الخميس، 3 سبتمبر 2009

الانقلاب الشيوعي الثاني في أفغانستان



  • أفغانستان بلد مسلم أصيل، يعتز شعبه الأبيّ بانتسابه للإسلام، لذا فهو متمسك به وبشدة، ولقد تعاقب على حكم أفغانستان عدة أسر، منها الأسرة الدورانية التي أسسها أحمد شاه سنة 1163هـ واستمرت في الحكم محمد ظاهر شاه الذي آلت إليه الأمور وهو في التاسعة عشرة من العمر، فسار أول الأمر سيرة حسنة على صيت أبيه محمد نادر خان بطل الأفغان المشهور، ثم فتن بالحياة الغربية, وبدأت الشعارات والأفكار العلمانية تتسلل إلى البلد المسلم النظيف تحت مسمى التقدم والتطور والخروج من العزلة ومواكبة العالم المتحضر, وهكذا حتى وجد محمد طاهر شاه نفسه ذات مرة وهو في رحلته المعتادة والدورية لأوروبا، مخلوعًا مطرودًا ممنوعًا من دخول بلاده، وذلك على يد ابن عمه «محمد داود», وقد استطاع أن يستولي على الحكم بمساعدة قوية وظاهرة من الاتحاد السوفيتي الشيوعي وذلك سنة 1393هـ، وذلك في ظل تواطؤ غربي مع الروس، وموافقة منه على مد النفوذ الشيوعي إلى أفغانستان، فتدفقت المساعدات الروسية السخية على أفغانستان في كل المجالات، مع آلة الدعاية الشيوعية الكبيرة التي تروج للأفكار والنظريات الماركسية واللينية.
    المهم أن محمد داود وصل لسدة الحكم بالمساعدة الشيوعية، وكان عليه أن يرد الدين والمعروف! ويمكن للشيوعيين في البلاد، وهذا ما أخذ محمد داود في فعله ولكن بصورة مرحلية وليس دفعة واحدة كما يطلب الشيوعيون، وأراد أن يتحرر محمد داود شيئًا فشيئًا من القبضة الشيوعية الآخذة بخناقه، فزار بعض الدول الإسلامية في سبيل إظهار حسن النية للمسلمين في بلاده وخارجها، ثم قام بإعلان دستور جديد للبلاد، وأعلن إنهاء الحكم العسكري
    .
    بالجملة أدت تصرفات محمد داود وخطواته لزعزعة الثقة بينه وبين الشيوعيين، ثم ما لبثت أن انعدمت بالكلية، وتبادل الطرفان الاتهامات الصريحة العلنية، وبدأ الشيوعيون في اتباع نهجهم الثوري الانقلابي المعروف، فأثاروا الفوضى في البلاد عن طريق الاغتيالات حتى داخل صفوفهم وأطلقوا التصريحات المضللة عن حقيقة الأوضاع في أفغانستان، حتى اضطربت الأمور بشدة في البلاد.
    لما أحس محمد داود بالأصابع الشيوعية تعبث بأمن البلاد وأنها وراء سلسلة الاغتيالات فبدأ في التحرك بسرعة لإحباط هذه المؤامرة الشيوعية وألقى القبض على زعماء الشيوعية نور محمد تراقي وحفيظ الله أمين وبابرك كارمل وأودعهم السجن، ولكن قبل أن يتابع ضرباته حدث الانقلاب ضده, ففي 22 جمادى الأولى 1398هـ ـ 29 أبريل 1978م قام كل من «محمد غلاب زي» أحد قادة جناح «خلق» والعميد الشيوعي عبد القادر بالانقلاب على محمد داود وألقوا القبض عليه واستلم السلطة «نور محمد تراقي» زعيم حزب خلق وعرفت هذه الحركة في أفغانستان باسم ثورة ساور أي ثورة أبريل، وهذا يعتبر التاريخ الحقيقي لبداية الحكم الشيوعي في أفغانستان.
    بعدما استلم نور محمد تراقي السلطة أظهر الوجه الحقيقي للشيوعية القبيحة الملحدة الكافرة, فقد وقع خمس عشرة ألف قتيل خلال اليوم الأول للانقلاب، وأخرج محمد داود من السجن، ثم قام نور تراقي بإحضاره وأبنائه الـ 29، وقتلهم الواحد تلو الآخر أمام عيني محمد داود، وهو يتلذذ بمنظر القتل والذبح، وعرف محمد داود عاقبة التعامل مع أعداء الإسلام والشيوعيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري