لكل إنسان استعدادات موروثة ومكتسبة من المجتمع، يتكون من مجموعها ما نسميه "الشخصية"، وهي تختلف من شخص إلى آخر، ولكل منها مميزاتها وخصائصها. وهي تنقسم إلى عدة أنواع، فأول هذه الأنواع هو الشخصية المنبسطة، يتميز صاحبها بسرعة التفكير والإدراك السريع للأشياء والمواقف وسرعة التعرف على بالناس والثقة بهم في المعاملات، والقدرة على كسب الأصدقاء. والنوع الثاني هو الشخصية المنطوية، صاحبها بعيد النظر يفكر دائما بالمستقبل، يفضل العزلة والابتعاد عن الناس، ويكون مبتكرا ومبدعا في كافة المجالات ويهتم كثيرا بالتفاصيل الدقيقة. والنوع الثالث والأخير هو الشخصية المعتدلة، يتميز صاحبها بأنه هادئ النفس والطبع ليس لديه طموحات كثيرة، بل يرضى بالقليل، وليس فيه ما يلفت النظر. يمكن تعديل الشخصية بحيث تصبح أفضل، ولكن الأمر يحتاج إلى صبر ومران مستمر، واتباع القواعد النفسية التي تدفعه للفكر السليم والعمل الصالح. أهم ما يحدد معالم الشخصية اتجاهنا في الحياة ونظرتنا لأنفسنا وللناس وحكمنا على المواقف والأشخاص وسلوكنا وتصرفنا ومعاملتنا مع الغير، وكلها تؤدي إلى النجاح إذا أحسنا استخدامها.
اكتساب الثقة بالنفس
كيف يمكننا اكتساب الثقة بالنفس؟ من المستحيل أن تحاول اكتساب الثقة، وأنت لاتدري في أي شيء تثق. إذن معرفة النفس هي الخطوة الأولى في هذا السبيل. إدراك نواحي القوة والتفوق في الشخصية، والقيام باستغلال هذه النواحي جيدا. وكذلك التعرف على نواحي الضعف ومحاولة التغلب عليها. كل هذا يؤدي إلى اكتساب الثقة بالنفس. أحد الأسرار المهمة في اكتساب الثقة بالنفس، أن تركز عقلك في فكرة النجاح وكل ما يتعلق به، وأن تضع أمامك دائما أوجه النجاح التي استطعت تحقيقها لتكون دافعا لك. الثقة بالنفس، كثقة الشخص في قدراته مثلا، تأتي فقط عن طريق تقدير الفرد تقديرا سليما لقدراته، ويأتي هذا إذا بذلت جهدا فيما تستطيع عمله فعلا وليس التفكير في أخطائك. تنمو الثقة بالنفس كلما حققت نجاحا، فيختفي الخوف من توقع الفشل تدريجيا، وعندئذ تبدو الحياة كلها شيئا مبهجا وجميلا.
أهمية الصداقة
كل صديق جديد تكسبه هو حياة جديدة لك، وكل علاقة جديدة هي نمو في شخصيتك. هذا يعمي أن العلاقات الإنسانية مع الآخرين أمر ضروري لنمو الذات. إن سعادتنا وصحتنا ونجاحنا في الحياة تتوقف على رغبتنا في إقامة علاقات جيدة مع الآخرين. يكتسب الإنسان خبراته الشخصية ويعدل من سلوكه خلال اتصاله وتفاعله مع الآخرين في المجتمع الذي يعيش فيه. وتتكون شخصية الإنسان - منذ الطفولة - من خلال هذه الاتصالات، ويضيف إلى خبراته خبرات المجتمع فيما يعرض له من مواقف. إذا صدر من صديقك ما قد يسيء إليك فناقش الأمر معه بهدوء، ووضح له وجهة نظرك وحاول إقناعه بها، كذلك تقبل وجهة نظره، وكن معه في اللأفراح والأحزان،ولا تتكلم طول الوقت عن نفسك، بل دع له فرصة ليعبر عن نفسه ويحكي لك عما يواجهه من مواقف يأخذ رأيك فيها.
القراءة تغير مجرى حياتك
لا شك أن في الإطلاع زيادة للمعرفة والثقافة، تستطيع أن توسع بها آفاق حياتك، خاصة إذا عرفت الطريقة المثلى للقراءة. ويجب أن تلاحظ ما تقرأه وتتذكره دوما. أنت إذن لا تكفيك القراءة بل يجب أن تستوعب ما تقرأ، وتحتفظ بها كي تستطيع استخدامها في الوقت المناسب. القراءة المرتجلة غير المنظمة لا تفيد، بل يجب أن تضع برنامجا ثابتا - بعد استشارة من هم أكبر منك سنا وخبرة - تسير عليه في قراءتك، لتحقق الاستفادة الكاملة. الإكثار من القراءة يجعلك تحصل على مفاتيح الفرص الأفضل في الحياة. وتذكر دائما أن الكتب والمجلات هي خير صديق يستطيع أن يبذل لك المعونة، كي تصل إلى مستقبل أفضل. وأحب أن أختم بمقولة ذكرت في برنامج خواطر وهي " قارئ اليوم قائد الغد ".
اتخاذ القرار الصحيح
يحتاج الإنسان دائما إلى اتخاذ قرار بشأن ما، ويجب أن يكون القرار صحيحا اتخذ بعد تفكير طويل في الأمر، لأن الاندفاع في اتخاذ القرارات ربما تكون له نتائج سلبية قد يندم عليها الإنسان. المقدرة على اتخاذ القرارات من أهم مميزات الشخص الناضج. اعتمد على نفسك في اتخاذ القرارات، بعد استشارة من هم أكبر منك سنا وخبرة. لا تتخذ قرارا مهما وأنت منحرف المزاج. إذ أن انحراف المزاج يدمر ثقتك بنفسك ويسلبك طاقة نشاطك ويشوش أفكارك ويصبغ دورتك إلى المستقبل بصبغة سوداء. ليس هناك قرار يستحق أن تتخذه ما لم يكن له هدف، حتى لو كان هذا الهدف هو مجرد الذهاب مع الأصدقاء في نزهة. يمكنك اتخاذ قرار صحيح إذا كانت لديك معلومات كافية حول الموضوع المطلوب اتخاذ القرار فيه. ويجب علينا استشارة الآخرين في قراراتنا.
سيطر على انفعالاتك
يتعرض كل إنسان في حياته اليومية لكثير من المواقف التي تجعلنا ننفعل، فأحيانا نشعر بالفرح أو الحزن أو الغضب أو غيرها من المشاعر الأخرى. الانفعال طاقة زائدة في الجسم تساعد الإنسان على القيام ببعض الأعمال العنيفة، ومن الممكن أن يدرب الإنسان نفسه حينما ينفعل على أن يقوم ببعض الأعمال المفيدة للتخلص من هذه الطاقة كممارسة بعض الأعمال الرياضية. وأضرار الانفعال كثيرة فمن المعروف طبيا أن الإسراف في الانفعال يضر بالصحة ضررا بالغا . فالانفعال مثلا يعطل عملية الهضم ويؤدي إلى سرعة خفقان القلب وازدياد في ضغط الدم واضطرابات في الوظائف المعدية والمعوية. يجب على كل إنسان إذا أن يتعلم كيف يتحكم في انفعالاته، فلا ينفعل بشدة لأتفه الأشياء. كذلك والانفعال لا يجعلك تفكر بطريقة صحيحة لهذا لا تتخذ أي قرار وأنت منفعل، انتظر حتى تهدأ ثم فكر مرة أخرى في الأمر فإنك بلا شك ستتجنب الكثير من القرارات الخاطئة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري