على غرار حركة "احتلوا وول ستريت" في مدينة نيويورك الأميركية أطلق طلبة أوكرانيون حركة "احتلوا أوكرانيا" احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية السيئة في البلاد، واتخذوا لحركتهم شعار "نحن 99%"، في إشارة إلى أن الغالبية الأوكرانية تعاني من تحكم قلة من الساسة ورجال الأعمال بمقدرات البلاد.
وقد تجمع العشرات منهم اليوم وسط العاصمة للتعارف فيما بينهم عن قرب، بعد أن تعارفوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، وكذلك للإعلان عن انطلاق حركتهم.
وفي حديث، قال إليا فلاسيوك -وهو أحد المنظمين- "إننا ندعو الشباب والطلبة للالتحاق بحركتنا" التي تهدف إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية وضمان الحقوق كما يريد جميع المواطنين، وأكد أن التجمع المقبل سيشهد أعدادا أكبر وستتبعه خطوات عملية، دون الكشف عنها.
المنظمون أكدوا أن اجتماعهم المقبل سيشهد إقبالا أكبر |
وكان الآلاف من الأوكرانيين الذين شاركوا بحرب الاتحاد السوفياتي السابق في أفغانستان والآلاف أيضا ممن تضرروا من انفجار مفاعل تشرنوبل النووي عام 1986 وشاركوا بعمليات الإنقاذ؛ كانوا قد تظاهروا مرتين أمام مقر البرلمان قبل أيام وحطموا سوره وحاولوا اقتحامه احتجاجا على مشروع قرار لخفض معوناتهم الحكومية.
وهتف المتظاهرون آنذاك "عار عار" في إشارة إلى مساعي الحكومة والبرلمان لتنفيذ شروط صندوق النقد الدولي لمنح أوكرانيا 11.1 مليار دولار كبقية قرض خصصه لها يبلغ 14.6 مليارا، وأبرز هذه الشروط: خفض المعونات الاجتماعية، ورفع سن تقاعد النساء إلى 55 بدلا من 50، ورفع أسعار الغاز المنزلي.. وهي شروط اعتبرها المتظاهرون "مذلة للبلاد".
وقبلها كانت كييف وعدة مدن أخرى قد شهدت مظاهرات، ولا تزال تشهد اعتصامات مفتوحة ضد سياسات الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وحكومة رئيس الوزراء ميكولا آزاروف، وخاصة بعد قرار سجن رئيسة الوزراء السابقة وزعيمة المعارضة يوليا تيموشينكو سبع سنوات بتهمة إساءة استخدام السلطة، وهو ما اعتبرته المعارضة اضطهادا سياسيا.
مجسمات تسخر من الرئيس يانوكوفيتش ومحاكمة تيموشينكو |
وقال يفهيني دوبرياك النائب عن حزب الوطن المعارض بزعامة تيموشينكو -للجزيرة نت- إن "تصاعد المزاج الاحتجاجي" القائم هو نتيجة لاحتقان شعبي متزايد ضد النظام سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
وأشار إلى أن العامين الماضي والجاري شهدا تظاهر العديد من الفئات احتجاجا على ظروفهم الاقتصادية الصعبة والاضطهاد، كصغار التجار والمعلمين والأطباء وأنصار المعارضة وغيرهم.
ولم يستبعد النائب أن يصل الاحتقان إلى نقطة الذروة التي ستحوله إلى ثورة قادرة على التغيير الجذري على غرار تغييرات العالم العربي رغم اختلافات أسبابها نسبيا، وذلك إذا استمر النظام بممارسة سياساته المرفوضة شعبيا.
وبالمقابل قال أندريه دوروشينكو القيادي في حزب الأقاليم الحاكم إن الاحتجاجات تدخل في إطار ممارسة الديمقراطية في أوكرانيا ليس إلا، وهي تحمل مطالب اجتماعية واقتصادية بحتة، لكن أطرافا معارضة تحاول تسييسها واستغلالها لخلق الفوضى والضغط بها، كحزب الوطن بزعامة تيموشينكو.
وأكد أن الحكومة تتفاعل مع مطالب المحتجين، وأشار إلى أن رئيس الوزراء أصدر أوامر للوزراء بعقد مؤتمرات لمناقشة حاجات ومعاناة الناس وحلها قبل تفاقمها
تعليق
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري