الأربعاء، 16 مارس 2011

الانتصار على الشعور المفاجىء بالإحباط

بحسب لون النظارة التي يرتديها الشخص، يرى الحياة من حوله..

فإذا كانت عدسات نظارتك سوداء، فإنك ترى ما حولك قاتماً. أمّا إذا كانت العدسات شفافة،

فستظهر الحياة جميلة برغم ما يعترضك فيها من صعاب أو مشكلات.

تُرى ماذا تفعل إذا وجدت نفسك تئن تحت وطأة ضغوط نفسية تحرمك من راحة القلب، كان تُواجَه مثلاً بسوء فهم لموقفك، من جانب شخصية تعتز بها، أو تُواجَه بتخاذل قريب أو صديق في وقت محنة، أو بنقد يُوجّه إليك في غير مكانه، أو بإخفاقك في تحقيق هدف ما أو غيرها من المواقف أو الأحداث التي تتعرض لها في حياتك اليومية، وتتسبب في إحساسك بالإحباط.

تختلف هنا الإستجابة للمثيرات من شخصٍ لآخر؛ وتعتمد ردود الأفعال على حالة الفرد النفسية، والإتزان الإنفعالي الذي يعيش فيه، وحالة السلام العقلي والهدوء النفسي التي يتمتع بها. كما تختلف ردود أفعال الأفراد إزاء المواقف والتصرفات المختلفة، بإختلاف أسلوب التربية في الصغر.

وهنا يتفق المتخصصون في علم النفس، على ضرورة أن يتعلّم الشخص الذي يشعر بالإحباط، الإيجابية؛ بمعنى أن يبدأ النظر إلى الأمور بطريقة مختلفة؛ فيرى إمكاناته العقلية وجوانب تميزه، والنواحي الإيجابية في شخصيته، فيقتنع بأنّه ذو قيمة وأهمية، وبالتالي يستطيع أن يعود بالأمور إلى حجمها الطبيعي، ويراها بمنظورها الحقيقي؛ بلا زيادة، أو نقصان.

أمّا الخطوة الهامة التي ينصح بها المتخصصون في هذا الأمر، فهي ضرورة التمييز والتفرقة بين رفض الآخرين "لأفعالنا" وبين رفضهم "لشخصياتنا"، فالفرق كبير وإدراكه يؤدي إلى التحرر من الكثير من الضغوط التي تتراكم فوق بعضها، ويُسهم في إعادة الهدوء والتوازن لمواجهة الأمور بتعقّل وبتروٍ.

وهذه الخطوات هدية لك ممن يعنيهم أمرك من الخبراء النفسيين حتى تدرب نفسك على الثبات في مواجهة مثل هذه الإحباطات:

* اقبل نفسك كما أنت، كوّن علاقة طيبة مع ذاتك، احترمها، وكن رحيماً بها.. فنفسك غالية في نظر خالقك، فلابدّ أن تكون هكذا في نظرك أنت أيضا !

* إذا كنت في البيت، حاول الإسترخاء والإستماع إلى موسيقى هادئة، ولا تحاول أن تزحم رأسك بخيالات وأفكارٍ كثيرة قد تكون بعيدة كل البعد عن الحقيقة أمّا إذا كنت في مكان بعيد، وأمامك وقت للوصول إلى البيت، فأمضِ بعض الوقت في التجوال في الطرق الهادئة، وابتعد عن الأماكن الصاخبة حتى يعود إليك هدوء فكرك.

* إقرأ ما يحثّ على الرجاء، ويدعو إلى التفاؤل.

* اكتب ما يضايقك ويُؤلم نفسك، ويؤكد لك كل مَن سكب أفكاره على الورق نجاح هذه الأساليب في إستكشاف الأمور ووضوحها.

* كن موضوعياً في التفكير؛ فقد تكتشف عيباً في شخصيتك يحتاج إلى علاج.

* مارس بعض التمرينات الرياضية البسيطة، وإن أمكن في الهواء الطلق.

* تعرّف على أناس جدد، كوّن صداقات جديدة.

* هل تعرف متى كان آخر خطاب كتبته؟ أكتب رسائل لأصدقاء أو أقارب لك، ولا تنسَ أن ترجمة المشاعر في كلمات مكتوبة، تنعش نفسك.

* جدِّد في نمط حياتك، وبخاصة في طريقة إستذكارك للدروس، أو في عملك، وقضاء وقت فراغك.. جدِّد – طوّر – ابتكر؛ فأنت صاحب وصانع كل ما تفعل.

* كافئ نفسك بوجبة خفيفة خارج المنزل مع أسرتك أو مع بعض الأصدقاء الحميمين.

* وأخيراً، ثق أنك سوف تلمس بنفسك النجاح في أن تقول وداعاً لمشاعر الإحباط والإكتئاب المفاجئة. فتنجح مع نفسك وتطوِّر من ذاتك وتتصالح معها، وتُقيم علاقات طيبة مع الآخرين.. فهنيئاً لك!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري