معظمنا يفكر في الجماهير الغفيره ، الغضب الجامح ،ربما خراب كبير يعم البلاد ، قمع وإطلاق نار ، هكذا هو حال الثورات عادة ، لكن الثورة المصريه – ثورة الخامس والعشرين من يناير – أضافت معان جديدة إلى كلمة ثورة..!!
ربما هي الثورة الوحيده في التاريخ التي لو كنت ضمنها ، أو شاهدتها على التلفاز ، أو تابعت فيديوهاتها على يوتيوب ، أو قلبت في صورها عبر المواقع المختلفه ، ربما لن تكف عن الضحك ، ستضحك ملأ فيك ، ومن القلب ، لأنهم كانوا مبتلين ، وشر البلية ما يضحك..
في ظل ظروف عصيبه ربما تبكي أشد الرجال قوة ، ضحكوا وأضحكونا ، هو شعب مرح إلى أقصى حد ، لا تبكيه همومه قدر ما يضحك منها وعليها…هو يؤمن بمثل متوارث “اضحك الصوره تطلع حلوه”..ربما تغير المثل قليلاً اليوم..!!
طالبوا بإسقاط النظام “الشعب يريد إسقاط النظام” ، نتصور أنهم أرادوا إسقاطه لظلمه وفساده ، لكن أليس هناك أسباب أخرى؟!!
التعب..بعضهم استبد به التعب لدرجة تجعله يظن أن مجرد رغبته في الراحه هو سبب كافي لرحيل النظام..
الإستحمام..لأن النظافة من الإيمان..ولأن الميدان لا يمكن الإستحمام به ، ولأنهم لا يستطيعون ترك الميدان قبل رحيل النظام ، طالبوا برحيل النظام فقط ليستحموا..
بعضهم شعره طال وأصبح من العسير تصفيفه ، بعضهم ربما لظروف صحيه أو بسبب البرد القارس في الميدان يريد أن يدخل الحمام ، وآخر اشتاق كثيراً إلى أكل البيت..
ثم بدأت الأسباب تصبح أكثر منطقية وجديه..
كالحب..
أو الدراسه..
أو لأجل الحياة..! ! (طيب ولم التظاهر تحت الماء من الأساس ، أضاقت عليكم أرض مصر؟!! لكنها حقاً فكرة ظريفه )
أو لأن النظام يقف عائقاً في طريق فريقي المفضل..
أو لأن النظام يعطل ولادة زوجتي ، فالوليد لا يريد النظام أيضاً..
ثم لمّا آثر البقاء بعد كل ذلك ، وجدنا أسباباً جديدة تظهر على الساحة ، ربما هي أسباب خيالية بعض الشيء..!!
مثل نفاذ الرصيد..
أو لأن النظام ضار جداً بالصحة ويسبب الوفاه..
أو لانتهاء الصلاحيه..
أو لرسوب النظام في الإمتحان ، وأن الراسب لا يصح أن يرفع يده لتصبح اليد العليا في البلاد..
أو لأن النظام مات ، وإكرام الميت دفنه..
إلى هنا والثوار في قمة الظرف وخفة الدم ، والنظام في قمة “الغلاسة” و “الرخامه” ، فقررالنظام أن يشارك الثوار في الكوميديا لئلا يفقد شعبيته الإعلامية و”فلوس” الإعلانات..فخرج علينا بموقعة الجمل الشهيره..
ولأن الثوار أذكياء ، فطنوا إلى أنه طالما الرأس سليم ، والعقل يفكر ، فهم في مأمن ، فقرروا حماية رؤوسهم بشتى الطرق ، وحقاً..الحاجة أم الإختراع..
وبعد كل ذلك ، أصر النظام على البقاء ، وعندنا في مصر أن تبرحني ضرباً خير لي ألف مرة من أن تسخر مني ، فقرر الثوار تسليط سهام السخرية اللاذعة على النظام ، ربما تأتي بنتيجه..
أخيراً..انصرف ، ربما أتت السخرية بنتيجة ، أوحتماً لأنهم – إضافة إلى أنهم ظرفاء – فهم مصلون متدينون سألوا الله فأجابهم..
الحمد لله ، أصبحنا الآن نفخر حقاً أننا مصريون ، لأننا مصريون نصنع – بعون الله – حاضرنا ومستقبلنا ، وليس لأننا أحفاد الفراعنه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري