الأربعاء، 13 أبريل 2011

جهل الحكم والحكماء


بين إسقاط النظام وإسقاط المطالب
أن يُحتسب تنحي السيد الرئيس، وإقصاء السادة جمال مبارك وصفوت الشريف وغيرهما من الحزب الوطني انها تنازلات قدمها النظام، فذلك جهل عن معرفة الفرق بين النظام والتنظيم، وما هو إلا مجرد التفاف على مطالب الشباب، فالنظام غير التنظيم، وما تلك الأمور إلا تغيير في تنظيم حزبي، وليس لها أية علاقة بالنظام المطلوب إقصاؤه.

فمن أمثلة النظام المطلوب إقصاؤه حالة الحكم بمقتضى قانون الطوارئ، أو نسبة تمثيل الفلاحين والعمال بمجلس الشعب، أو نظام القهر الأمني، أو فساد النظم الاقتصادية التي جعلتنا فقراء، أو الاستخفاف بأحكام القضاء، أو التوريث والتمديد في الحكم، أو الطبقية وعدم العدالة في التوزيع للثروة، أو التفاوت الصارخ في الأجور والمرتبات، أو عدم الموازنة بين الأجور والأسعار، أو بيع أراضي الدولة للأجانب، أو تخصيص أراضي الدولة لبعض المحاسيب، أو عدم التصدي لمحاربة الفساد أيا كان نوعه، أو عدم العناية بالتعليم والبحث العلمي، أو نفوق المنح للمشروعات الشبابية وشروطها، أو أو أو

لكن ما حدث قد يكون استجابة لبعض مطالب قديمة من أحزاب المعارضة ألا يكون رئيس الجمهورية تابع لحزب معين بذاته باعتباره حكما عدلا بين مؤسسات الدولة فليس للشباب شأن به، فضلا عن كونه أمرا يخص التنظيم ولا يخص النظام.

والذين يصفقون للرئيس في كل حركة وسكنة وكانوا بالأمس ذيولا خائبة للسيد/جمال مبارك إنما هم رعيل نظام سابق أهلك الحرث والنسل، وأفرز المحسوبية، وصنع الاستبداد، وأبعد نبض الشارع عن السيد الرئيس وفقد به الشباب الأمل في النظام، لذلك لا يجب أن نرى أحدهم في الحكم

والذين يتباكون على حرية الرأي ويصيحون بأنهم مع الرئيس وحكم الرئيس ونظامه هم المستفيدون من ذلك النظام، وهم الذين سمعناهم لثلاثون عاما خلت، وكانوا لا يسمحون لأحد بالكلام وإلا فقانون الطوارئ هو المصير، لكنهم اليوم يريدون حرية التعبير، فلست أدري ألم ينكشف زيف باطلكم بأنكم أغلبية، بينما أنتم الأقلية المستفيدة أو الجاهلة، هل كانت مظاهرات المصريين في فرنسا ولبنان والكويت وأمريكا وغيرهم التي تناصر ثورة الشباب مدفوعة الأجر؟، أم هي مظاهرات تأييد لما كان يعانيه هؤلاء المغتربون في وطنهم ومن بني وطنهم، إنه النظام الذي يجب تغييره يا سادة، ذلك النظام الذي جعل أجساد المصريين طعاما لأسماك البحر الأبيض والأحمر

من منكم سمع أو قرأ عن دولة بالتاريخ القديم أو الحديث سرى فيها الحكم بقانون الطوارئ لثلاثين عاما
من منكم سمع أو قرأ عن دولة لها احترامها تتحدى شعبها وأحكام القضاء وتصدر الغاز لإسرائيل ثم تدعي على شبابها بأنهم هم الذين ينفذون أجندة أجنبية.
من منكم سمع أو قرأ عن دولة ينهدر فيها المحصول الرئيسي (القطن) وتنهدم فيها صناعة الدواجن والماشية وتستورد القمح حتى تكون أعظم وأكبر مستورد للقمح في العالم بينما هي تطل على بحار ويجري خلالها نطر عظيم
من منكم سمع عن دولة تطل على بحرين ويشق طولها نهر عظيم وتستورد الأسماك
من منكم سمع عن نظام يستغل أوقاف المسلمين وأموال المعاشات في أمور ليست لما أوقفت الأموال عليه ولا تفيد أصحاب المعاشات
من منكم سمع عن دولة تفرّط سياساتها في ماء النيل الذي نرتوي منه، ألم تكن حصتنا باتفاقات دولية كتلك الاتفاقات التي تحافظون عليها لأجل إسرائيل

كل ذلك وغيره من إفرازات نظام فاشل في الإدارة، وغبي في الصناعة والزراعة، وسيئ في التنقيب والتعدين، ولا قيمة له في السياسة الخارجية، ومحبط لشعبه في الداخل، لذلك فسوف نظل فقراء وجهلة طالما كان هذا النظام ورموزه الذين لا يعرفون الفرق بين النظام والتنظيم في سدّة الحكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري