الجمعة، 22 أبريل 2011

هل أنت شخصية قابلة للاستغلال


هناك ملامح لـ " الصيد السهل "
الذي يُحَرِّكُ في المستغِل شهيَّتَه للانقضاض عليه، ومنها

السعي الدائم إلى إرضاء الآخرين، وكأنما يستمد قيمته الشخصية من رضا الناس عنه ، ناسياً أن
" رضا الناس غايةٌ لا تُدرَك"
ما دام يقدم للآخرين تنازلات فهو ينتظر أن يتعاملوا معه بلطفٍ ، وكأنما يطالبُهم بثمنِ تنازُلاتِه ، دون أن يدري أنها " تنازلاتٌ غيرٌ مدفوعةِ الأجر !!"
يخاف من قول " لا " ،
وهو صديق دائم لـ " نعم "
حتى لو كان فيها مَضَرَّتُه
غضبُه مكبوت، لا يستطيع أن يبوح به للآخرين، ولا أن يعبِّر عنه في وقته ، حتى لو كان تعبيراً لفظياً منضبطاً.
إذا كانت آراؤه في الآخرين سلبية فسيحتفظُ بها في نفسِه ، ولن يعبِّرَ عنها بوضوح ، حتى لو كان الموقف يقتضي ذلك.
يرى أن زمام حياته في يد الآخرين، ولهذا يخشى المبادرة ، ويُفَوِّضُ أمرَه إلى من يراه أعلى منه ، سواء كان أباً أو مديراً أو صديقاً أو زوجاً أو زوجة
يخاف من الصراع لأنه يشعر بالضعف ، ويخشى من تُغَلُّبِ الآخرين عليه ، ولهذا يعيش على الهامش
ينتظر دائماً رأي الآخرين فيه ، فهم معيارُ تَميُّزِهِ أو فَشَلِه

يجد صعوبةً بالغةً في اتخاذ قراراتِه بنفسِه ، ولذا يحرص على أن يكون إلى جوارِ من يمكنُه اتخاذ القرارات بدلاً منه
يخافُ من معاداةِ الآخرين ، حتى لو كانوا هم سببَ العداوةِ ، ويسعى إلى دفعها بما يستطيع ، حتى لو فرَّط في بعض حقِّه، ويخادع نفسه أحياناً بأن ذلك من محاسن الأخلاق
يقدِّمُ الآخرين على نفسِه ؛ لا بسبب الإيثار المحمود ، وإنما بدافع الخوف أو الخجل .


ما هي الصفة الجوهرية التي تجمع هذه الصفات جميعاً ؟


يمكن أن تلخصها مقولة
" أنا تابع للآخرين .. ولست شخصيةً مستقلة ".
فمدارُ حياتِه على " الآخرين " وليس على " ذاته " . ومعاييرُه " خارج نفسه " وليست " داخلها " ، ونجاحُه يُقَاسُ بمقدارِ ما يتحدثُ الناس عنه ، وليس بما يَرى هو في نفسه.
وإذا علم المُستَغِلُّ أنك فارغ القيمة إلى أن يملأك الآخرون مدحاً أو ذماً ، فقد حصل على المفتاح الذي يفتح به أبوابك لما يريد.
ومن هنا كان توجيه النبي صلى الله عليه وسلم
"لا تَكُونُوا ‏ ‏إِمَّعَةً ‏؛ ‏تَقُولُونَ : إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا ، وَلَكِنْ ‏وَطِّنُوا ‏أَنْفُسَكُمْ : إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا ، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا " رواه الترمذي.
وقد ذكر العلماء لمعنى " الإمعة " ألفاظاً متقاربة ، تصب جميعاً فيما نحن فيه ، فقال بعضهم : هو من لا رأي له من قِبَل نفسه، فهو تابع أبدا.
وقال السيرافي : هو الرجل الضعيف الرأي الذي يقول لكلٍ : أنا معك.
وقال ابن السراج : هو الرجل لا رأي له ولا عزم فهو يتابع كلَّ أحدٍ على رأيه ، ولا يثبت على شي .
والعرب يقولون للرجل الإمعة أيضاً : " هو بنتُ الجبل " ، وهي : الصدى الذي يجيب المُتَكَلِّم بين الجبال ، فكأنما يقولون : هو مع كل مُتَكَلِّمٍ ، كما أن الصدى يجيب كل ذي صوتٍ بمثلِ كلامه".
وروي عن ابن مسعود أنه سئل : ما الإمعة ؟ قال : من يقول : أنا مع الناس.


صـــــــــــــــــــــــــور قاتمة للإستغلال

روى ابن قتيبة في " عيون الأخبار " عن العاص بن هشام أخي أبي جهل ، وكان من حمقى قريش، وكان أبو لهب قَامَرَه مرة ، فقَمَره ماله
أي استلبه منه بغَلَبَتِه إياه في القمار، ثم قمَرَه دارَه ، ثم قليلَه وكثيرَه وأهلَه ونفسَه؛ فاتَّخذه عبداً وأسلَمه قَيناً، وكان يأخذ منه ضريبة. فلما كان يوم بدرٍ بعث به عن نفسه ، فقُتِل ببدرٍ كافراً.


لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهلٍ وعبدَ الله بن أبي أمية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عمّ ؛ قل "لا إله إلا الله " ؛ كلمةً أُحَاجُّ لك بها عند الله سبحانه وتعالى.
فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب ؛ أترغب عن ملة عبد المطلب؟
فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ، ويعاودانه بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم به: أنا على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والله لأستغفرن لك ما لم أُنهَ عنك".
فأنـزل الله عز وجل: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم" . وأنـزل في أبي طالب: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ رواه البخاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري