السبت، 19 سبتمبر 2009

هل اعترف علماء الغرب بأن مكة هي مركز اليابسة على الأرض؟

  • هذا سؤال تعرضت له كثيراً ولا أدري كيف نقنع الناس بقاعدة وهي أن هناك فرق كبير بين ما نعتقده كمسلمين وبين ما يعتقده علماء الغرب ويؤمنون به. فنحن نعتقد أن مكة هي مركز اليابسة، وأن أول بيت وُضع للناس هو البيت الحرام، وأن هذه البقعة هي أفضل بقعة على وجه الأرض، وأن هناك نوراً ينبعث منها وطاقة هائلة يحس بها كل من ينظر للكعبة للمرة الأولى.
    ولكن هناك بعض الباحثين في الإعجاز العلمي يسارعون لإعلان أن العلماء اكتشفوا كذا وكذا ويقصدون علماء الغرب، وينبغي علينا كمؤمنين أن نفطن لمثل هذه الأمور، لأن أعداء الإسلام يأخذون مثل هذا الكلام ويقولون: انظروا أيها المسلمون كيف يسخر منكم علماؤكم، ويحاولون إقناعكم بأن القمر قد انشق وأن مكة هي مركز الكون وأن وأن...
    إن هذا له تأثير على ضعاف القلوب من المسلمين، ولذلك يا إخوتي لا تتسرعوا في إطلاق أي فكرة نؤمن بها وتقولوا إن علماء الغرب اكتشفوا كذا وكذا، بل تأكدوا أولاً من حقيقة الاكتشاف واسم العالم واسم البحث بل والموقع الذي نُشر فيه هذا البحث، ليكون كلامنا موثَّقاً وعلمياً.
    وعندما يأتي باحث مسلم ويضع نظرية (مثل النظرية التي وضعتها وأثبتُّ فيها القوة الشفائية لآيات القرآن)، هذا بحث نظري لم يعترف به الغرب بل لم تتم أي تجربه علمية حوله حتى الآن، فلا يجوز أن نقول إن علماء الغرب اكتشفوا التأثير الشفائي لصوت القرآن، مع إيماننا وتسليمنا الكامل بهذه الطاقة الشفائية. وننقل البحث كما هو ونقول إن هذا الباحث المسلم وضع بحثاً عن آفاق العلاج بالقرآن، وبانتظار أن تجرى التجارب لإثبات مصداقية هذا البحث.
    مثلاً مما لا شك فيه أن السجود له طاقة عظيمة، وأن الإنسان يكون أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد، وأن الصلاة فيها شفاء وعلاج لأنها نوع من أنواع التأمل والخشوع والحركات المنظمة التي تساعد الإنسان على الشفاء، ولكن يقول بعضهم إن عالماً غربياً قام بدراسة السجود واكتشف أن الشحنات الزائدة عند الإنسان لا تتفرغ إلا عندما يكون الإنسان ساجداً وباتجاه الكعبة....
    ونقول يا أحبتي دائماً نريد الإثبات العلمي على هذا الكلام، فطالما أنه لا يوجد إثبات فلا يجوز لنا أن ننشره في المنتديات والمواقع وبين الناس، بل نسأل العلماء أولاً عن حقيقة هذه المعلومات. بل لا يكفي أن نقول إن هذا الباحث حصل على براءة اختراع من أمريكا، إذا كانت الدكتوراة اليوم تباع بخمسة آلاف دولار في بعض الجامعات فما بالكم ببراءة اختراع!!
    إن المقياس هو البحث العلمي والحقائق العلمية، والتجربة والنتائج اليقينية، أما ما دون ذلك من دعايات وتضخيم للمعلومة فهذا لا يجوز أن نقحمه في كتاب الله تبارك وتعالى، وقد أساءت مثل هذه الأبحاث إلى الإعجاز العلمي أكثر مما نفعته. والله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري