الاثنين، 28 سبتمبر 2009

الملائكة والأعمال الصالحة


  • بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الأعمال الصالحة تقربنا من الملائكة وتقرب الملائكة لنا، ومن الجدير بالذكر أن العمل لا يوصف بأنه صالح إلا إذا توافرت فيه شروط، هي: الإيمان والإخلاص والمتابعة، فعمل المشرك حابط عند الله، يقول - سبحانه وتعالى-: لئن أشركت ليحبطن عملك، والعمل إن لم يكن خالصًا لله - عز وجل - يرد على صاحبه، فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا، والعمل ينبغي أن يكون موافقًا لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإلا رد على صاحبه: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". ومن الأعمال الصالحة التي تشهدها الملائكة.

    1- تسجيلهم للذين يحضرون لصلاة الجمعة:
    فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول، فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاءوا يستمعون الذكر". رواه البخاري.

    2- تسجيلهم للأقوال الطيبة:
    فعن رفاعة بن رافع قال: كنا نصلي وراء النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما رفع رأسه من الركعة، قال: "سمع الله لمن حمده"، قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، فلما انصرف قال: "مَن المتكلم؟ " قال: أنا، قال: "لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكًا يبتدرونها أيهم يكتبها".
    والمتأمل في الحديث يجد أن عدد حروف هذه الكلمات أربعة وثلاثون حرفًا، وهؤلاء الملائكة يختلفون عن الملائكة التي تسجل عمل العبد- الرقيب والعتيد
    -.

    3- تنزلهم عند قراءة القرآن:
    ففي حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن أسيد بن حضير، كان يقرأ القرآن في مربده (جرنه) فتحركت فرسه، كلما قرأ تحركت وكلما سكت سكنت، فخشي على ولده منها، فلما قام إليها وجد مثل الظله فوق رأسه فيها أمثال السرج عرجت في الجو حتى اختفت، ولما أخبر بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "تلك الملائكة كانت تسمع لك، ولو قرأت لأصبحت يراها الناس ما تستتر منهم". رواه البخاري ومسلم.

    4- حضورهم مجالس العلم والذكر:
    ففي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: "إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوهم، تنادوا هلموا إلى حاجتكم". قال: "فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا". والملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع.

    5- شهودهم لصلاتي الفجر والعصر:
    يقول جل شأنه: وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم، فيقول: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون".
    6- إظلالهم للشهيد بأجنحتهم:
    ففي غزوة أُحد لما استشهد عبد الله بن حرام - رضي الله عنه - ودخلت عليه أخته فاطمة تبكيه، قال لها النبي - صلى الله عليه وسلم -: "تبكين أولا تبكين مازالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه".

    7- شهودهم لجنازة الصالحين:
    لما مات سعد بن معاذ سيد الأنصار - رضي الله عنه - اهتز عرش الرحمن لموته وفتحت له أبواب السماء وشهده سبعون ألفًا من الملائكة.

    8- تأمين الملائكة على تأمين الإمام:
    إن الملائكة تؤمن مع الإمام، ففي حديث البخاري: "إذا قال الإمام: آمين، فإن الملائكة تقول في السماء آمين، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه".
    وكذا في قول الإمام: "سمع الله لمن حمده" تقول الملائكة اللهم ربنا ولك الحمد، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: "إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا ولك الحمد، فإن من وافق قوله قول الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه
    ".

    9- حمايتهم لمكة والمدينة من دخول الدجال:
    يخرج الدجال فيطوف الأرض بسرعة المطر الذي استدبرته الريح، لكنه يُمنع من دخول مكة والمدينة لحماية الملائكة لهما، ففي الحديث: "على أنقاب المدينة ملائكة، لا يدخلها الطاعون ولا الدجال". رواه البخاري.
    وفي الحديث أيضًا: "وليس من بلد إلا سيطؤه الدجال، إلا مكة والمدينة، ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها، ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فيخرج الله كل كافر ومنافق". رواه البخاري.

    10- تؤمن على من دعا لأخيه بظهر الغيب:
    ففي حديث مسلم: "من دعا لأخيه بظهر الغيب، قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثله".

    11- تقاتل مع المؤمنين:
    يقول - سبحانه -: إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين، ففي غزوة بدر ظل النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو الله ويستغيث به ويطلب منه النصر والتمكين لعباد الله المستضعفين، حتى أنزل الله - سبحانه - الملائكة يقدمهم جبريل - عليه السلام - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر: "أبشر..... يا أبا بكر، هذا جبريل على ثناياه النقع". رواه البخاري. والنقع: هو الغبار.
    وفي غزوة الأحزاب أيد الله المؤمنين بالملائكة، يقول - سبحانه -: يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها، والمقصود بقوله - تعالى -: وجنودا لم تروها هم الملائكة، وبعد الغزوة نزل جبريل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: "أوضعتم سلاحكم فإنا لم نضع سلاحنا بعد". فقال: إلى أين، فأشار إلى بني قريظة. رواه البخاري ومسلم
    .

    12- يبشرون المؤمنين:
    وقد أخبرنا الله - سبحانه - أنهم بشروا إبراهيم - عليه السلام - بالذرية الصالحة، وبشروا زكريا - عليه السلام - بيحيى، وبشروا مريم - عليها السلام - بعيسى، وفي هذا يقول - سبحانه -: هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إلى قوله - تعالى -: وبشروه بغلام عليم، ويقول - سبحانه -: فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى، ويقول جل شأنه: إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين.

    13- حمايتهم للرسول - صلى الله عليه وسلم - من كيد المشركين وأذى المجرمين:
    فعندما توعد أبو جهل النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: "لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوًا عضوًا".

    14- تُبلغ الرسول - صلى الله عليه وسلم - السلام من أمته:
    فلقد وكل الله - سبحانه - مَلكًا أعطاه سمع العباد بتبليغ الصلاة والسلام عليه - صلى الله عليه وسلم - من أمته، فعن عمار رضي الله عنه قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: "إن لله - تعالى - ملكًا أعطاه سمع العباد، فليس من أحد يصلي عليَّ إلا بلغنيها". رواه الطبراني في المعجم الكبير بإسناد حسن.

    15- تنزل بعيسى - عليه السلام - آخر الزمان ليكسر الصليب ويُحرم الخنزير ويضع الجزية:
    يقول - سبحانه -: وإنه لعلم للساعة، فنزوله - عليه السلام - علامة على اقتراب الساعة، وينزل - عليه السلام - شرقي دمشق عند المنارة البيضاء واضعًا كفيه على أجنحة ملكين.
    والله من وراء القصد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري