الجمعة، 21 يناير 2011

جيش فيسبوك هزم بن علي

أجمع باحثون ومحللون تونسيون على أن مواقع التواصل على الإنترنت والإعلام التفاعلي والفضائيات خاصة قناة الجزيرة قدمت دورا كبيرا في ثورة الشعب التونسي، وأشاروا إلى أن الثورة غيرت وطورت في دور الإعلام في التغيير وقدمت علاقة جديدة له مع السلطة.
وفي ندوة أقامها المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات في فندق شيراتون بالعاصمة القطرية الدوحة عدد الباحثون أسباب ونتائج ثورة الشعب التونسي ونتائجها وانعكاساتها على الساحة العربية.

وقال شوقي الطبيب المحامي وناشط حقوق الإنسان التونسي إن الإشارة ضرورية إلى الجيش الحقيقي، وأوضح "كان فيسبوك جيشا حقيقيا تحرك جوا وبحرا وبرا حتى أسقط بن علي، وأضاف أن فيسبوك أيضا أقام مجتمعا مدنيا حقيقيا أطر نفسه وقدم صيغة جديدة للمجتمع المدني.
وقال الباحث التونسي عز الدين عبد المولى إن شباب الإنترنت مد الثورة بكم هائل من المعلومات والوسائط وملفات الفيديو، وقام بتغطيتها في جميع مراحلها حتى وصلت إلى غايتها، وأضاف أن ما ساعد الثورة أن عدد مستخدمي فيسبوك في تونس يتجاوز المليونين، وهو أكبر رقم في أفريقيا ومن أرفع النسب في العالم العربي، وأضاف أن الأعمار بين 18و34 تمثل نسبة 75% من مستخدمي فيسبوك التونسيين.
وأضاف عبد المولى أن الإعلام الجديد كسر المعادلة القائمة على الارتباط الحتمي بين النظام السياسي والمنظومة الإعلامية في العالم العربي، وباتت الميزانيات الضخمة التي تنفقها الأنظمة على المؤسسات الإعلامية، لتكون في خدمتها غير ضرورية، بعدما انتشر الإعلام الجديد بما يحمله من خصائص الديمقراطية في قلة تكلفته حتى أصبح كل مواطن إعلاميا، وفي إتاحته للتفاعل والتأثير وخيارات في المحتوى والصيغة.
وأكد المفكر العربي الدكتور عزمي بشارة تأثير مواقع التواصل في ثورة تونس، لكنه رفض التهويل من تأثيرها وقال "لو جلس الجميع على فيسبوك لما قامت الثورة، لقد أصبح كل من لديه فيسبوك يظن أن له دورا كبيرا في صناعة التاريخ، هذه المواقع قامت فقط بدور التعبئة الأيديولوجية في الثورات".
وأوضح الدكتور حسن بن حسن أستاذ الفلسفة بجامعة قطر أن العالم شهد في ثورة تونس ميلاد مجتمع مدني جديد على صعيد كوني في ثورة الإعلام التفاعلي التشاركي المبرأ من أي تلاعب تأويلي وأن علينا أن نضع الأطر ليتكيف هذا الجديد في إطار نشاط المجتمع المدني.
كما أكد المشاركون في الندوة على دور الفضائيات والإعلام المهني في مساعدة الثورة، وقال زياد كريشان رئيس تحرير جريدة حقائق التونسية إنه هذه الثورة لم تكن لتقوم لو لم يكن التلفزيون والإنترنت، وقال صلاح الدين الجورشي إن قناة الجزيرة أحدثت تغيرا نوعيا في الأحداث، بن علي ارتبك مع أيام التغطية الأولى وطلب من فعاليات كثيرة حوله إصدار البيانات ضد الجزيرة. وأكد أن أول إنجاز للجزيرة في تغيير نظام كان هو تغيير النظام التونسي.
النظام خلق نقيضه
وأشار شوقي الطبيب إلى أن ارتفاع نسبة التعليم في أوساط الشباب التونسي ساعدت في قيام الثورة ونجاحها، وأوضح أن الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة كانت له رؤية إستراتيجية في تحديث تونس مؤسسة على الاهتمام بالتعليم والتمدرس، وذكر أن بورقيبة كان يخصص 30% من ميزانية تونس للتعليم وأن أحد حكام العرب حذره من ذلك وكذلك حذره بعض الحرس القديم من المتعلمين.
وقال الدكتور عزمي بشارة في هذا الجانب إن تونس كانت الأكثر تطورا عربيا من حيث نسبة التعليم العالي، وهي أول دولة مغاربية تنفتح على الإنجليزية مع الفرنسية، وقال إن النظام التونسي السابق اعتقد أن التعليم يرفع رصيده، النظام التونسي خلق نقيضه وفوجئ به غير قايل للقمع.
وفي هذا الصدد أشار شوقي الطبيب إلى أن الشباب التونسي صاغ في الملاعب احتجاجات على السلطة وأن النادي الأفريقي التونسي كان يصنع أهازيجه باعتباره فريق الشعب في مقابل الترجي فريق السلطة وأن المدرجات شهدت نوعا من تجرؤ الجماهير على هيبة الدولة ليثبت أن النظام صنع نقيضه في ساحة أخرى، وأشار بشارة إلى أنه مع تجمع الجماهير تشعر بقوتها وتخرج أشياء في كوامن النفوس لا تظهر خارج الملعب وأن هناك تحولات برزت بين اليمين والشمال في أوروبا ظهرت أولا في مدرجات كرة القدم.
وأشار الباحث الموريتاني محمد بن المختار الشنقيطي إلى أن الشعب التونسي بثقافته ووعيه قدم سمات هامة لثورة تونس، حيث إنها كانت أقل الثورات في عدد الضحايا، كما أنها تغلبت على الانشطار السياسي والثقافي، حيث رأينا صور جيفار مرافقة لأصوات التكبير وأشار إلى أن المواجهة يجب أن تكون بين الاستبداد والحرية وعندما تتحرر الشعوب يستطيع كل أن يختار ما يريد.

هناك تعليق واحد:

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري