الجمعة، 4 سبتمبر 2009

"طلائع جمال" لتوريث حكم مصر

المعارضة اتهمت جمال مبارك باستغلال الشباب لترويج فكرة التوريث
  • ظهرت مؤخرا في مصر مجموعة أطلقت على نفسها اسم "طلائع جمال مبارك" وأعلن أعضاؤها تأييدهم لتولي جمال نجل الرئيس المصري محمد حسني مبارك الحكم خلفا لوالده.
    وفوجئ الحاضرون لمؤتمر شعبي عقده
    جمال مبارك وحشد من الوزراء في قرية النجاح بمحافظة البحيرة، بوصفها إحدى القرى الأكثر فقرا بمصر، بعدد من الشباب يقودهم نائب سابق يرتدون قمصانا كتب عليها "حب وإخلاص ووفاء.. طلائع جمال مبارك".
    وانتقدت صحف مستقلة ومعارضة اللقاء الذي لم يسمح لأهالي القرية بحضوره، بل اقتصر الحضور على بعض أعضاء الحزب الحاكم والمسؤولين المحليين.
    واتهمت المعارضة جمال مبارك باستغلال الشباب والقرى الفقيرة لإطلاق حملات دعائية والترويج لفكرة توليه السلطة، غير أن محللين وسياسيين مصريين قللوا من أهمية هذه المحاولات الرامية لتوريث الحكم، واعتبروا أنها تعكس فشل الحزب الحاكم في "تسويق سيناريو التوريث لدى النخب والأحزاب السياسية".

    رهان خاسروقال المتحدث باسم حركة "كفاية" عبد الحليم قنديل إن محاولات الحزب لخلق "ظل مصطنع للظهور السياسي المفاجئ" لجمال مبارك في الشارع المصري بدأت منذ 2004، وتعددت أشكالها بين ملصقات في الشوارع أو على المتاجر وصولا إلى الإنترنت والمجموعات البريدية.
    وأضاف قنديل أن التأثير الذي تتركه هذه المحاولات في كل مرة كان ازدياد الرفض الشعبي لنشاط جمال السياسي، وأن "بعض مماليك جمال في الحزب ومن يدفعون بتعجيل مسلسل التوريث يحاولون اختراق قطاعات الشباب المصري".
    واعتبر أن هناك قطاعات شبابية واسعة بعيدة عن دوائر التأثير والحراك السياسي، وأن الحزب الحاكم "يستغل هيمنته على مؤسسات الدولة لاستمالة هذه القطاعات أو تحييد مواقفها، وذلك عبر إيهامها بتمكينها من امتيازات ومكاسب اجتماعية ومالية".
    ويرى قنديل في هذا التوجه إقرارا من الحزب الحاكم بفشله في إقناع النخب المثقفة والأحزاب السياسية بخططه لتوريث السلطة، مؤكدا أن "رهان الحزب على القطاعات الصامتة في الشعب هو رهان خاسر ويعكس العقلية المنغلقة التي تحكم الحزب".

    "الذي ينقص جمال مبارك ليس الظهور الإعلامي المتزايد، ولكن القدرة على التواصل الحقيقي مع الجماهير والإرادة الجادة لتغيير الواقع الصعب الذي تعيشه مصر وأهلها"ناصر عبد الحميدتسويق منتج فاشلمن جانبه قال مسؤول التثقيف السياسي في منظمة الشباب بحزب الجبهة الديمقراطية ناصر عبد الحميد إن ظهور مجموعات شبابية تؤيد تولي جمال السلطة "أمر مدبر تديره مجموعات عمل داخل الحزب الحاكم بإشراف جمال مبارك، تسعى على فترات لابتكار أفكار جديدة لاستطلاع مدى التجاوب مع فكرة التوريث".
    وأضاف عبد الحميد أن الحوار الأخير الذي أجراه جمال مع رواد موقع "فيس بوك" وطريقة إدارة الحوار والأسئلة التي طرحت عليه "تؤكد أن فريق عمل متخصص يتولى إطلاق هذه الفقاعات الإعلامية لمحاولة اختراق قطاعات الشباب والإيهام بأن ثمة تأييدا يحظى به الدور السياسي لجمال داخل الحزب والحكومة".
    لكن المسؤول الحزبي يخلص إلى أن هذه التحركات "محاولة لتسويق منتج فاشل، لأن الذي ينقص جمال مبارك ليس الظهور الإعلامي المتزايد، ولكن القدرة على التواصل الحقيقي مع الجماهير والإرادة الجادة لتغيير الواقع الصعب الذي تعيشه مصر وأهلها".
    وأقر عبد الحميد بوجود تقصير من جانب شباب الأحزاب المصرية في ما يتعلق بمنهجية التعامل مع مخططات التوريث، ودعا الأحزاب إلى تنسيق جهودها والبحث في أدوات جديدة وفعالة لمحاصرة هذا المخطط بشكل سريع، خاصة مع تسارع الخطوات الحكومية لتنفيذه وإعداد المسرح السياسي له.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري