيب قصيرا أو طويلا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري