مبارك أجرى عملية في ألمانيا لإزالة حويصلة المرارة وورم حميد أعربت مصادر عليا في إسرائيل عن قلق عميق يساورها على خلفية تقارير استخباراتية بلغتها تفيد بتدهور صحة الرئيس المصري حسني مبارك
وتنقل صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم عن مصادر سياسية مرموقة قولها إن إسرائيل قلقة جدا بعد تلقيها معلومات عن الحالة الصحية "السيئة" للرئيس مبارك جراء إصابته بالسرطان، حسب قولها.
وقد أرجأ مبارك مجددا لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأفاد ديوان نتنياهو أن أسبابا تقنية متبادلة ترتبط بأجندة الرئيسين أدت لتأجيل اللقاء، لكن مصادر سياسية أمنية إسرائيلية تلقت الأيام الأخيرة معلومات تؤكد اشتداد مرض السرطان وتدهور حالته الصحية "من يوم إلى يوم".
وتتابع الصحيفة أن صحة الرئيس المصري معتلة منذ مدة طويلة، وتستذكر مكوثه في مستشفى ألماني في مارس/ آذار المنصرم وخضوعه لعملية إزالة حويصلة المرارة وورم حميد في الأمعاء.
الأمل الليبية
كما تشير الصحيفة لانتشار شائعة في مصر حول تدهور مفاجئ لصحة مبارك، لكنها تنقل عن مصدر مصري رفيع مقرب من الرئيس المصري يوضح أن صحة مبارك بخير، وهو في القاهرة نافيا بذلك أنباء صحفية عن نقله على عجل لألمانيا لمعالجته.
ويشير المصدر المصري إلى أن مبارك أرجأ اللقاء مع نتنياهو ريثما تنتهي قضية سفينة الأمل الليبية المتوجهة نحو غزة، ويتابع "من غير المعقول أن يلتقي مبارك نتنياهو فور تصادم القوات الإسرائيلية مع السفينة الليبية".
وتضيف الصحيفة أن مبارك أرجأ أيضا لقاء مقررا غدا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، منبهة إلى أن الأول يفترض أن يشارك في حفل تدشين شارع التفافي نحو مطار القاهرة.
وتتابع "إذا أحجم مبارك عن المشاركة بالحفل فسيكون من الصعب على ديوانه صد التقارير عن تدهور صحته والتي تشغل أجهزة الاستخبارات في العالم".
محور هام
وأفادت صحيفة هآرتس الأربعاء الماضي أن صحة مبارك الذي يعتبر في الغرب محورا هاما لاستقرار المنطقة، تحولت مؤخرا لواحدة من القضايا الحساسة جدا بالنسبة للدول المجاورة لمصر وللدول العظمى الغربية
ويعزو الباحث في تاريخ الشرق الأوسط البروفيسور حجاي إيرليخ الاهتمام البالغ المعلن والخفي من قبل إسرائيل بمستقبل مصر بعد مرحلة مبارك لشبكة المصالح الإستراتيجية المشتركة للبلدين وعلى رأسها الموقف المضاد لما وصفه بالإسلام السياسي كما بإيران، وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله.
في المقابل لا يرجح إيرليخ في تصريح زعزعة الاستقرار الإقليمي بالمنطقة بعد حكم مبارك لارتباط مصر بمصالح اقتصادية مع دول غربية.
وقال إن مصر لا تتمتع بخيارات كثيرة "وإن تغيير سياسات النظام الحاكم من شأنه تعريض اقتصادها للانهيار، والمصلحة المصرية تقتضي المحافظة على علاقاتها المتينة مع الولايات المتحدة وحليفاتها"
ويضيف إيرليخ -المحاضر في جامعة تل أبيب- أن مبارك حذر وينتهج سياسة خارجية أكثر "توازنا" فهو لم يزر إسرائيل من جهة لكنه يواظب على السلام معها، وهذا يفسر حالة الترقب والقلق غير الصريح في إسرائيل حيال الحالة الصحية للرئيس المصري.
ذخر إستراتيجي
وتوضح الصحفية سمدار بيري التي تغطي الشؤون المصرية منذ ثلاثة عقود في صحيفة "يديعوت أحرونوتلذا فإن كل تغيير في مصر يثير قلقا كبيرا في إسرائيل نظرا للمصالح المشتركة الكثيرة، ونحن لا نعرف كل ما يدور في إطار هذه العلاقات".
وردا على سؤال توضح بيري أن مبارك يتميز بنظرته للسلام وسعيه لحمايته، ولذا ترى به إسرائيل ذخرا إستراتيجيا، إذ أنه "بعد ثلاثة عقود من الحكم تبلور وتعزز مفهوم مبارك للسلام".
وتثني بيري التي أعدت مقابلات صحفية كثيرة مع الرئيس المصري على الحوارات معه، وتقول إنه يعرف ماذا يريد ولا يمكن الإيقاع به بسؤال ماكر.