الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012

ماذا أنجز الحرامي المخلوع الا مبارك؟


أشكر الاستاذ الكاتب الكبير فهمى هويدى أن أتاح لى هذه الفرصة لأتطرق إلى ذلك الموضوع. كتب سيادته أمس الأول فى مقاله بجريدة الشروق (فى المصالحة مع التاريخ). وجد تبريراً لتكريم الرئيس مرسى للرئيس الراحل أنور السادات. اعتبر أن تكريمه مصالحة مع التاريخ. قال إنه حاول أن يكون منصفاً مع الرئيس السابق حسنى مبارك. أضاف: ''أنفقت وقتا غير قصير فى البحث عن صفحات بيضاء له لكننى لم أجد، بعدما ضاقت بى السبل صرت بحاجة إلى صديق يرشدنى، ولم أجد بين الذين أعرفهم أحداً قادراً على أن يقوم بالمهمة!''.!! 
  
يقول أديب مصر العظيم، صاحب نوبل، الأستاذ نجيب محفوظ فى رواية ''أولاد حارتنا'': ''آفة حارتنا النسيان''. لا أعرف لماذا لم يضف: ''آفة حارتنا الجحود''؟ حتى لا نصاب بالآفتين (النسيان والجحود) أرجو أن يعتبرنى الأستاذ الكبير فهمى هويدى صديقا لبعض الوقت حتى تنتهى تلك الخواطر. إذ أعتقد أن منطق المصالحة - إن كان له أصل - لا يمكن أن يتجزأ. إن البطولة بدورها لا يمكن أن تُكال بمكيالين. اعتبار السادات بطلاً يوجب اعتبار مبارك من بين فريق الأبطال فى حرب أكتوبر. كان فى صدارتهم. على الأقل فنياً لأن العمليات العسكرية لا يمكن أن تبدأ بدون هجوم جوى. إذا كان مبارك قد فشل فى هجومه الجوى العظيم كانت حرب أكتوبر لن تدرج فى تصنيف النصر. 
  
تجاهل الأستاذ هويدى أن من بين أفضال السادات على الإسلاميين الذين اغتالوه أنه هو الذى أفرج عنهم. من أخرج الإخوان من السجون؟ من أتاح لهم العمل السياسى؟ إذا كان السؤال بالسؤال يذكر: من أتاح للإخوان الانضمام إلى مجلس الشعب؟ هل دخل الإخوان مجلس الشعب بتلك الأعداد قبل عصر مبارك؟ كثير من التحليلات والتدقيقات التاريخية كانت ترى ولم تزل أنه كان بين مبارك والإخوان صيغة ما. خبرتى الضعيفة لا تسمح لى بأن أسبر أغوارها. من أهم إنجازات زمن مبارك أنه أتاح لنا التعرف على كاتب عظيم اسمه الأستاذ فهمى هويدى. ظل يكتب عن الإسلاميين وضد نظام مبارك. فى جريدة الأهرام التى يسيطر عليها نظام مبارك. تلك الحقيقة لا يجب أن تندرج تحت بند (آفة حارتنا). هذا تذكير من صديق مؤقت لكاتب محترم. 
  
لمبارك أخطاؤه. له عيوبه. له سلبياته. المصريون خرجوا يطالبون بتغييره. لكن (الآفة الثانية) لحارتنا لا يجب أن تجعلنا ننسى الكثير. كان بطلاً لحرب أكتوبر. رفض إقحام القواعد الأجنبية فى أرض مصر. حافظ على سيناء محررة. يناضل المصريون الآن للإبقاء على سيناء كما هى ضمن تراب بلدهم. رفع العلم. أبقاه مرفوعاً. الاختلافات الأيديولوجية مع الرؤساء لا يجب أن تجعلنا ننسى الحقائق. طالب الأستاذ فهمى هويدى مبارك كثيرًا بإقحام جيش مصر فى حروب خارجها. لم يستجب. لم يفعل. كثيرون من المصريين يعتبرون هذا إنجازاً. 
  
أعاد مبارك بناء البنية التحتية للدولة. هذا إيجابى. السلبى أنه لم يواصل الصيانة. لم يمض فى اتجاه التحديث. الإيجابى أن تلك البنية التحتية تتيح تصدير الكهرباء إلى قطاع غزة. السلبى أن عدداً من مشروعات البنية التحتية طالها فساد. أهم الإيجابيات أن مبارك ترك احتياطياً نقدياً فى خزائن الدولة بلغ 33 مليار دولار فى نهاية حكمه. هذا رقم لا يحتاج أبداً إلى صديق للتدليل عليه. مصر استنزفت وتستنزف من هذا الرصيد إلى اليوم. هذا الرقم حمى مصر من الإفلاس وانكشاف الاقتصاد. لابد أن ننتظر من الحكم الحالى الإضافة عليه. يواجه الحكم الحالى مشكلات من أجل تحقيق هذا الهدف. 
  
كان يمكن للأستاذ فهمى هويدى أن يختتم مقاله بدون التطرق إلى هذا الموضوع. لكنه حظى الحسن لكى أعلق على ما كتب. أيضا لأنه لا يمكن لسيادته أن يتجاهل مبارك وهو يتحدث عن مصالحة تاريخية. أى مصالحة لا تشمل الرؤساء الأموات فقط. بل يجب أن تضم السابق الحى. منطق المصالحة لا يستقيم بدون أن يشمل مبارك. كتبت بالأمس هذا المعنى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري