- تخيل إن امامك مخطط تفصيلي دقيق جدا للكون يحتوي على المجرات
- والنجوم والكواكب و الكرة الارضية بما تحتويه من القارات والمحيطات والبحار
- والدول والمدن والاحياء والشوارع والمنازل والتفاصيل الداخلية للمنزل من غرف واثاث مع الوانها وترتيبها
- مخطط مستحيل تخيله حتى !
- لكن هل تعلم بأن المخخط الذي يوفره الـ Dna للجسم اكثر تعقيداً من ذلك بكثير
إن خصائص الكائن الحي الجسمية مسجلة جميعها على شكل شفرات وراثية تحملها جزيئات خاصة تدعى بالحامض النووي ( Dna ) وجزيئة الحامض النووي توجد في نواة كل خليه وهذه الجزيئة تتشكل من اتحاد الآلاف من أربعة أنواع من الجزيئات المسماة (النيوكلوتايد) والتي تكون سلسلة متصلة من هذه الجزيئات الحية.
ما أهميتة في الجسم :
تكسب جزيئات الـ DNA الكائن الحي صفاته الجسمية . والانسان من هذه الكائنات وكما يختلف عن باقي الأحياء لا ختلاف الـ Dna الخاصة به فهو يختلف كذلك عن أي إنسان آخر وإن ترتيب الـ Dna يميز الإنسان حتى في أدق تفاصيل جسمة العضوية مثل الطول والعين والشعر ولون البشرة إضافة إلى وجود 206 عظم و 600 عضلة وعشرة آلاف شبكةعصبية للسمع ومليوني شبكة بصرية ومائة مليار خلية عصبية , أي أن المخطط الخاص لـ 100 ترليون خلية موجود في الـ Dna الخاص بالخلية الواحدة .
ما حجم مكونات جزيئات الـDNA
لو حاولنا نسخ الشفرات الوراثية الموجودة على جزيئة الـ Dna ” الواحدة “على الورق لتكونت لدينا مكتبة ضخمةقوامها 900 مجلد يتألف من 500 صفحة . وهذا الكم الهائل من المعلومات موجود على شكل كتابة كودية (شفرية) في جزيئة الـ Dna الموجودة في نواة الخلية والتي لا يمكن رؤيتها الإ بالمجهر .
وتوجد كمية ضخمة من المعلومات المشفرة في جزيئة الـ Dna الخاصة بالإنسان تكفي لملء مليون صفحة لموسوعة ضخمة ..!!
- وطبقًا لما ذكره العالمان: “واطسون” و “جريح” في عام 1953 فإن جزيء الحمض النووي “(DNA)” يتكون من شريطين يلتفان حول بعضهما على هيئة سلم حلزوني، ويحتوي الجزيء على متتابعات من الفوسفات والسكر، ودرجات هذا السلم تتكون من ارتباط أربع قواعد كيميائية تحت اسم أدينينA ، ثايمين T، ستيوزين C، وجوانين G، ويتكون هذا الجزيء في الإنسان من نحو ثلاثة بلايين ونصف بليون قاعدة.
- كل مجموعة ما من هذه القواعد تمثل جينًا من المائة ألف جين الموجودة في الإنسان، إذًا فبعملية حسابية بسيطة نجد أن كل مجموعة مكونة من 2.200 قاعدة تحمل جينًا معينًا يمثل سمة مميزة لهذا الشخص، هذه السمة قد تكون لون العين، أو لون الشعر، أو الذكاء، أو الطول، وغيرها (قد تحتاج سمة واحدة إلى مجموعة من الجينات لتمثيلها)
- إن احتمال تشابه بصمتين وراثيتين بين شخص وآخر هو واحد في الترليون، مما يجعل التشابه مستحيلاً؛ لأن سكان الأرض لا يتعدون المليارات الستة
- ويعتبر د.”آليك” أول مَن وضع تقنية جديدة للحصول على البصمة الوراثية وهي تتلخص في عدة نقاط هي:
- 1- تُستخرَج عينة الـ”(DNA)” من نسيج الجسم أو سوائله “مثل الشعر، أو الدم، أو الريق”.
- 2- تُقطَع العينة بواسطة إنزيم معين يمكنه قطع شريطي الـ “(DNA)” طوليًّا؛ فيفصل قواعد “الأدينين A”و “الجوانين G” في ناحية، و”الثايمين T” و”السيتوزين C” في ناحية أخرى، ويُسمَّى هذا الإنزيم بالآلة الجينية، أو المقص الجيني.
- 3- تُرتَّب هذه المقاطع باستخدام طريقة تُسمَّى بالتفريغ الكهربائي، وتتكون بذلك حارات طولية من الجزء المنفصل عن الشريط تتوقف طولها على عدد المكررات.
- 4- تُعرَّض المقاطع إلى فيلم الأشعة السينية “X-ray-film”، وتُطبَع عليه فتظهر على شكل خطوط داكنة اللون ومتوازية.
- ورغم أن جزيء الـ”(DNA)” صغير إلى درجة فائقة (حتى إنه لو جمع كل الـ “(DNA)” الذي تحتوي عليه أجساد سكان الأرض لما زاد وزنه عن 36 ملجم) فإن البصمة الوراثية تعتبر كبيرة نسبيًّا وواضحة
- ولم تتوقف أبحاث د.”آليك” على هذه التقنية؛ بل قام بدراسة على إحدى العائلات يختبر فيها توريث هذه البصمة، وتبين له أن الأبناء يحملون خطوطًا يجيء نصفها من الأم، والنصف الآخر من الأب، وهي مع بساطتها تختلف من شخص لآخر.
- يكفي لاختبار البصمة الوراثية نقطة دم صغيرة؛ بل إن شعرة واحدة إذا سقطت من جسم الشخص المُرَاد، أو لعاب سال من فمه، أو أي شيء من لوازمه؛ فإن هذا كفيل بأن يوضح اختبار البصمة بوضوح كما تقول أبحاث د. “آليك”.
- قد تمسح إذًا بصمة الأصابع بسهولة، ولكن بصمة الـ”(DNA)” يستحيل مسحها من ورائك، وبمجرد المصافحة قد تنقل الـ “(DNA)” الخاصة بك إلى يد مَن تصافحه.
- و سرعان ما دخل الـ”(DNA)” في عالم “الطب الشرعي” وقفز به قفزة هائلة؛ حيث تعرف على الجثث المشوهة، وتتبع الأطفال المفقودين، وأخرجت المحاكم البريطانية ملفات الجرائم التي قُيِّدَت ضد مجهول، وفُتِحَت التحقيقات فيها من جديد، وبرَّأت البصمة الوراثية مئات الأشخاص من جرائم القتل والاغتصاب، وأدانت آخرين، وكانت لها الكلمة الفاصلة في قضايا الأنساب، وواحدة من أشهر الجرائم التي ارتبط اسمها بالبصمة الوراثية هي قضية د.” سام شبرد” الذي أُدِين بقتل زوجته ضربًا حتى الموت في عام 1955 أمام محكمي أوهايو بالولايات المتحدة، وكانت هذه القضية هي فكرة المسلسل المشهور “الهارب” The Fugitire في عام 1984.
- في فترة وجيزة تحولت القضية إلى قضية رأي عام، وأُذِيعَت المحاكمة عبر الراديو وسُمِحَ لجميع وكالات الأنباء بالحضور، ولم يكن هناك بيت في هذه الولاية إلا ويطالب بالقصاص، ووسط هذا الضغط الإعلامي أُغلِقَ ملف كان يذكر احتمالية وجود شخص ثالث وُجِدَت آثار دمائه على سرير المجني عليها في أثناء مقاومته، قضي د.”سام” في السجن عشر سنوات، ثم أُعِيدَت محاكمته عام 1965، وحصل على براءته التي لم يقتنع بها الكثيرون حتى كان أغسطس عام 1993، حينما طلب الابن الأوحد لـ”د. سام شبرد” فتح القضية من جديد وتطبيق اختبار البصمة الوراثية.
- أمرت المحكمة في مارس 1998 بأخذ عينة من جثة “شبرد”، وأثبت الطب الشرعي أن الدماء التي وُجِدَت على سرير المجني عليها ليست دماء “سام شبرد”، بل دماء صديق العائلة، وأدانته البصمة الوراثية، وأُسدِلَ الستار على واحدة من أطول محاكمات التاريخ في يناير 2000 بعدما حددت البصمة الوراثية كلمتها
- هل لديك اي معلومة جديدة عن الـ”(DNA)” ؟ إذاً اضفها هنا على شكل تعليق .