السبت، 9 مارس 2013

لماذا قد يؤدي الحرمان من النوم الى الموت أحياناً؟



النوم من أساسيات الحياة التى لا يمكن الاستغناء عنها مهما كانت الأسباب، لكن هناك بعض الحالات تحرم الشخص من النوم لأسباب خارجة عن إرادته وهذا ما ينتج عنه ما لا يحمد عقباه
إعلم أخي الحبيب أنك إذا تعودت على عدم الحصول على النوم الكافي الذي يتطلبه مخك، فإنك في هذه الحالة تعرف بشخص محروم من النوم، ويواجه آلاف الأشخاص المحرومين من النوم كل عام الكثير من حوادث السيارات والحوادث فى مجال الصناعة، ويكون النعاس هو العامل الأساسى المساهم فى ذلك.
تؤمن منظمة النوم الوطنية أن المشكلة متفشية بشكل خطير حتى أنها كانت سببا أساسيا لإنشاء برامج محلية فى بعض البلدان تعلم كيفية معالجة مشكلة النعاس أثناء القيادة حتى توضح للناس مخاطر القيادة والشخص الذى يعانى من حالة نعاس.
لكن ازدياد خطر حوادث الطرق هو أحد الأسباب والعواقب التى يمكن أن تعانى منها إذا استمريت في حرمان مخك وجسمك من النوم المطلوب لبقائهم فى حالة صحية.
قام توماس إديسون فى عام 1800 بإضاءة الطريق أمام العالم باختراع المصباح الكهربي، وكان على علم قليل بأن هذا الاختراع العظيم الذي قدمه للبشرية سيكون يوما ما عاملا هاما وأساسيا في نمو مشكلة الحرمان من النوم.
وفى عام 1900 كان معدل ساعات النوم للبالغين فى الولايات المتحدة الأمريكية حوالى 9 ساعات فى الليل، وفي عام 2000 بدأت ساعات النوم تقل لتصل إلى سبع ساعات فى الليل، مع أن الجسم البشرى لم يحدث به أي تطور حتى يتطلب مقدارا أقل من النوم إنما هى ظاهرة سلبية
ارتبطت دورة النوم والاستيقاظ  لدينا فيما مضى بتناوب ودوران الكرة الأرضية حيث كنا نذهب للنوم عندما تظلم الدنيا ونستيقظ عندما تضيء، ومع ذلك، مع تطور وانتشار الأضواء الصناعية، أصبحنا نطيل من ساعات اليقظة، كما أن المنبهات مثل المشروبات والأشياء التى تحتوى على الكافيين أصبحت تساهم أيضا فى زيادة فترة الاستيقاظ.
وبعد أن القينا الضوء على تطور عملية الحرمان من النوم عبر العصور،علينا التعرف على المخاطر التى نواجهها  عند حرمان أنفسنا من النوم وعدم منح أجسامنا الكمية التى يحتاج إليها منه.
وهنا صورة تفصل لنا أهم وأخطر الأمراض التى تصيب الشخص نتيجة للحرمان من النوم الكافي والتي تتمثل في الآتى:


- الاستثارة للغضب السريع.
- ضعف القدرة الإدراكية.
- ضعف الذاكرة.
- اضطراب السلوك والحكم الخاطئ على الأمور.
- التثاؤب المزمن.
- الهلوسة.
- أعراض شبيهة بمرض.ADHD
- اضطراب في جهاز المناعة.
- التعرض للإصابة بمرض السكري النوع الثاني.
- تغير معدل نبضات القلب.
- خطر الإصابة بأمراض القلب.
- انخفاض وقت رد الفعل والدقة فى التعامل مع الأشياء.
- الإصابة بالأورام.
- الشعور بآلام بالجسم.
- التأثير على النمو الطبيعى للجسم.
- البدانة.
- انخفاض درجة حرارة الجسم.
وبعد أن ألقينا الضوء على كل ما يمكن أن يصيب الإنسان بسبب قلة النوم نقدم شرحا مفصلا لها بالإضافة إلى البعد الاجتماعي والمادي الناتج عنها:
1- يمكن أن تلقى حتفك فى حادث طريق
لقد تم تقدير عدد حوادث السيارات التى تحدث سنويا بسبب النعاس أثناء القيادة بحوالى 100,000 حادثة، ويساهم هذا العدد الخطير من الحوادث فى وفاة حوالى 1500 حالة وعدد لا يحصى من الإصابات التي تسبب الإعاقة سنويا على الطرق السريعة.
وبالإضافة إلى خسائر الأرواح هناك نوع آخر من الخسائر وهو الخسائر المادية والتى تمثل حوالى 12.5 بليون دولار مع فقدان الإنتاجية كل عام، وقد تم التصريح أن هذا النوع من حوادث القيادة يمثل نسبة خطيرة تفوق بكثير غيرها من الأنواع الأخرى من الأسباب التى تؤدى إلى التعرض للحوادث.
كما يعلن الخبراء أن السائق الذى يتعرض لحادث سيارة بسبب النعاس لا يكون لديهه القدرة مثل غيره على التعامل مع وسائل الطوارئ اللازمة في هذه الحالة وذلك لأنه يكون فى حالة من فقدان الوعى.
2- فقد العمل أو الوظيفة

يتم تقييمك فى نطاق عملك بناء على عوامل معينة وعدم حصولك على المقدار الكافي من النوم سوف يؤثر على أدائك الوظيفي ويمكن أن يتسبب فى  تأخر ترقيتك أو عدم حصولك عليها نهائيا أو الأخطروهو فقدان وظيفتك.
والأسوأ من ذلك هو إذا كان عملك يتضمن التعامل مع آلات ثقيلة أو قيادة مركبة من النقل الثقيل مثل الشاحنات، الأتوبيسات أو الرافعات الشوكية فيمكنك أن تؤذى أو حتى تقتل نفسك أو غيرك.
3- تصبح شخصا عكر المزاج، مكتئب أو انتحاري

اعلم عزيزي القارئ أن الحصول على النوم العميق المنعش شىء ضروري للشعور بالراحة والصحة الجيدة، وعلى العكس إذا لم تحصل على النوم الكافي، يتسبب ذلك في شعورك بالحزن الشديد كما يساهم فى مواجهة صعوبات واضحة فى العلاقات بحياتك، إذا وصلت إلى حالة مزمنة، يمكن أن تسبب الحالة المزاجية السيئة أو الشعور بالاكتئاب المستمر إلى زيادة الأفكار الانتحارية.
4- تزداد فى الوزن

البدانة من المشكلات الرئيسية فى العالم أجمع ومن أخطر مخاطرها التعرض للموت المبكر وغيرها من الأمراض مثل الأزمات القلبية والسكتات الدماغية، وبينما تساهم عادات الغذاء السيئة فى مشكلة البدانة، يساهم أيضا نقص كمية النوم فى ذلك حيث يكون لهرمون اللبتين تأثير واضح على الشهية للطعام.
كما أن ازدياد مستويات هذا الهرمون يؤدى إلى قمع الشهية والسيطرة عليها، وهناك دليل بأن عدم الحصول على النوم الكافي يقلل من مستويات هذا الهرمون فى جسمك،
وهذا ينتج عنه زيادة فى الشهية للطعام ومنها إلى زيادة الوزن.
لذلك بحصولك على نوم كاف يمكن أن تساعد نفسك على فقدان الوزن الزائد بجسمك.

5- الإصابة بداء السكري
ترتبط الإصابة بمرض السكري بزيادة نسبة السكر فى الدم الذى يعتبر السبب الأول فى فقدان النظر والإصابة بالعمى.
كما يساهم فى العديد من المشكلات الصحية الخطيرة، مثل الأزمات القلبية، السكتات الدماغية وأمراض الكلى التي تتطلب الغسيل الكلوي، كما يمكن أن يسبب هذا قصر العمر.
وهناك الأدلة التى تثبت أن عدم الحصول على المقدار الكافي من النوم يسبب تغيرات فى عملية الأيض التى تحدث مرض السكري.
6- مخاطر أخرى تنتج عن الحرمان من النوم
 - الظهور السريع لعلامات التقدم فى السن.
 - تصبح أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والأنفلونزا وغيرها من الأمراض المعدية.
 - الإصابة بحالة مزاجية سيئة والتعرض للتقلبات المزاجية.
 -  تكرار ظاهرة نسيان الكثير من الأمور الهامة.
 - قلة القدرة على التعامل مع الضغط النفسى والعصبى.
 - ظهور أعراض ضعف القدرة لاتخاذ القرارات الصحيحة وقلة التركيز وعدم إمكانية الحكم المناسب على كثير من أمور الحياة.

7- الحرمان من النوم والحوادث الصناعية
هناك الكثير والكثير من الحوادث الصناعية التى نتجت عن عدم التركيز فى العمل بسبب حالة النعاس والحرمان من النوم الكافي.
فمثلا ما حدث عام 1999 من الكارثة الجوية بخطوط الطيران الأمريكية حيث تحطمت طائرة نتيجة لاصطدامها بصخرة Arkanas وكان هذا بسبب شعور الطيار بالتعب والحرمان من النوم.
وكارثة عبارة جزيرة Staten التي تحطمت بسبب اصطدامها بالصخور نتيجة للسرعة الزائدة عن الحد فى شهر أكتوبر من عام 2003 وكان السبب الرئيسى وراء ذلك هو الحرمان من النوم الذى كان يعانى مساعد القبطان منه.
وغيرها من الكوارث الناجمة عن سوء فى اتخاذ القرار بسبب عدم الحصول على القسط الكافي من النوم.
ومؤخرا انتبه الكثير من أصحاب المصانع والمؤسسات الصناعية الكبيرة أن السماح للعاملين والموظفين بالعمل مع الحصول على قليل من النوم هو شىء فى منتهى الخطورة.
كما عملت تلك المؤسسات على مساعدة العاملين لديها على الالتزام بمواعيد منتظمة والحصول على النوم الكافي حتى تزداد إنتاجية العمل.
لذلك يجب على كل فرد أن يكون الحفاظ على المقدار الكافي للنوم من الأهداف المقدسة لديه لأنها تؤثر على مسار حياته الجسدية والنفسية والعملية والاجتماعية على حد سواء وعدم الاهتمام بها يسبب كارثة قد تدمر حياة الإنسان بالكامل ويمكن أن تنتهى بالوفاة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري