- تواجه جماعة الإخوان المسلمين بالأردن ما يصفه مراقبون وقياديون بـ "منعطف تاريخي" إثر دعوات لانفصال ذراعها السياسي (حزب جبهة العمل الإسلامي) عن الجماعة الأم.
ويطالب مؤيدو الانفصال باستقلال قرار الجبهة التي تأسست عام 1993 عن الجماعة على أن تتفرغ الجماعة للدعوة والإصلاح، بينما يترك للحزب إدارة الشأن السياسي كأكبر حزب منظم في المملكة.
واكتمل السبت الماضي انتخاب معظم أعضاء مجلس شورى الجبهة (120) عضوا، حيث أنهى 22 فرعا من فروعه الـ24 انتخاباته، فيما سيجري انتخاب نحو 25 عضوا قبل نهاية الشهر الجاري.
وتشير النتائج التي تحققت في انتخابات القواعد إلى أن تيار الحمائم الذي يدعم توجه استقلال قرار الجبهة عن الجماعة حقق تقدما طفيفا، ليواجه استحقاقات المرحلة المقبلة مع تيار الصقور والوسط الذي يسيطر على جماعة الإخوان المسلمين.
ومن المقرر أن تحدد الجبهة قبل نهاية الشهر الجاري موعدا لانتخاب أمين عام ومكتب تنفيذي جديد، بعد نحو سنة من استقالة الأمين العام والمكتب التنفيذي السابق إثر أزمة حادة بين التيارين، حيث جرى انتخاب أمين عام ومكتب تنفيذي انتقالي أشرف على الانتخابات الأخيرة.
دون تدخل - ويرى المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين، وأحد رموز تيار الحمائم والمرشح لمنصب الأمين العام للجبهة سالم الفلاحات ضرورة أن يترك لمجلس شورى الجبهة اختيار الأمين العام والمكتب التنفيذي دون تدخل من الإخوان.
وقال فرض الجماعة أمينا عاما في الانتخابات السابقة ولد أزمة استمرت لسنوات، مشيرا إلى أن الانتخابات الحالية يجب أن تنهي الأزمة وتعمل على صياغة علاقة جديدة بين الإخوان وجبهة العمل الإسلامي.
وبين أن هناك تناميا للتيار الذي يطالب بترك الحزب ليختار قيادته، وأن يترك له مهمة العمل السياسي ليستقطب القوى الحية في المجتمع بينما تتفرغ الجماعة لمهمات الدعوة.
وزاد "بما أن حزب الجبهة هو شريك في المسؤولية فيجب أن يكون شريكا في القرار، وأنا أدعو لتفاهم ينظم لعلاقة جديدة بين الحزب والجماعة".ويتحدث الفلاحات عن ضرورة أن تتحول الجبهة "لحزب سياسي ذو خلفية إسلامية يكون للإخوان تواجد فيه ويترك له اتخاذ قراراته المناسبة".
يشار إلى أنه في الأعوام الـ17 من عمره، اختار حزب جبهة العمل الإسلامي أمينه العام بالتزكية، كون الإخوان يمثلون غالبية أعضاءه.
وإضافة للفلاحات الذي يمثل الخيار الأقوى لتيار الحمائم للترشح لمنصب الأمين العام للجبهة، تتحدث مصادر "الصقور والوسط" عن ترشيح أسماء من بينها زكي بني أرشيد، ومراد العضايلة ومحمد عواد الزيود، وجميعهم من القيادات البارزة في التيارين.
قيادة الجبهة - في الاتجاه المقابل يتحدث الأمين العام السابق للحزب زكي بني أرشيد عن أن معركة قيادة الجبهة "لم تحسم بعد".
وقال "الحزب هو المشروع السياسي للإخوان المسلمين في الأردن، ومن حق الإخوان اختيار أمينه العام، ومن حقهم أن يكون الحزب معبرا عن رؤية الجماعة السياسية ولا يجوز أن يكون هناك تناقض بين برنامج الحزب والإخوان".
واعتبر أنه "في اللحظة التي ينتفي فيها عن الحزب أن يكون ذراعا سياسيا لجماعة الإخوان المسلمين فإنه يتوجب إعادة النظر في دور الحزب والتأسيس لبديل مناسب يعبر عن الجماعة في الساحة السياسية".
ووسط الجدل العاصف بين تياري الإخوان يرى المحلل المختص بشؤون الحركات الإسلامية الدكتور محمد أبو رمان أن الحركة الإسلامية "مقبلة على مفترق طرق تاريخي قد يعمق الأزمة الداخلية وقد يحلها عبر تفاهم حول علاقة الإخوان بجبهة العمل الإسلامي".
وتابع"الأزمة المقبلة تكمن في أن تيار الصقور والوسط يسيطر على القرار في الجماعة، بينما يتجه الإصلاحيون للسيطرة على حزب الجبهة".
ويرى أبو رمان أن أحد الخيارات الجيدة لحل الأزمة المتفاقمة تكمن "في استلهام النموذج المغربي في العلاقة بين الإخوان وحزبهم السياسي".
وقال إن "التيار المعتدل" يهدد بالانسحاب من مجلس شورى جماعة الإخوان إذا ما قرر فرض أمين عام للحزب "وهو ما يعني انقساما خطيرا في الحركة الإسلامية".
ويرى مراقبون أن الإخوان مطالبون بحسم أزماتهم المتلاحقة للتفرغ للاستحقاقات الكبرى القادة بالأردن وأهمها الانتخابات النيابية المتوقعة نهاية العام الجاري.
الخميس، 18 مارس 2010
بوادر انقسام وسط إخوان الأردن
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري