السبت، 5 نوفمبر 2011

انتقادات لاستمرار المحاكمات العسكرية بمصر

لم تتوقف عمليات إحالة مدنيين إلى المحاكمات العسكرية في مصر رغم التعهدات التي صدرت في هذا الشأن من المجلس العسكري الحاكم ورئيسه المشير طنطاوي ، مما يثير انتقادات متواصلة لم تحل دون بدء حلقة جديدة من هذه الإحالات بطلها الناشط السياسي علاء عبد الفتاح.

وقال عبد الفتاح -الذي مثل الأربعاء أمام القضاء العسكري- حسب محاميه إنه تعرض لحبس مماثل في عهد الرئيس السابق حسني مبارك الذي اضطر للتنحي تحت وطأة ثورة 25 يناير/كانون الثاني، وأعرب عن أسفه لاستمرار نفس طريقة النظام السابق في "التنكيل بالبشر" واعتبرها إهانة للثورة.

ورفض القضاء العسكري طعن الناشط السياسي ضد قرار بحبسه 15 يوما على ذمة تحقيقات تتهمه بالعنف والتحريض ضد القوات المسلحة وسرقة السلاح خلال أحداث ماسبيرو الأخيرة، وهو القرار الذي صدر قبل أيام بعدما رفض عبد الفتاح الحديث مع المحققين معه وقال إنه لن يتعاون إلا مع قاضيه الطبيعي.

المعارضون لمحاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري صعدوا حملتهم ولهجتهم بشكل لافت، حيث قال الروائي الشهير علاء الأسواني إنه بعدما لقي مواطنون مصرعهم دهسا بمدرعات الجيش خلال أحداث ماسبيرو، تحول المجلس العسكري إلى خصم، ولا يجوز للخصم أن يكون حكما، على حد تعبيره.

قمع مزدوج

وأضاف الأسواني -خلال مؤتمر صحفي عقدته مجموعة "لا للمحاكمات العسكرية" في القاهرة الخميس- أن الشعب المصري ثار على مبارك من أجل الكرامة ومع ذلك فإن سلطات ما بعد الثورة لم تكتف بالاحتفاظ بجهازأمن الدولة مع تغييره اسما فقط إلى جهاز الأمن الوطني، وإنما أضافت جهازا قمعيا جديدا هو الشرطة العسكرية.

وفي نفس المؤتمر، عبر المحامي خالد علي عن رفضه المحاكمات العسكرية وجميع المحاكمات الاستثنائية، وأضاف "إننا نرفض المجلس

العسكري الذي يحتمي بالجيش مثلما رفضنا جمال مبارك الذي كان يحتمي بسلطة أبيه".

أما القمص فلوباتير -راعي إحدى كنائس الجيزة- ففجر مفاجأة خلال المؤتمر مؤكدا أنه عندما خضع للاستجواب أمام النيابة العسكرية ردد نفس ما قاله علاء عبد الفتاح حيث رفض التحقيقات العسكرية واتهم المجلس العسكري ومع ذلك لم يتم إصدار قرار بحبسه، مضيفا "يبدو أن هناك حسابات استوجبت أن أكون أنا خارج القفص وعلاء داخله".

وتقول جمعيات حقوقية إن ما يقرب من 12 ألف مصري أحيلوا إلى القضاء العسكري منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن سواء في قضايا سياسية أو جنائية، في حين أكد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، جمال عيد للجزيرة نت أن العدد كان 11 ألفا وثمانمائة بنهاية شهر سبتمبر/أيلول الماضي متوقعا أن يكون قد تجاوز 13 ألفا في الوقت الحالي.

وأعرب عيد عن اعتقاده بأن المجلس العسكري -الذي تولى الحكم مؤقتا عقب تنحي مبارك- يستخدم المحاكمات العسكرية للانتقام من النشطاء السياسيين بشكل يؤكد أنه لم يكن يوما داعما للثورة كما يردد البعض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري