الأحد، 21 يونيو 2009

التاريخ يتكرر

التاريخ الذي‮ ‬يتكرر اشتعلت إيران في‮ ‬أعقاب الانتخابات الرئاسية‮.. ‬وخرج الملايين من أنصار الزعيم المرشح مير حسين موسوي‮ ‬لإعلان‮ ‬غضبهم علي‮ ‬النتيجة التي‮ ‬جاءت في‮ ‬صالح أحمدي‮ ‬نجاد‮.. ‬ووقف العالم مذهولا أمام هذا التحرك الجرئ لمجموعة الإصلاحيين ومعهم الملايين من أفراد الشعب الذين لم‮ ‬يردعهم تدخل قوات الأمن ولم‮ ‬يوقفهم نشر قوات الباسيج التي‮ ‬تعتبر من أكبر وحدات السيطرة علي‮ ‬الشغب العام والتي‮ ‬ضربت حصارا قويا حول عدة مدن خاصة العاصمة طهران‮.‬ في‮ ‬السابق كان‮ ‬يكفي‮ ‬ان‮ ‬يخرج المرشد الأعلي‮ ‬للثورة ليصمت الجميع ولكن هذه المرة لم‮ ‬يصمت أحد‮.. ‬وخرج المرشد الأعلي‮ ‬علي‮ ‬خامنئي‮ ‬ليؤكد فوز نجاد ويباركه ويطاب الشعب بتقبله‮.. ‬لتندلع موجات أكبر من المظاهرات والمواجهات‮. ‬سنوات طويلة منذ منتصف الثمانينيات وإيران تتبع حديث المرشد وتوجيهاته بصفته المرجعية الكبري‮ ‬للثورة وحكوماتها‮. ‬وهو المنصب الذي‮ ‬خلا بوفاة آية الله الخميني‮ ‬مشعل الثورة في‮ ‬إيران‮. ‬اعتاد الجميع أن حديث المرشد‮ ‬يضع حدا لأي‮ ‬مشكلة أو أزمة‮.. ‬ولكن هذه المرة قرر الشعب الإيراني‮ ‬الخروج علي المألوف ولم‮ ‬يتوقفوا بل زادوا من الاعتراض‮.. ‬والتظاهر تحرك عفوي‮ ‬لا ارادي‮ ‬غاضب لمصلحة مرشح خسر الانتخابات الرئاسية أمام نجاد الذي‮ ‬دعمته الدولة والحكومة بشكل‮ ‬غير مباشر‮.‬ مظاهرات إيران التي‮ ‬تحدث بعيدا عنا هي‮ ‬بداية تحرك شعبي‮ ‬بعد أكثر من‮ ‬25‮ ‬عاما من الصمت،‮ ‬البعض قد‮ ‬يعتبرها مجرد مظاهرات عادية بسبب‮ ‬غضب انتخابي،‮ ‬ولكن الذين استهانوا بشعب إيران منذ أكثر من ربع قرن دفعوا الثمن‮ ‬غاليا بعد ذلك لأن الغضب تزايد ولم‮ ‬يتوقف،‮ ‬وعندما قرر مجلس صيانة الدستور الإيراني‮ ‬أن‮ ‬يتدخل في‮ ‬محاولة لتهدئة الموقف أعلن استعداده اعادة فرز‮ ‬10٪‮ ‬من الأصوات بشكل عشوائي‮ ‬للتأكد من صحة الفرز‮. ‬ولكن هذا التدخل‮ ‬يأتي‮ ‬بعد تدخل المرشد الأعلي‮ ‬ومعناه أن حديث المرشد لم‮ ‬يؤثر وبالتالي‮ ‬أيضا لم‮ ‬يؤثر قرار المجلس أيضا في‮ ‬المواطن الإيراني‮ ‬الغاضب‮. ‬ خلال أيام ستتضح الرؤية السياسية لمستقبل الحكم في‮ ‬إيران‮. ‬موسوي‮ ‬لا‮ ‬يسعي‮ ‬لتدمير الدولة الإسلامية ولكنه‮ ‬يسعي‮ ‬لكي‮ ‬يصلح الأخطاء ونجاد أصبح ضعيفا لأنه‮ ‬يعتمد علي‮ ‬صقور قديمة فشلت في‮ ‬احتواء الموقف،‮ ‬وخامنئي‮ ‬سيعيد حساباته لأنه أمام الناس لم‮ ‬يعد محايدًا‮.. ‬سيد الموقف الآن هو المواطن الإيراني‮ ‬الذي‮ ‬أعلن‮ ‬غضبه‮.. ‬فهل سيتكرر التاريخ؟‮!‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري