الخميس، 18 مارس 2010

لا حل لأزمة نقابة صحفيي تونس

  • ما زالت أزمة نقابة الصحفيين التونسيين تراوح مكانها على الرغم من جهود الوساطة التي بذلها وفد من اتحاد الصحفيين العرب لمحاولة تنقية الأجواء بين الفرقاء الذين أبدوا رغبة في المصالحة، على حد قولهم.
    وقال محمد يوسف رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين الإماراتيين وعضو المكتب الدائم لاتحاد الصحفيين العرب إنه لم يتوصل إلى حل ملموس لإزالة الخلاف القائم داخل النقابة بهذه السرعة.
    وأكد أنه لمس تجاوبا بين الأطراف المتنازعة لتنقية الأجواء والاقتراب إلى حل، لكنه اعترف بأنّ الصيغ والأساليب ما زالت غير مضبوطة ولم يقع الاتفاق عليها بعد.
    وترأس يوسف وفدا من اتحاد الصحفيين العرب في زيارة إلى تونس استمرت ثلاثة أيام وانتهت يوم الأربعاء (17 مارس/آذار 2010) في محاولة لإيجاد مخرج لأزمة النقابة التي اندلعت منذ شهر مايو/أيار الماضي.
    وشهدت النقابة، التي انتخب على رأسها ناجي البغوري بداية عام 2008 أزمة داخلية خانقة، بعدما استقال من مكتبها التنفيذي أربعة أعضاء اتهموا البغوري بتهميش العمل النقابي وتطبيق أجندة سياسية لأحزاب معارضة.
    وعلى إثر هذه الاستقالات، عقد مؤتمر يوم 15 أغسطس/آب 2009، انبثق عنه مكتب جديد يترأسه جمال الكرماوي واعترف به اتحاد الصحفيين العرب. فيما اشتكى البغوري من قيام السلطة بعرقلة مؤتمر استثنائي دعا إليه يوم 12 سبتمبر/أيلول 2009.
    طعن واتهام ويطعن البغوري في شرعية المكتب التنفيذي المنبثق عن مؤتمر أغسطس/آب. كما يتّهم رئيس المكتب جمال الكرماوي بالموالاة للحكومة وتدبير ما وصفه بالانقلاب على النقابة الشرعية.
    وطالما اشتكى من تعرضه إلى تضييقات أمنية، بلغت إلى درجة منعه من دخول مقر عمله وقطع المكالمات الدولية عنه بدعوى منعه من القيام بتصريحات صحفية إلى الخارج، على حد قوله.
    وعن تقييمه لنتائج المفاوضات التي أجراها مع بعثة اتحاد الصحفيين العرب، قال البغوري إن جهود الوساطة لم تتوصل إلى حل ملموس لإنهاء الأزمة، معبّرا عن سعيه إلى المصالحة والتهدئة.
    لكنه ألح في المقابل على الدعوة إلى عقد مؤتمر طبقا لما جاء في الفصل 45 من القانون الأساسي للنقابة المنقح مطلع عام 2008، والذي يؤكد على عقد مؤتمر في الثلاثية الأخيرة من عام 2010، على حد قوله.
    ولم يرفض محمد يوسف إمكانية الذهاب في هذا الاتجاه إذا وافقت كل الأطراف، وقال إنه سيطرح ذلك أثناء اجتماعات الأمانة العامة للاتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين بمراكش يومي 17 و18 مارس/آذار الحالي.
    وتوقع يوسف أن يقوم بزيارة مماثلة إلى تونس في الأشهر المقبلة، للنظر في الصيغ العملية التي قد تتيح توحيد نقابة الصحفيين، ملاحظا أن الأزمة الحالية بصدد الإضرار بمصالح الصحفيين التونسيين.
    وساطة للمصالحة في المقابل، رفض جمال الكرماوي، النقيب المنبثق عن مؤتمر 15 أغسطس/آب 2009، في تصريحات للجزيرة نت، قبول هذه الفكرة منكرا أن يكون هناك فصل بالقانون الأساسي يدعو إلى عقد مؤتمر في الثلاثية الأخيرة من عام 2010.
    لكنه أبدى ترحيبا بمساعي الوساطة التي يقوم بها اتحاد الصحفيين العرب لنزع فتيل الأزمة، قائلا "نحن لا نرفض المصالحة ومستعدون للعمل المشترك من أجل وحدة الصف والنهوض بالقطاع وتحسين وضعية الصحفيين".
    وأضاف "نحن ندعو ناجي البغوري وجميع زملائنا الذين قاطعوا مؤتمرنا للانضمام إلينا والعمل معنا من داخل النقابة (..) أنا لم أسط على النقابة وليست لدي رغبة في الظفر بالمناصب (..) هناك ستمائة صحفي قاموا بالتصويت لنا فعن أي انقلاب يتحدثون؟".
    يذكر أن القضية التي رفعها مكتب ناجي البغوري، للطعن في شرعية مؤتمر 15 أغسطس/آب 2009 ما تزال جارية دون النطق بالحكم إلى الآن، فيما توقع بعض المراقبين أن القضية ستأخذ وقتا أطول وسيكون الحسم فيها لصالح جمال الكرماوي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري