الأربعاء، 1 يونيو 2011

ثورة التحرير قضت على بريق القاعدة

أكد سفير أفغانستان لدى مصر السفير نصير أحمد أن تأثير وبريق تنظيم ''القاعدة'' وزعيمهاأسامة بن لادن قد تلاشيا نهائيا بفعل الثورات العربية الشعبية المليونية السلمية المدنية المتحضرة التى شهدتها ميادين التحرير والتغيير فى المنطقة.

وقال السفير الأفغانى أن هذه الميادين لم تشهد صورا لأسامة بن لادن ولا شعارات من القاعدة.. وأن ميادين التحرير لم تشهد - بعد تصفية زعيم القاعدة جسديا- تعاطفا يتناسب مع الحدث والرمز مايؤكد أن ال ''بن لادنية'' أصبحت مرفوضة لدى الغالبية الكاسحة من الحركات الاسلامية والعلماء والمفكرين .

جاء ذلك فى كلمة السفير الأفغانى خلال مؤتمر ''مستقبل تنظيم القاعدة بعد أسامة بن لادن فى ضوء المتغيرات الاقليمية الحادة'' والذى نظمه ''الأربعاء''المركز الدولى للدراسات المستقبلية والاستراتيجية برئاسة اللواء أحمد فخر وبحضور العديد من الدبلوماسيين الأجانب والأكاديميين والقياديين من الحركات الإسلامية .

وأشار السفير نصير أحمد إلى أن تنظيم القاعدة قد يجد نفسه فى وضع لايحسد عليه يمكنه أن يسير لبعض الوقت بفعل قوة الدفع وأن يقوم ببعض العمليات الانتحارية فى المدى القريب ثأرا لمقتل زعيمه ولكن قد تتلاشى قوة القاعدة كتنظيم مركزى موجه على المدي المتوسط والبعيد.

وتابع:أن توقعاته بتلاشى هذا النموذج لا تستند فقط إلى فقدان رمزها وتوالى تلقيها الضربات لكن الأهم من ذلك هو النموذج القدوة الذى تبلوره الثورات العربية الحضارية فى ميادين التغيير السلمى وفى مقدمتها نموذج ثورة ميدان التحرير القاهرى التى وصفها ب''ثورة الحرية والكرامة والعدالة''.

وأضاف:أن عزلة جماعات العنف تزداد شعبيا وشبابيا فى ظل الحرية والانفتاح وتداول السلطة سلميا عبر صناديق الاقتراع..ومن هنا فلا غرابة لو رأت القاعدة مصلحتها فى فشل أو إفشال هذا النموذج القدوة وتعثره حتى يجدوا مبررا لتجنيد المحبطين من الشباب فى جولة جديدة من جولات العنف الأعمى.
ومن جانبه،أكد رئيس المركز الدولى للدراسات المستقبلية والاستراتيجية اللواء أحمد فخر أن هناك ضبابية وصمتا مريبا من جانب قيادات القاعدة التى لم تعلن حتى الآن اسم شخصية قائدها الجديد لأن الاسم والشخصية قد يوضحا بعض التوجهات لهذه القيادة الجديدة لمكان وزمان العمليات الانتقامية والارهابية.

ولفت إلى ما اعتبره مؤشر خطورة متمثلا فى عودة ثلاثة آلاف مصرى من منطقة أفغانستان وباكستان الذين كانوا ينتمون إلى فكرة الجهاد التى تبنتها القاعدة وقت أسامه بن لادن.. مشيرا إلى أنه وفى ظل الثورات فى المنطقة العربية والمغرب العربى ووجود إنفلات وضعف أمنى مع أزدياد التيار الدينى السلفى فى الكثير من دول المنطقة فإن هذا الأمر قد يشكل خطورة بالغة على استقرار الأوضاع فى هذه الدول ومن بينها مصر.

وشدد على أن الأمر يستدعى الدقة الشديدة فى استقبال هؤلاء العائدين ومعرفة الدول التى تنقلوا فيها والتعرف على دورهم سواء فى أفغانستان أو فى دول أخرى وضرورة التعقب الأمنى المستمر لمن يسمح له بالعودة إلى مصر والدول العربية.

وقد التقت وجهة نظر اللواء أحمد فخر مع اللواء سراج الروبى النائب السابق لرئيس منظمة الانتربول الذى أكد أهمية يقظة وسيطرة الأجهزة الأمنية على مقاليد الأمور سواء ضبطا للتنظيمات النشطة أو منعا لتدفق الأسلحة والمتفجرات عبر المنافذ على الحدود البحرية والبرية والجوية وتوافر المصلحة لدول أخرى لاستقرار مصر.

ومن جانبه أكد عضو مجلس شورى الجماعة الاسلامية الدكتور ناجح إبراهيم انه لايوجد حتى الآن من واجه تنظيم ''القاعدة'' فكريا..منوها بعشر نقاط اعتبرها نقدا لهذا التنظيم فى مقدمتها أن القاعدة أول حركة إسلامية تتبنى ''فتوى القتل بالجنسية'' وهو أمر غير مسبوق فى التاريخ الاسلامى كما تبنى إبن لادن فتوى تحمل المواطن مسئولية سياسة بلاده لانه دافع ضرائب وهو أمر غير مسبوق أيضا.

وأشار كذلك إلى استهداف القاعدة للمدنيين بالقتل رغم إجماع علماء الإسلام على حرمة قتلهم وبالرغم من ذلك لقد كان ملاحظا أن معظم من قتلوا فى هجمات القاعدة كانوا ''مسلمين ومدنيين''.

وانتقد ناجح إبراهيم تبنى تنظيم القاعدة نظرية ''الهدف المستحيل'' مثل هدف تركيع الولايات المتحدة الذى كانت نتيجته احتلالها للعراق وأفغانستان وكذا تبنى القاعدة نظرية النيابة عن الأمة والجمود فى فكر هذا التنظيم من خلال نهج التفجيرات.

وأوضح أن الثورات التى نشهدها حاليا أثبتت ''فشل المشروع الجهادى فى المنطقة''.. مشددا على أن تنظيم القاعدة لن يستطيع إختطاف التنظيمات الاسلامية.
ومن جانبه أكد وكيل أول وزارة الأوقاف لشئون الدعوة الاسلامية الدكتور سالم عبد الجليل أن فكر أسامة بن لادن ليس مبتدعا وبالتالى فإن تنظيم القاعدة لن يتأثر فكريا بغيابه..وقال:'' فى الوقت نفسه إلى انه يعتقد أن هذا التنظيم غير موجود فعليا و''ان ما يوجد هو فكر التقت عليه بعض الجماعات والأفراد ولذلك يصعب تتبعه من الأساس''.

وأضاف :أن هناك خلطا كبيرا بين الدعوة الوهابية وفكر أسامة بن لادن.. مستبعدا أن يكون بن لادن أنبا لفكر الوهابية التى يمثلها فى مصر ''السلفية والذين يرفضون حمل السلاح''.

وأشار إلى انه وإذا كان التساؤل المطروح يتعلق بامكانية اختراق القاعدة للجماعات الاسلامية فى مصر فانه يعتقد بل ويتيقن أن ''هذا الاختراق وارد'' لكنه أوضح أن القاعدة لن تخترق تنظيما ولكنها ستخترق فكرا والدليل على ذلك أن فكر القاعدة بالأساس خرج من الجماعات ذات الفكر التكفيرى.

وعرض المفكر الاسلامى الدكتور كمال حبيب رئيس حزب السلامة والتنمية - تحت التأسيس - ورقة عمل خلال المؤتمر تركزت حول مصادر الارهاب فى مصر أشار فيها إلى ماأسماه ''إرهاب الأباطرة'' وهو الارهاب الذى تقوم به الدول الكبرى القوية مستهدفة الضعفاء..وقال:إننا أمام مصطلح ''مراوغ'' خاص بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر التى كادت أن تجعل الإسلام مرادفا للإرهاب.

واستعرض كمال حبيب فى كلمته تاريخ الجماعات الاسلامية فى مصر منذ بدايات القرن الماضى كنوع من رد الفعل المعبر عن الهوية بعد الاحتلال البريطانى وسقوط الخلافة الاسلامية.

وشدد على أن الدين الإسلامى لايدعو إلى استخدام العنف غير المشروع لتحقيق أى من أهدافه كما انه لايدعو لإثارة العنف والفزع بين المدنيين حتى لو كانوا غير مسلمين.

واعتبر استخدام القوة لرد الاعتداء فى فلسطين والعراق وافغانستان من باب الجهاد المشروع ولايعد عملا ارهابيا.

وقال : ''يعد محاربا مقصودا بالقتال كل الجنود المحاربين فى ساحة القتال ومن فى حكمهم ممن يقومون بأعمال ذات طابع لوجيستى بالمعنى الواسع الذى يدعم أعمال الحرب ويسهلها''.

وأوضح أن سياسة المحافظين الجدد فى الولايات المتحدة تجاه العالم الإسلامى هى التى فتحت الباب واسعا لإنتشار تنظيم القاعدة فى العالم الاسلامى..مشيرا إلى أن المحافظين الجدد تسببوا بمخطاطتهم فى إثارة الفزع بين شباب العالم الإسلامى ما جعلهم ينضمون لتنظيم القاعدة فى العراق وأفغانستان.

وأضاف:أن تنظيم القاعدة تحول بذلك من مجرد تنظيم محدود ليصبح شبكة تنتشر على مساحة العالم العربى والاسلامى كله..مشيرا إلى أن مفهوم الشبكة يعنى تحرك تنظيمات محلية تحت إيدلوجية تنظيم القاعدة العامة كما هو الحال بالنسبة لتنظيم التوحيد والجهاد فى مصر.

وقد ناقش المشاركون فى جلسات عمل المؤتمر عددا من المحاور ذات الصلة بمستقبل تنظيم القاعدة بعد بن لادن بما فى ذلك مستقبلها فى اليمن والجزيرة العربية وشمال افريقيا بالاضافة لمخاطر إحياء الخلايا النائمة وإختراق الجماعات الاسلامية وإنعكاسات مقتل بن لادن على ، مكافحة الارهاب وتطور أساليب المواجهة فى ظل المتغيرات الحادة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري