الجمعة، 22 أبريل 2011

من تونس الحُرّة إلى جدّة الغريقة .. انتفاضة الغضب

تتجول هذه الأيام في ساحات التواصل الاجتماعي «فيس بوك - تويتر» فلا تشاهد لغةً مكتوبة، كلماتا وجملاً مرصوصة، مواضيعا للرأي والنقاش، إنما تستنشق عبق الحرية . عبير الإرادة وتجليات الحياة .
تستشعر لأول مرة ومنذ زمن طويل خفقات الكرامة والإنسانية ، والانتفاضة ضد الظلم والذل والطغيان .
هاهي جينات العربي الذي لا يقبل الضيم والهوان تعود من جديد. ملامح المسلم الحُرّ الثائر على الزيف والخداع واستعباد البشر تتضح اليوم.
هاهي أروقة الفيس بوك تنقل لك نبض الشعوب : معاناتهم تطلعاتهم تضحياتهم . كل الحقائق والأحداث كما هي بلا رتوش أو تجميل ودون أن تغتالها أو تعبث بها أيدي السياسي أو الإعلامي المدلّس المنافق.
نعم نؤمن بما ينادي به علماؤنا من ضرورة الحفاظ على الأمن وحقن الدماء، واحترام الولاة، والحرص على التراصّ والوحدة، ومنع الفتن والقلاقل.
ولكن ماذا عن الشعوب المقهورة؟ ماذا عن تعرضهم للحرمان والقمع ومصادرة حرياتهم؟ ماذا عن فقرهم وبطالتهم ومتاعبهم؟ أيسكتون عليها أبد الدهر؟ ماذا عن أرواحهم المتلهفة للعدالة والاستقرار والنهضة والعيش الكريم في أوطانهم؟!

أنطالب الملايين من الأحرار أن يصمتوا ويرضخوا للبطش. ويستسلموا لمصيرهم المشؤوم، ويرضوا بالأغلال في أعناقهم وحول أيديهم وأقدامهم لئلا يزعجوا ذلك المستبد الحاكم؟ لا وألف لا!!.
من حق المتضرر أن يشكو ما يقع عليه من ضرر. فإن لم يُرفع عنه الجور فله أن يسعى إلى فك قيده بنفسه دون ضرر أو ضرار!!
لولا أن انتفض أبطال تونس لظلوا عقودا أخرى تحت نير الجبروت العلماني الرئاسي. بضعة أيام من الثورة أطاحت ببؤس وديكتاتورية الماضي. ذلك الماضي الذي لم يمنعهم ممارسة شعائر دينهم ككل شعوب الأرض وحسب، وإنما ضيّق عليهم في مصادر رزقهم وقوت أبنائهم.
وهاهي الأنفس المشتاقة لنسيم الحياة تتحرك في مصر واليمن والشام. تلك الجموع الثائرة المناضلة لا تطالب إلا بحقها ولا تحمل غلا لأحد إلا لواقعها المرير. لا تضع أمام حكّامها وأنظمتها السياسية إلا مطلبا واحدا: إما العدل أو فارحلوا.
لقد اكتفت الشعوب العربية المسلمة من لغة التضليل والتحقير التي يُعاملون بها، وآن الأوان لكل من تربع فيها على عرش الرئاسة أو الملك أن يراجع نفسه ويحذر موجات الغضب القادمة لا محالة. ويُصلح أوضاعه قبل أن يتم انتزاعه!
يا آكلي ثروات المسلمين وسارقي كرامتهم احذروا ثورة الجياع فهي لا ترحم!
أحرار تونس يرسلون النصائح لثوّار مصر يخبرونهم كيف يغسلون وجوههم بالكوكاكولا لتخفيف أثر القنابل المسيلة للدموع وكيف يلفّون حول أجسادهم أكياس البلاستيك لمقاومة الصعق الكهربائي. العجيب أنهم لم يرشدوهم كيف يتلافون تعذيب المعتقلات ورشقات الرصاص في الساحات!! وفي انتفاضة أخرى تتعالى صيحات الشباب السعودي. موجهين رسائل الاستغاثة لولي أمر البلاد لينظر في حال الفساد المستفحل إلى حدّ «غرق المدن كاملة» في وحل خيانة المسؤول وتضييعه لأمانته ونهبه الأراضي والأموال العامة.
فبعد أن أصدر ملك البلاد بيانه الذي يعلن فيه معاقبة المجرم كائنا من كان. هاهي جدة تغرق للمرة الثالثة! والمجرم لا يزال يغتال الأرواح دون خوف أو وجل.
وقفة: عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم القيامة وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة).

اللهم يا سابغ النعم. ويا دافع النقم. يا فارج الغم. ويا كاشف الظلم. يا أعدل من حكم. ويا حسيب من ظلم.. ارفع عن المسلمين البلاء وادفع عنهم كيد الأعداء. وأحل أمورهم إلى خير يا أكرم الأكرمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري