الخميس، 22 سبتمبر 2011

لآ تحزن وأنت مع الله

لآ تحزن وأنت مع الله
ظاهرة الحزن أو القلق أو الاكتئاب من الظواهر

التي لم نكن نسمعها في عالمنا الاجتماعي بشكل

لافت كما هو الحال اليوم ، فلا تكاد تجلس أمام

شاشة التلفاز أو تسمع رنين المذياع إلا وتسمع

الأعداد الغفيرة التي تشكوا الحزن الذي لا مبرِّر له

أو القلق الذي لا مصدر معروف له ، بل إني لا

أكون مبالغاً إن أخبرتكم أن 90% من

الاتصالات أو الرسائل التي تصل إلى هاتفي

المحمول هو من هذا النوع من المشكلات

الحزن أو القلق

لست طبيباً نفسياً هنا حتى

أصف الدواء أو أعرض الحلول ، فهذا ليس من

تخصصي ، إنما أعرض الموضوع

من جانبه الإيماني ، فكما أن الأمراض أو

الأعراض النفسية الطارئة تحتاج إلى

مستشار نفسي خبير ، فأعتقد بل أجزم أننا اليوم

أكثر من أي وقت مضى في حاجة

إلى مستشار إيماني ، ولا يشترط فيه أن يكون

كامل الإيمان أو بلغ المراحل العليا

التي يعجز عنها الإنسان لأن من طبيعته النقص

والخطأ ، ولكن الناس بحاجة إليه

لِلَملمة جراحهم وتثبيت قلوبهم وتعريفهم بأهمية

العمق الإيماني وأسبابه ووسائله في

زرع الأمل واليقين وغرس السكينة والطمأنينة

والأمن في دواخل النفوس حتى تكون

أكثر أماناً واستقراراً في مستقبل الأيام ، وأتمنى

ممن يقرأ خاطرتي هذا أن يعطيني رأيه

في هذا الاقتراح تأييداً أو نقداً أو اعتراضاً ، فقد

أكون مخطئاً أو مصيباً


إن دواء الحزن هو الإيمان العميق الذي يتغلغل

في سويداء القلب فتشع أنوار

هدايته على كل الجوارح بدءاً بالقلب وانتهاءً بأصغر عضوٍ في جوارحه


فالإيمان في القلب كمركز الإشعاع للقرية حتى
تبث أنواره في كل بيت فيه

فمتى ما قوي مركز الإشعاع وامتد أثره قويت

معه تلك الأنوار

والمسلم معرض لهذا الحزن والهم والغم

كطبيعة إنسانية وابتلاء رباني ، فلا

صفاء خالص إلا في الجنة ، والنبي صلى الله
عليه وسلم تعرض للحزن والهم

والخوف ولكنه كان يستعيذ بالله منه ويعلِّم أمته

كيف يستعيذون منه بالدعاء


والاستعاذة وقطع دواعيه وأسبابه من لزوم الأذكار وكثرة الاستغفار حتى ينجلي


عن القلب ، وإن عاد إليك فعد لملازمة تلك الأذكار وكن أكثر إيجابية في

تغيير نمط معيشتك وحياتك واختيار أصدقائك والانتقال من بيئة الحزن إلى

بيئة التفاؤل ... وليكن قرار دفع الحزن بيدك أنت لا بيد أحدٍ سواك

قال بن القيم رحمه الله : الحزن من طبائع العوام ، وهو انخلاع عن السرور
وملازمة الكآبة لتأسُّف عن فائت أو توجعٍ لممتنع ، وإنما كان من منازل العوام

لأن فيه نسيان المنَّة والبقاء في رق الطبع ، وهو في مسالك الخواص حجاب ، لأن

معرفة الله جلى نورُها كلَّ ظلمة ، وكشف سرورها كلَّ غمة ، فبذلك فليفرحوا

وقيل : أوحى الله إلى داود : يا داود ... بي فافرحْ وبذكري فتلذَّذْ ، وبمعرفتي فافتخرْ ، فعمَّا قليل أفرغ الدار من الفاسقين وأنزل نقمتي
على الظالمين

( طريق الهجرتين صـ339ـ )

إن الحزن يضعف القلب ويوهن العزم ويضر الإرادة ولا شيء أحب إلى

الشيطان من حزن المؤمن كما قال تعالى
إنما النجوى من الشيطان

ليحزن الذين آمنوا

إن اشتراط عمق الإيمان حل لكثير من الحزن الجاثم على صدور الكثيرين
فقد وعد الله عباده بذلك فقال : ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم

مؤمنين والشعور بمعية الله للمؤمن كفيل بذهاب الحزن لا تحزن إن الله

معنا ومهما أصابك من الحزن فأعظم فوائده : أنك تلجأ إلى الله وتأنس

بدعائه وتفرح برجائه وتخاف من مزيد عقابه ... ففي كل الأحوال : لا تحزن

وأنت مع الله

المـــــؤمن الوثَّاب تعصمه من الهول السكينة

والخائف الهيَّاب يغرق وهو في ظل السفينة

لفضيلتي الشيخ الفاضل سعد الغامدي

حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم

في ظلمة الليل أناسٌ نائمون ضموا غطاءهم بدفءٍ ينعمون
في أجمل الأحلام هم يتلذذون ظنوا بهذا أنهم يستمتعون
لكنهم هم يحرمون يحرمون من لذة الركعات في جوف السكون
عن خلوةٍ قدسيةٍ هم نائمون عن موكب العباد هم يتخلفون
جربتها وعشقتها من ذاقها عرف السعادة ما تكون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري