الأربعاء، 30 نوفمبر 2011
لا حظوظ لشباب الثورة ببرلمان مصر
شباب الثورة المصرية جمعتهم الثورة، وفرقتهم الانتخابات، وهم الآن مهددون بالغياب عن أول برلمان ينتخبه المصريون بعد سقوط نظام المخلوع مبارك.
والأسباب كثيرة، منها انعدام شعبيتهم في دوائرهم، وافتقارهم إلى الخبرة السياسية، فضلا عن تشرذمهم واستقطاب قوى سياسية مختلفة لهم، وضعف أدائهم في المعركة الانتخابية.
ومع أنه لا يوجد إحصاء محدد لعدد المرشحين من هؤلاء الشباب في الانتخابات البرلمانية الراهنة بمصر، فإن تقديرات غير رسمية تقول إن عددهم لا يزيد على خمسين شابا، وإن المرشحين منهم للفوز لا يتجاوزون عدد أصابع اليد.
وكشف عن أن قراره جاء نتيجة عدم توفر فرص متكافئة أمام المرشحين جميعا لخوض تلك العملية، نظرا للاتساع الكبير للدوائر، مما يستلزم تمويلا لا يمكن أن يتوفر لنشطاء سياسيين شرفاء، حسب تعبيره.
وأضاف "أصبح لدي يقين بأن هذه الانتخابات يُراد بها السوء للثورة، نظرا لأن المجلس العسكري أعلن أن هذا المجلس محدود السلطات أو هي منزوعة منه، وبهذا لن تؤدي الانتخابات إلى تحقيق طموحات الأمة".
وفي المقابل استمر المتحدث الإعلامي باسم حركة 6 أبريل (الجبهة الديمقراطية) طارق الخولي في معركة ترشحه للبرلمان في دائرته شمال القاهرة.
ويقول الخولي إنه يدرك أن نجاحه أمر صعب جدا نظرا لضعف الدعاية والإنفاق المالي، لكنه ليس نادما على خوض التجربة، لأنها أكسبته خبرة قوية، واكتشف أن الأمور على الأرض بخلاف الأمور في ميدان التحرير.
ويضيف أن الانتخابات الحالية لم تكن "معركة شريفة" في ظل ضعف إمكانات الشباب، ووجود دعاية انتخابية في "يوم الصمت"، ويُنحى فيها باللائمة على الشباب لأنهم تركوا ميدان التحرير مبكرا بعد الثورة، ووقعوا في فخ الاندماج في الكيانات السياسية، وانخرطوا في حملات التشويه المتبادل، مما أدى إلى عدم ثقة الجمهور بهم.
وفي صفوف الناخبين، تتجه أقلية محدودة للغاية من المصريين إلى منح أصواتها لشباب الثورة.
ويقول الناخب مصطفى محمود إنه سينتخب الشباب لأن العديد من مطالب الثورة إنما تحققت بسبب ضغوط الثوار في ميدان التحرير.
ويضيف "إنهم شباب على وعي، ولديهم فكر ثوري، لكنهم يخوضون التجربة البرلمانية للمرة الأولى في حياتهم، وأتوقع أن يفوزوا بنسبة تتراوح بين 5% و10% ، ورغم قلة عددهم سيكونون وقود البرلمان المقبل".
وبحسب المحلل السياسي عمرو عبد الرحمن فإنه من المتوقع أن يُمنى شباب الثورة بهزيمة في الانتخابات، لكونهم كانوا بعيدين عن العملية السياسية، ولا أرضية لهم في الشارع، ولا يتقنون العمل الانتخابي، كما لا يمتلكون المال ولا القدرات الانتخابية.
وأشار عبد الرحمن إلى أن الثور لم يكونوا مطالبين بدخول البرلمان، فقد خرجوا للثورة ضد الفساد، وليس من أجل مقعد أو منصب، وفق تعبيره.
عمران: شرعية التحرير ذهبت إلى شرعية البرلمان |
أما المحلل الإستراتيجي اللواء أركان حرب الدكتور عبد الحميد عمران فيقول إن شباب ثورة 25 يناير كان من ضمن مطالبهم برلمان حقيقي منتخب، وهذا ما يتحقق اليوم، وبالتالي ذهبت شرعية التحرير إلى شرعية البرلمان، وأي مطلب شعبي سيكون من خلاله.
ويخلص عمران إلى أن المطلوب من شباب الثورة أن يعودوا لاستئناف حياتهم بشكل طبيعي، وأن يشاركوا أبناء الشعب معركة النهوض والبناء وإقامة المؤسسات، حسب تعبيره.
الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011
مصر في مرآة الوقت
قد لا نعرف إلى أين نحن ذاهبون، لكن ربما كان مفيدا لنا أن نعرف على الأقل أين نقف الآن؟
(1)
لا مفر من أن نعترف في البداية بأن الوقت لم يكن معنا.
ولكنه كان علينا.
بمعنى أن تجاوز مدة الأشهر الستة التي كان يتعين فيها تسليم السلطة إلى المدنيين، (التي أعلن عنها يوم 13 فبراير/شباط الماضي)، كان مغامرة فتحت الأبواب لمختلف التداعيات التي أسهم بعضها في إيصالنا إلى ما وصلنا إليه الآن من مزالق وأخطاء.
وسيظل ذلك الاعتراف منقوصا إذا لم نقر أيضا بأن الأزمة التي نحن بصددها الآن، ما كان لها أن تقع لو أننا التزمنا بـ"خريطة الطريق" التي وضعتها لجنة تعديل الدستور، التي إذا كان مقدرا أن تنطلق خطواتها التنفيذية في شهر يونيو/حزيران الماضي (مع نهاية فترة الأشهر الستة التي تحدث عنها بيان المجلس العسكري)، الأمر الذي كان يفترض أن يجعلنا هذه الأيام بصدد الدخول في حسم الانتخابات الرئاسية.
ومن مفارقات الأقدار وسخريتها أن توصيات لجنة تعديل الدستور كان لها دورها في تفجير اللغط الذي أثارته الأقلية حول الانتخابات أولا أم الدستور أولا، ذلك أن كثيرين ينسون أو يتجاهلون أن ما كان مطروحا آنذاك هو تعديل بعض مواد الدستور فقط.
ولكن اللجنة في تصديها للمادة 189 من الدستور الخاصة بإجراءات تعديله أضافت إليها مادة أخرى أعطيت رقم 189 مكررا نصت على أن الأعضاء المنتخبين لمجلسي الشعب والشورى عليهم أن يختاروا أعضاء الجمعية التأسيسية المنوط بها إعداد مشروع الدستور الجديد خلال ستة أشهر.
وهو ما يعني أن اللجنة هي التي أطلقت فكرة إعداد دستور جديد، ولكن الأقلية التي كانت قد قبلت بمجرد تعديل بعض مواد دستور عام 1971، اختطفت الفكرة وأثارت بها الجدل الذي لا تزال بعض أصدائه يتردد حتى الآن.
وإذا جاز لنا أن نتصارح في تحديد المسؤولية عن الوقت الذي أهدر والأزمة التي صرنا إليها، فإنني أشير إلى طرفين بوجه أخص، أولهما المجلس العسكري الذي لا ننكر أنه بذل جهدا كبيرا لتسير السفينة خلال الأشهر الماضية، لكن أداءه شابته أخطاء عدة، كما أنه اتسم بالتردد والارتباك. حتى إنه لم يكن يتحرك إلا تحت ضغط الشارع. أسهم في ذلك أن أعضاءه من العسكريين المحترفين جاؤوا جميعا من خلفيات غير سياسية. ذلك أن قطيعتهم مع السياسة كانت شرطا لاستمرارهم في السلك العسكري وترقيهم إلى الرتب العليا التي بلغوها. وهو ما يعنى أن ظروف الثورة فرضت عليهم أن يتحملوا مسؤولية لم يكونوا مؤهلين لها.
الطرف الثاني يتمثل في عناصر النخبة التي أدارت تراشقها وصراعها طول الوقت من منطلق أيديولوجي وليس سياسيا. بسبب من ذلك فقد صار العنصر الحاكم لمواقفها، كان ولا يزال، ما إذا كانت الخطوات المتخذة تعبر عن التوجه الإسلامي أو العلماني، وليس ما إذا كانت تخدم المصلحة الوطنية أم لا.
(2)
في الوقت الراهن نستطيع أن نقول إننا بإزاء أزمة ثقة في المجلس العسكري، يمكن أن نرجع أسبابها إلى العوامل التالية: ما تضمنته وثيقة الدكتور السلمي (المادتان 9 و10) التي أعطت انطباعا بأن المجلس العسكري يتطلع لاستمرار وصايته على المجتمع -عدم القطيعة مع النظام السابق- الأمر الذي لاحظه كثيرون، حتى إن رئيس المخابرات الإسرائيلية السابق قال إن الذي تغير في مصر هو الحاكم وليس الحكم.
وكانت هذه الملاحظة أوضح ما تكون في الطريقة التي تعامل بها المجلس العسكري مع محاكمات رموز النظام السابق أمام المحاكم المدنية، وإحالته للمدنيين من شباب الثورة إلى المحاكم العسكرية، البطء والتردد في اتخاذ القرارات، حتى إن قرار إصدار قانون إفساد الحياة السياسية استغرق أربعة أشهر لإصداره، عدم الشفافية وعدم الاعتراف بالأخطاء أو الاعتذار عنها.
وكانت أحداث ماسبيرو في الشهر الماضي التي قتل فيها أكثر من 20 شخصا وأحداث ميدان التحرير الأخيرة التي سقط فيها 43 شهيدا، نموذجا للنوازل التي صدمت الرأي العام، ولا تزال محاطة بغموض أضعف ثقة الناس في موقف السلطة. وكانت النتيجة أن أحدا لم يحاسب على تلك الجرائم، الأمر الذي استفز الرأي العام وأهانه.
إزاء ذلك لم ننسَ بعد ما جرى في موقعة ماسبيرو، إلا أننا ما زلنا نعيش صدمة الانقضاض غير المبرر على المعتصمين في ميدان التحرير يوم السبت 19/11، الذي يمثل ذروة الخطايا السياسية التي وقع فيها المجلس العسكري. ولا تزال تحيرنا الأخبار التي تسربت عن صدور أمر بضرورة فض اعتصام أهالي الشهداء الذي كان مستمرا قبل ذلك لأكثر من خمسة أيام. وعن أن ذلك الأمر لم يعلم به في البداية وزير الداخلية ولا رئيس الوزراء. وحين تحول فض الاعتصام إلى كارثة فلم نعرف من الذي أصدر الأمر، وبالتالي فإن أحدا لم يحاسب جنائيا أو سياسيا على ما جرى.
هذا الارتباك الذي عبر عنه المجلس العسكري واكبه ارتباك أسوأ وأعمق في الساحة السياسية، ليس فقط لأن النخب انقسمت فيما بينها، ولكن أيضا لأن الساحة ازدحمت بلافتات وعناوين عرفنا أسماءها وسمعنا نداءاتها، لكننا لم نعرف أوزانها. وفي هذا الهرج جرى ابتذال مصطلح الثوار، بحيث لم تعد تعرف ماذا يمثلون حقا على أرض الواقع، وهل هم الموجودون في ميدان التحرير فقط أم لهم وجودهم في خارجه. كما أننا صرنا نتساءل: هل هؤلاء المحتشدون في الميدان يتكلمون باسم جماعاتهم أو باسم الثورة أو باسم المجتمع المصري بأسره؟
لقد دلتنا خبرة الانتخابات التي تمت أخيرا في تونس والمغرب على أن أعلى الجماعات السياسية صوتا وأكثرها ضجيجا وأقواها حضورا في وسائل الإعلام، هي أضعف القوى السياسية في الشارع وأقلهم حظوظا من تأييد الجماهير. وذلك مؤشر يدعونا إلى الحذر في تقييم من يتصدرون الواجهات في مصر هذه الأيام. ويقدمون أنفسهم بحسبانهم ممثلين للثورة وللرأي العام. وينطلقون من تلك الفرضية للتدخل في تقدير المصائر السياسية وتشكيل هياكل الدولة. وهو حذر يدعونا إلى انتظار تقييم المجتمع لتلك القوى المفترضة أو المفروضة. وفي بورصة السياسة فلا سبيل إلى إحداث ذلك التقييم إلا من خلال الاحتكام إلى صناديق الانتخابات الذي نحنه بصدده الآن.
(3)
الفوضى الحاصلة في الساحة السياسية تشمل أيضا الشعارات والأفكار التي تسوق في الفضاء الإعلامي. أخص بالذكر أسطورتين، أولاهما تتعلق بابتذال مصطلح دماء الشهداء، والثانية تشيع أن ثمة صفقة سرية تمت بين المجلس العسكري والإسلاميين. لقد تردد المصطلح الأول في سياق المطالبة بتأجيل الانتخابات، وأصبح يشهر في وجه كل جهد يبذل خارج ما هو مطروح في ميدان التحرير من مطالب، خصوصا ما تعلق منها بتشكيل مجلس رئاسي مدني يدير البلاد بديلا عن المجلس العسكري.
ذلك أنني أزعم أن الوفاء لدم الشهداء والحفاظ على كرامة الجرحى والمصابين يكون بالاعتذار عن الجرم الذي ارتكب بحقهم ومحاسبة المسؤولين عن وقوعه، وتعويض الأهالي والمصابين. كما يكون بالتمسك بأهداف الثورة والإصرار على تحقيق الأهداف التي استشهدوا من أجلها.
لكن لا أفهم أن يعد إجراء الانتخابات بيعا لدماء الشهداء، في حين يصبح تشكيل المجلس الرئاسي وفاء لتلك الدماء. كأن رافعي ذلك الشعار يقولون إن كل من يخالف رأينا يعد متاجرا بدماء الشهداء. وذلك نوع من الإرهاب الفكري والسياسي الذي يفترض أن يتنزه الثوار عنه.
أستغرب الأسطورة الثانية التي بدأ الترويج لها منذ شكلت لجنة تعديل الدستور برئاسة المستشار طارق البشري، وضمت بين أعضائها السبعة قانونيا من الإخوان وعضوا في اللجنة التشريعية في إحدى دورات مجلس الشعب السابق -ولأن المستشار البشري "يشتبه" في أنه مسلم غيور على دينه وملتزم، ولأن "التهمة" ثابتة- الأستاذ صبحي صالح، فقد ثارت ثائرة غلاة العلمانيين و"الليبراليين" الذين اعتبروا إقصاء أمثال أولئك "المشتبه فيهم" و"المتهمين" أمرا مفروغا منه في فهمهم للديمقراطية. ومنذ ذلك الحين اعتبر هؤلاء أن المجلس العسكري "متواطئ" مع الإسلاميين، رغم أن لجنة تعديل الدستور ضمت سبعة أعضاء من كبار القانونيين، فإن عاصفة النقد تجاهلت وجودهم، واعتبرت أن الرجلين استغفلاهم وأجريا التعديلات من وراء ظهورهم.
وقد حققت الحملة نجاحا في ترهيب أعضاء المجلس العسكري، الذين امتنعوا عن إضافة أي اسم من أولئك "المشتبه فيهم" و"المتهمين" في أي اختيار لاحق، في حين وزع الليبراليون والعلمانيون على مختلف المجالس التي شكلت، وظل ذلك محل رضى أولئك "الناشطين" (للعلم الحكومة الأخيرة ضمت ثلاثة من حزب الوفد ورابعا من حزب التجمع وخامسا من الحزب الديمقراطي الاجتماعي).
رغم ذلك فإن تهمة التواطؤ مع المجلس العسكري ظلت سيفا مشهرا في وجهه، حتى اضطر أخيرا إلى نفي التهمة على لسان بعض أعضائه. وحتى الآن فإن الدليل الوحيد على ذلك "التواطؤ" أن المجلس العسكري سمح للإسلاميين بتشكيل أحزاب لهم ورفع الحظر عنهم شأنهم في ذلك شأن غيرهم من السياسيين.
لذلك فلا تفسير لاستمرار الحملة إلا أنها بمثابة احتجاج على العدول عن نهج إقصائهم المعمول به منذ نحو نصف قرن، بما يعني أن شرعية وجودهم هي المشكلة التي لا تزال تؤرق جماعات الليبراليين والعلمانيين.
(4)
وسط الغيوم الداكنة التي تتجمع في الأفق، التي تثير درجات متفاوتة من الاستياء والإحباط، يبرز ضوء لا يمكن تجاهله، يشي بتحول يغير كثيرا من الانطباعات السائدة عن جموع المصريين، الذين يُقال في حقهم دائما إن حبال الصبر عندهم لا نهاية لها. وإن قدرتهم على الاختزان وابتلاع الأحزان لا حدود لها. حتى تحدث كثيرون عن استكانة المصريين واستعدادهم للانصياع والامتثال.
هذا الانطباع غيرته تماما المظاهرات التي حدثت طوال الأسبوع الماضي، التي انخرطت فيها أجيال كسرت حاجز الخوف، وتمردت على الصمت، ولم تعد تبالي بتحدي الظلم والجهر بكلمة الحق في وجه أهل السلطان بارتفاع مراتبهم ومقاماتهم.
ربما جاز لنا أن نقول إن ثورة 25 يناير لم تعد الوطن إلى أهله بعد طول غياب فقط، ولكنها كشفت الوجه المسكوت عنه من طبائع المصريين، الذين أصبحت أرى في ميادينهم وشوارعهم شعبا آخر غير الذي تحدث عنه الآخرون.
لقد قال رئيس المخابرات الإسرائيلي السابق إن الذي تغير في مصر هو الحاكم وليس الحكم. وربما كان ذلك صحيحا بصورة نسبية. لكن الذي فات الرجل أن يذكره أن الشعب بدوره قد تغير وربما لم يرد ذلك لأن ما تغير في شعب مصر هو أكثر ما يقلقهم ويخيفهم.
لست أخفي أنني لم أكن سعيدا ببعض تصرفات وهتافات الشباب الغاضب في ميدان التحرير طوال الأسبوع الماضي، لكن بيني وبين نفسي كنت سعيدا بهم، لأنني وجدت فيهم جيلاً ممتلئا بالحيوية واستعادة قوية لقيمة الغضب التي غيبت طويلا في حياتنا طوال نصف القرن الأخير، حتى ظننا أن ينابيعها قد جفت، إلا أننا اكتشفنا أخيرا أنها توارت فقط ولم تمت. الحمد لله.
مشاعر بالثقة لدى الناخبين بمصر
وصف مصريون أول انتخابات عامة بعد الثورة بأنها تاريخية، وقالوا إنهم يشعرون الآن أن صوتهم أصبح له قيمة.
وفي الطوابير الطويلة التي اصطفت منذ الصباح الباكر أمام مراكز الاقتراع، حرصا قويا على المشاركة -بالرغم من التوتر الأمني والسياسي- تميز بالنظام والانضباط، وهو ما جعل الوقت يمر من غير تسجيل خروقات أمنية مهمة يمكن أن تفسد الانتخابات.
ثقة
الفيوم توجهت باكرا لمراكز الاقتراع |
وعن ثقته بالانتخابات ونزاهتها، قال المواطن سعيد حمدي من القاهرة "أنا أثق بالانتخابات بنسبة 75% وأتوقع أن يحترم الشعب المصري النتائج خلافا لكثير من المرشحين الذين سيرفضونها خاصة من الخاسرين".
المواطنة فاطمة عبد الله تحدثت قائلة "لم أكن أنتخب في المرات السابقة لأن صوتي لا قيمة له والفائزون معروف أنهم من الحزب الوطني، اليوم أنتخب أنا وكل عائلتي لأن صوتنا له قيمة".
وأعرب مواطنون عن رضاهم عن مستوى التأمين. واشتكى آخرون من بطء عمل اللجان وتأخر
فتح الأبواب فيها.
أبرز المنافسين
وفي محافظة الفيوم جنوب القاهرة، لم يغب المرشحون المحسوبون على الحزب الوطني المنحل، أو من يسمون بـ"الفلول" وفق التسمية الدارجة لهم في مصر، لم يغيبوا عن التنافس في الانتخابات، حيث ترشحوا على قوائم عديدة منها قوائم لأحزاب معروفة، وقد رصد مراقبون مشاركة المئات من الفلول بهذه الطريقة.
وكان المشهد حضاريا من كل الوجوه أمام لجنة مركز المقر الانتخابي بمدرسة الصداقة المصرية الفرنسية بحي الجامعة، ووقف مندوبو الإخوان المسلمين بجوار مندوبي السلفيين وشباب الثورة وحتى مندوبي المرشحين الذين كانوا ينتمون للحزب الوطني المنحل متجاورين، يدعو كل منهم لمرشحيه بهدوء.
الجنود يساعدون رجلا عجوزا على المشاركة في الانتخابات |
وحرصت صفية أحمد معوض -وهي مدير عام بالمعاش- على التوجه للجان الانتخاب منذ الصباح الباكر لحرصها على الإدلاء بصوتها، ولكنها قالت إن التوزيع الجديد للناخبين طبقا للرقم القومي أثار بعض الارتباك، حيث جاء التوزيع الجديد مغايرا لما تعود عليه الناخبون في الانتخابات الماضية.
غرف العمليات بمحافظة الفيوم ومديرية الأمن وفروعها بالمراكز لم تتلق أية بلاغات بوقوع ما يعكر صفو العملية الانتخابية حتى ظهر الاثنين.
تعليق
|
لجنة دولية تتهم سوريا بجرائم ضد الإنسانية
اتهم تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا قوات الأمن السورية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال قمعها للاحتجاجات المستمرة منذ منتصف مارس/آذار الماضي.
وقال رئيس اللجنة باولو بينيرو -أثناء عرض التقرير إن لجنة التحقيق أجرت بين نهاية سبتمبر/أيلول ومنتصف نوفمبر/تشرين الثاني لقاءات مع 223 من الضحايا والشهود على انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، مضيفا أن أعضاء اللجنة قدموا في تقريرهم ما وصفه بالأدلة القوية.
وقال بينيرو "لقد حددنا أنماطا من انتهاكات حقوق الإنسان من قبل القوات المسلحة والأمنية السورية بينها الاستخدام المفرط للقوة ضد المظاهرات السلمية، واستخدام الذخيرة الحية لتفريق حشود المدنيين، واللجوء إلى القناصة لإطلاق النار بغرض القتل. ولم تبد قوات الدولة أي اعتراف، أو أبدت القليل من الاعتراف بحقوق الأطفال في الإجراءات المتخذة للقمع".
وأشار إلى أن مصادر موثوقة أكدت مقتل 256 طفلا على أيدي القوات السورية حتى التاسع من الشهر الحالي.
وقال التقرير إن تلك الجرائم ارتكبت في مناطق سورية مختلفة بينها دمشق، ودرعا, ودوما (ريف دمشق), وحماة, وحمص, وإدلب, وعلى طول الحدود مع لبنان وتركيا والأردن.
وتوصلت اللجنة أيضا إلى أن الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان في سوريا لم تكن لتحدث دون موافقة كبار مسؤولي الدولة.
وقال رئيس اللجنة في التقرير "أوصينا حكومة الجمهورية العربية السورية بوضع حد للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان الموثقة في هذا التقرير، وبإطلاق كافة الأشخاص الذين اعتقلوا تعسفا على الفور، وتمكين هيئات المراقبة الدولية من الوصول إلى كافة أماكن الاعتقال، وبدء تحقيق مستقل ونزيه مع مرتكبي الانتهاكات وتقديمهم للعدالة".
وطالب التقرير مجلس حقوق الإنسان باتخاذ خطوات عاجلة بما في ذلك عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة لتطبيق التوصيات، وأوصى الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية -خاصة الجامعة العربية- بدعم الجهود الخاصة بحماية الشعب السوري، وإرسال مراقبين لحقوق الإنسان، ووضع حد للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان على الفور، وتعليق توفير السلاح لكافة الأطراف.
ولاحظ بينيرو أن بشاعة التعذيب الذي مارسته قوات الأمن أسفر عن حالات وفاة عديدة. وقال إن غالبية المواطنين الذين اعتقلوا إما عُذّبوا أو شهدوا حدوث التعذيب.
ونقل رئيس اللجنة عن معتقلين سابقين أنهم تعرضوا للتعذيب سواء اعترفوا أو لم يعترفوا, كما استخدم العنف الجنسي ضد المحتجزين رجالا وأطفالا. ونقل التقرير عن شهود أن نساء تعرضن للاعتداء الجنسي في أماكن احتجازهن.
إلا أن اللجنة لم تتلق سوى أدلة محدودة في ما يتعلق بذلك. وأشار التقرير أيضا إلى استخدام الاعتقال التعسفي والاحتجاز غير القانوني للإبقاء على آلاف المدنيين في السجون لفترات غير محددة ودون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة وبلا أي تفسير.
وأشار بينيرو إلى إطلاق الحكومة السورية أكثر من 1700 معتقل بعيد موافقتها المبدئية مطلع هذا الشهر على خطة الجامعة العربية لوقف العنف في سوريا. بيد أنه أعرب عن اعتقاده بأن آلاف السوريين الذين اعتقلوا مؤخرا لا يزالون في السجون.
وفي ما يخص المفقودين, قال رئيس لجنة التحقيق الدولية إن هناك تقارير تقدر عددهم بالآلاف.
تعليق
يلا أرحل يا بشـــــــــــــار
احتجاج على منع منقبات بجامعة تونسية
نظم طلبة وُصفوا بأنهم سلفيون أمس اعتصاما داخل جامعة في ضاحية منوبة قرب العاصمة التونسية، مطالبين بالسماح لطالبات منقبات بدخول الجامعة، مما تسبب في تعطيل دروس وامتحان جزئي، وفقا لمسؤولين جامعيين.
ووقع الاحتجاج الذي شارك فيه عشرات في كلية الآداب والفنون والإنسانيات التابعة لجامعة منوبة.
وقال عميد الكلية حبيب كزدغلي -في تصريحات لوكالتيْ الأنباء التونسية وفرانس برس- إن عشرات ممن وصفهم بالملتحين الغرباء عن الكلية "احتجزوه" في مكتبه, وحالوا دون إجراء امتحان جزئي لطلبة شعبة الإنجليزية.
لكن الطلبة نفوا من جهتهم لوكالة الأنباء التونسية- أن يكونوا احتجزوا العميد, وقالوا إنهم عرضوا عليه المغادرة بيد أنه فضل البقاء في مكتبه.
وقال أحد الطلبة المحتجين إنهم لم يحتجزوا أيا من مسؤولي الجامعة أو أساتذتها, وإن التحرك الذين يقومون به سلمي وحقوقي, نافيا بشدة وجود غرباء بين المحتجين.
ووفقا للعميد, فإن المحتجين يريدون السماح للطالبات المنقبات بالدراسة, وتخصيص مسجد للمصلين في الكلية, والفصل بين الجنسين.
وأشار إلى أن المجلس العلمي للكلية قرر في الثاني من هذا الشهر منع ارتداء النقاب لأسباب تتعلق بقوانين الجامعة, قائلا إن القضاء الإداري مؤهل للفصل في هذه القضية.
من جهته, قال رئيس جامعة منوبة شكري المبخوت إن لدى المحتجين تصورا يسعون إلى فرضه. وفسر المبخوت الاحتجاج الذي حدث في الكلية بضعف الدولة, وقال إنه حين تعود الدولة قوية لن يكون في وسع هؤلاء التصرف بهذا الشكل.
وكانت حادثة مماثلة وقعت في سبتمبر/أيلول الماضي حين احتج طلبة وُصفوا أيضا بالسلفيين على منع طالبة منقبة من التسجيل في كلية الآداب بمدينة سوسة الساحلية (150 كيلومترا جنوب العاصمة تونس).
بنانيون يحتجون على صور المعلم
اعتصم عشرات من الشبان اللبنانيين في طرابلس شمال لبنان احتجاجا على بث صور لهم في شريط فيديو عرضه وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحفي بدمشق أمس, ونعت من في الصور بأنهم إرهابيون مسلحون.
وقال المعلم إن الصور لأشخاص كانوا يشاركون في التخريب وقتل المدنيين وعناصر من الجيش السوري في جسر الشغور بإدلب داخل سوريا. وتبين بمقارنة اللقطات أنها لمعارك جرت في منطقتيْ جبل محسن وباب التبانة في الشمال اللبناني قبل نحو عامين.
كما عرض الوزير السوري صورا قال إنها لضحايا ما سماها جرائم إرهابية، وقال إن كثيرا من القنوات الفضائية التي تبث السموم -على حد تعبيره- تتجاهل بثها.
وظهرت في الفيلم الذي عرضه المعلم صور لمقتل شاب مصري في لبنان عام 2010 في بلدة كترمايا اللبنانية, في حين قدّمها الوزير السوري باعتبارها صورا لجرائم قال إنها وقعت حديثا في جسر الشغور السورية.
تعليق
أتقي الله أيها القاتل أنت وسيدك حمار الاسد
لا تلعب بدم المصريين أيها الخنزير
المصريين أخوهم للسوريين
اللبنانيين الشرفاء فضحوا كذبك
أسمك المعلم ودة فعلا معلم بطيخ دجاج طماطم ( بنادورة )
خلي سوريا للسوريين الشرفاء المثقفين
الله أكبر
تونس تحاكم بن علي عسكريا
انتخابات مصر تتواصل وإقبال غير مسبوق
وسط أجواء احتفالية وإقبال وصف بأنه غير مسبوق, يواصل الناخبون في مصر الإدلاء بأصواتهم في اليوم الثاني من الجولة الأولى من انتخابات مجلس الشعب, بينما يواصل محتجون في ميدان التحرير اعتصامهم لمطالبة المجلس العسكري بتسليم السلطة فورا.
وقد أغلقت لجان التصويت أبوابها في التاسعة مساء أمس بتوقيت القاهرة, بعد أن تم تمديد الاقتراع بسبب إقبال كبير وصل في أغلب اللجان من 50 إلى 70% تقريبا، فيما وصل في لجان أخرى إلى حوالي 30%، وهو ما اعتبره مراقبون نسباً جيدة للمشاركة في أول يوم.
وأغلق القضاة صناديق الانتخابات بالشمع الأحمر مع ختم كل قاض على الصناديق، وتحرير محاضر بالإغلاق وأعداد الحضور، مع تأمين كامل من قوات الأمن والقوات المسلحة لكل اللجان حتى إعادة فتحها مجددا صباح اليوم الثلاثاء.
الصناديق الزجاجية الشفافة طمأنت الناخبين(الفرنسية) |
وبينما رصد مراقبون وتقارير إعلامية بعض العقبات, أبدى الناخبون رضاهم التام عن سير العملية الانتخابية في اليوم الأول, بينما أكد الناخبون الذين لم يتمكنوا من التصويت أنهم غير غاضبين من عدم تمكنهم من التصويت، وأنهم سيحضرون مجددا اليوم للاقتراع، في إصرار تام على المشاركة.
ولم ترد تقارير عن وقوع حوادث عنف خطيرة خلال الانتخابات، لكن احتجاجات ومشاجرات وقعت نتيجة تأخر فتح بعض مراكز الاقتراع، وعدم توافر الأوراق اللازمة بالقاهرة والإسكندرية.
كما تحدثت الناشطة الحقوقية منى ذو الفقار عن "انتهاكات كثيرة" للحظر المفروض على الدعاية خارج أماكن التصويت. وقالت شاهدة عيان في حي المطرية بالقاهرة وأخرى في حي مدينة نصر إن مؤيدي مرشحين كانوا يوزعون أوراق دعاية أمام مراكز الاقتراع، رغم حظر الدعاية لمدة 48 ساعة قبل الاقتراع.
وبينما أبدت الأحزاب المشاركة في "الكتلة المصرية" كامل سعادتها بالمشاركة "الواعية والكثيفة" من المصريين, أكدت استنكارها لاستمرار الدعاية الانتخابية أمام اللجان.
وطبقا لرويترز, فقد جرت الانتخابات بجو هادئ وسط إقبال قالت إنه كبير، وقد يأتي بالإسلاميين الذين طال حظر أحزابهم إلى صدارة مجلس الشعب.
المحتجون في ميدان التحرير رغم قلة عددهم واصلوا المطالبة برحيل المجلس العسكري |
كما قال السفير البريطاني لدى مصر جيمس وات إن الانتخابات المصرية حدث سياسي مهم، وأشار إلى أنها أجريت بشكل منظم وسلمي. وأضاف "زار العاملون معي عددا من اللجان الانتخابية، ورأوا أن الإدلاء بالأصوات يجري بطريقة منظمة وجيدة".
عناصر الجيش يساعدون كهلا على الوصول للجنة الاقتراع |
ويستطيع الناخبون الإدلاء بأصواتهم اليوم الثلاثاء في هذه الجولة إلى منتصف الليل بحسب اللجنة القضائية العليا للانتخابات.
يشار إلى أنه يحق لنحو 17 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم في المرحلة الأولى لاختيار مجلس الشعب الجديد الذي يجري شغل ثلثيْ مقاعده بالقائمة الحزبية المغلقة، وهي نظام جديد على أغلب الناخبين، ويتم شغل الثلث الباقي عن طريق المنافسة الفردية.
قبل أن تنتحر العجوز الهولندية
بسم الله الرحمن الرحيم
في كل يوم جمعة، وبعد الصلاة ، كان الإمام وابنه البالغ من العمر إحدى عشر سنه من شأنه أن يخرج في بلدتهم
في احدي ضواحي أمستردام ويوزع على الناس كتيب صغير بعنوان "طريقا إلى الجنة" وغيرها من المطبوعات الإسلامية.
وفى أحدى الأيام بعد ظهر الجمعة ، جاء الوقت للإمام وابنه للنزول إلى الشوارع لتوزيع الكتيبات ، وكان الجو باردا جدا
في الخارج ، فضلا عن هطول الأمطار
الصبي ارتدى كثير من الملابس حتى لا يشعر بالبرد ، وقال : 'حسنا يا أبي ، أنا مستعد!
سأله والده ، 'مستعد لماذا' ' قال الابن يا أبي ، لقد حان الوقت لكي نخرج لتوزيع هذه الكتيبات الإسلامية.
أجابه أبوه ، الطقس شديد البرودة في الخارج وأنها تمطر بغزاره.
أدهش الصبي أبوه بالإجابة وقال ، ولكن يا أبى لا يزال هناك ناس يذهبون إلى النار على الرغم من أنها تمطر
أجاب الأب ، ولكنني لن أخرج في هذا الطقس
قال الصبي ، هل يمكن يا أبى ، أنا أذهب أنا من فضلك لتوزيع الكتيبات '
تردد والده للحظة ثم قال : ; يمكنك الذهاب ، وأعطاه بعض الكتيبات
قال الصبي 'شكرا يا أبي!
ورغم أن عمر هذا الصبي أحدى عشر عاماً فقط إلا أنه مشى في شوارع المدينة في هذا الطقس البارد والممطر لكي يوزع الكتيبات على من يقابله من الناس وظل يتردد من باب إلى باب حتى يوزع الكتيبات الإسلامية.
بعد ساعتين من المشي تحت المطر ، تبقى معه آخر كتيب وظل يبحث عن أحد المارة في الشارع لكي يعطيه له ، ولكن كانت الشوارع مهجورة تماما.
ثم استدار إلى الرصيف المقابل لكي يذهب إلى أول منزل يقابله حتى يعطيهم الكتيب.
ودق جرس الباب ، ولكن لا أحد يجيب..
ظل يدق الجرس مرارا وتكرارا ، ولكن لا زال لا أحد يجيب ، وأراد أن يرحل ، ولكن شيئا ما يمنعه.
مرة أخرى ، التفت إلى الباب ودق الجرس وأخذ يطرق على الباب بقبضته بقوه وهو لا يعلم ما الذي جعله ينتظر كل هذا الوقت ، وظل يطرق على الباب وهذه المرة فتح الباب ببطء.
وكانت تقف عند الباب إمرأة كبيره في السن ويبدو عليها علامات الحزن الشديد فقالت له ، ماذا أستطيع أن أفعل لك يا بنى.
قال لها الصبي الصغير ونظر لها بعينين متألقتان وعلى وجهه ابتسامه أضاءت لها العالم: 'سيدتي ، أنا آسف إذا كنت أزعجتك ، ولكن فقط أريد أن أقول لكي أن الله يحبك حقيقا ويعتني بك وجئت لكي أعطيك آخر كتيب معي والذي سوف يخبرك كل شيء عن الله ، والغرض الحقيقي من الخلق ، وكيفية تحقيق رضوانه '.
وأعطاها الكتيب وأراد الانصراف فقالت له 'شكرا لك يا بني! وحياك الله!
وبعد أسبوع وبعد صلاة الجمعة ، حيث كان الإمام يعطى محاضره ، وعندما انتهى منها
وسأل : 'هل لدى أي شخص سؤال أو يريد أن يقول شيئا؟
ببطء ، وفي الصفوف الخلفية وبين السيدات ، كانت سيدة عجوز يُسمع صوتها تقول:
'لا أحد في هذا الجمع يعرفني،
ولم أتى إلى هنا من قبل،
وقبل الجمعة الماضية لم أكن مسلمه ولم فكر أن أكون كذلك.
لقد توفي زوجي منذ أشهر قليلة ، وتركني وحيده تماما في هذا العالم.. ويوم الجمعة الماضي كان الجو بارد جداً وكانت تمطر ، وقد قررت أن أنتحر لأنني لم يبقى لدى أي أمل في الحياة.
لذا أحضرت حبل وكرسي وصعدت إلى الغرفة العلوية في بيتي، ثم قمت بتثبيت الحبل جيداً في إحدى عوارض السقف الخشبية ووقفت فوق الكرسي وثبت طرف الحبل الآخر حول عنقي، وقد كنت وحيده ويملؤني الحزن وكنت على وشك أن أقفز.
وفجأة سمعت صوت رنين جرس الباب في الطابق السفلي ، فقلت سوف أنتظر لحظات ولن أجيب وأياً كان من يطرق الباب فسوف يذهب بعد قليل.
انتظرت ثم انتظرت حتى ينصرف من بالباب ولكن كان صوت الطرق على الباب ورنين الجرس يرتفع ويزداد.
قلت لنفسي مرة أخرى ، 'من على وجه الأرض يمكن أن يكون هذا؟ لا أحد على الإطلاق يدق جرس بابي ولا يأتي أحد ليراني '. رفعت الحبل من حول رقبتي وقلت أذهب لأرى من بالباب ويدق الجرس والباب بصوت عال وبكل هذا الإصرار.
عندما فتحت الباب لم أصدق عيني فقد كان صبى صغير وعيناه تتألقان وعلى وجهه ابتسامه ملائكيه لم أر مثلها من قبل ، حتى لا يمكنني أن أصفها لكم
الكلمات التي جاءت من فمه مست قلبي الذي كان ميتا ثم قفز إلى الحياة مره أخرى ، وقال لي بصوت ملائكي ، 'سيدتي ، لقد أتيت الآن لكي أقول لكي إن الله يحبك حقيقة ويعتني بك!
ثم أعطاني هذا الكتيب الذي أحمله "الـطريق إلى الجنة"
وكما أتاني هذا الملاك الصغير فجأة اختفى مره أخرى وذهب من خلال البرد والمطر ، وأنا أغلقت بابي وبتأن شديد قمت بقراءة كل كلمة في هذا الكتاب. ثم ذهبت إلى الأعلى وقمت بإزالة الحبل والكرسي. لأنني لن أحتاج إلى أي منهم بعد الآن.
ترون؟ أنا الآن سعيدة جداً لأنني تعرفت إلى الإله الواحد الحقيقي.
ولأن عنوان هذا المركز الإسلامى مطبوع على ظهر الكتيب ، جئت إلى هنا بنفسي لأقول لكم الحمد لله وأشكركم على هذا الملاك الصغير الذي جائنى في الوقت المناسب تماما ، ومن خلال ذلك تم إنقاذ روحي من الخلود في الجحيم. '
لم تكن هناك عين لا تدمع في المسجد وتعالت صيحات التكبير .... الله أكبر.....
الإمام الأب نزل من على المنبر وذهب إلى الصف الأمامي حيث كان يجلس أبنه هذا الملاك الصغير....
وأحتضن ابنه بين ذراعيه وأجهش في البكاء أمام الناس دون تحفظ.
ربما لم يكن بين هذا الجمع أب فخور بابنه مثل هذا الأب..
ومهما عانيت وحص تبقى عايش * وأنت ناااااااسي *
قصيدة رائعة ( لله في الآفاق )
لله في الآفاق
لله في الآفاق آيــــات لعــلّ *** أقـــلها هـو ما إليه هــداكا
ولعل ما في النفس من آياته *** عجبٌ عجابٌ لو ترى عيناكا
والكون مشـحون بأسرار إذا *** حاولت تفسيراً لها أعيـــاكا
قل للطبيب تخطفته يد الردى *** مـــن يا طبيب بطـبه أرداكا
قل للمريض نجا وعوفي بعدما *** عجزت فنون الطب من عافاكا
قل للصحيح يموت لا من علة *** من بالمنايا يا صـحيح دهاكا
قل للبصير وكان يحذر حفرة ً *** فهوى بها من ذا الذي أهواكا
بل سائل الأعمى خطا بين الزحـام *** بلا اصطدام من يقود خطاكا
قل للجنين يعيش معزولاً بلا *** راعٍ ومرعى ما الذي يرعاكا
قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء ِ *** لدى الولادة ما الذي أبكاكا
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه *** فاسأله من ذا با لسموم حشاكا
واسأله كيف تعيش يا ثعبان *** أو تحيا وهذا السم يملأُ فاكا
واسأل بطون النحل كيف تقاطرت *** شهداً وقل للشهد من حلاّكا
بل سائل اللبن المصفى كان *** بين دمٍ وفرثٍ من الذي صفّاكا
وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا *** ميت فاسأله من أحياكا
قل للهواء تحثه الأيدي ويخفي *** عن عيون الناس من أخفاكا
قل للنبات يـــجف بعد تــــعهدٍ *** ورعايةٍ من بالجفافِ رماكا
وإذا رأيت النبت في الصحراء *** يربو وحد فاسأله من أرباكا
وإذا رأيت البدر يسري ناشراً *** أنواره فاسأله من أسراكا
واسأل شعاع الشمس يدنو وهي *** أبعد كل شيء ما الذي أدناكا
قل للمرير من الثمار من الــــذي *** بالمر من دون الثمارغذاكا
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى *** فاسأله من يا نخل شق نواكا
وإذا رأيت النار شب لهيبــــها *** فاسأل لهيب النار من أوراكا
وإذا ترى الجبل الأشم مناطحاً قمم *** السحاب فسله من أرساكا
وإذا ترى صخراً تفجر بالمياه *** فسله من بالماء شق صفاكا
وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال *** سرى فسله من الذي أجراكا
وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج *** طغى فسله من الذي أطغاكا
وإذا رأيت الليل يغشي داجـــياً *** فاسأله من يا ليل حاك دجاكا
وإذا رأيت الصبح يسفر ضاحكاً *** فاسأله من يا صبح صاغ ضحاكا
ستجيب ما في الكون من آياته *** عجبٌ عُجابٌ لو ترى عيناكا
ربي لك الحمد العظــــيم لذاتك *** حمــــداً وليس لواحدٍ إلاّ كا
يا مُدرك الأبصـــار والأبصـــار*** لا تدري له ولكنــهه إدراكا
إن لم تكن عيني تراك فإننـي*** في كل شيء أستبـــينُ علاكا
يا منبت الأزهار عاطرة الشذى *** ما خاب يوماً من دعا ورجاكا
يا مجري الأنهار عاذبة النــدى *** ما خاب يوماً من دعا ورجاكا
يا أيها الإنسان مهـــــلاً مالذي *** با لله جل جـــلاله أغـــــراكا