الاثنين، 22 يونيو 2009

علي فين الرائيس كاتبا

** ‬أخيرا‮.. ‬عرف الرئيس مبارك مشقة الكتابة‮.. ‬ومشقة أن‮ ‬يخلو إلي نفسه بورقة وقلم وفكرة‮.. ‬نعم الكتابة مشقة‮.. ‬وكما‮ ‬يقولون‮ »‬لا‮ ‬يعرف الشوق إلا من‮ ‬يكابده‮.. ‬ولا الصبابة إلا من‮ ‬يعانيها‮«.. ‬ولا نعرف إن كانت الفكرة قد شغلت الرئيس،‮ ‬منذ ألقي‮ ‬أوباما خطابه في‮ ‬جامعة القاهرة‮.. ‬أم أن الفكرة قد طرأت علي عقل الرئيس،‮ ‬فأمسك بالورقة والقلم‮.. ‬كما‮ ‬يحدث عند الكتاب الصحفيين‮.. ‬ولا نعرف أيضا إن كان الرئيس قد كتب المقال لصحيفة‮ »‬وول ستريت جورنال‮« ‬مرة واحدة‮.. ‬أم أنه راح‮ ‬يمزق الورق،‮ ‬ويعيد الكتابة أكثر من مرة‮.. ‬فهذه مسألة مهمة للغاية‮.. ‬فإذا كان الرئيس قد كتب المقال دفعة واحدة‮.. ‬فهذا‮ ‬يحتمل أمرين‮.. ‬الأول‮: ‬أن الرئيس‮ ‬يحترف الكتابة‮.. ‬والثاني‮: ‬أن الرئيس مشغول جدًا بالفكرة‮.. ‬وما أن طرأت علي باله،‮ ‬حتي وضعها كاملة علي الورق في لحظة مخاض نادرة‮.. ‬يعرفها الكتّاب معرفة‮ ‬يقين‮.. ‬أمّا إن كان الرئيس قد راح‮ ‬يمزق الورق ويعيد ويزيد‮.. ‬فهذا معناه أنه‮ ‬يكتب أول مقال له‮.. ‬وهو ما‮ ‬يجعله‮ ‬يراجع نفسه جيدًا‮.. ‬قبل أن‮ ‬يظهر كاتبا لأول مرة‮!!‬ ‮** ‬والرئيس مبارك حر‮.. ‬في‮ ‬الطريقة التي‮ ‬يتواصل بها مع العالم‮.. ‬حر أن‮ ‬يكتب مقالا‮.. ‬وحر أن‮ ‬يوجه خطابًا‮.. ‬فهذا شيء لا خلاف عليه‮.. ‬لكن‮ ‬يبقي‮ ‬السؤال‮.. ‬لماذا‮ ‬اختار الرئيس أن‮ ‬يكتب مقالا‮.. ‬ولا‮ ‬يوجه خطابًا‮.. ‬مع أن كل الموشرات كانت تؤكد،‮ ‬أن مبارك سوف‮ ‬يرد علي خطابي أوباما ونتنياهو‮.. ‬بخطاب مماثل‮.. ‬وربما من جامعة القاهرة أيضا‮.. ‬ولكنه لم‮ ‬يفعل وقرر أن‮ ‬يخوض تجربة الكتابة‮.. ‬لصحيفة أمريكية وليس لصحيفة مصرية‮.. ‬وهذا‮ ‬يؤدي إلي سؤال آخر‮.. ‬لماذا اختار الرئيس صحيفة أمريكية‮.. ‬ولم‮ ‬يختر الأهرام أو أخبار اليوم مثلا‮.. ‬مع أن الرئيس حين‮ ‬يخص مؤسسة مثل جامعة القاهرة بخطاب‮.. ‬أو‮ ‬يخص صحيفة قومية بمقال‮.. ‬فإنه‮ ‬يرفع من شأن المؤسسة‮.. ‬ويرفع من شأن الصحيفة‮.. ‬ولكنه لم‮ ‬يفعل‮.. ‬وهو حر أيضا‮!!‬ ‮** ‬ولا شك أن الرئيس مبارك حين كتب مقاله‮.. ‬كان‮ ‬ينتظر رد الفعل‮.. ‬وكان‮ ‬يريد أن‮ ‬يعرف رأي‮ ‬الإدارة الأمريكية‮.. ‬وهذه هي‮ ‬قضية كل كاتب‮.. ‬يريد أن‮ ‬يؤثر‮.. ‬ويريد أن‮ ‬يختبر طرفًا آخر،‮ ‬أو‮ ‬يجس نبضه‮.. ‬أو‮ ‬يحثه علي القيام بفعل‮.. ‬فهل اختار الرئيس صحيفة أمريكية لأنه‮ ‬يضمن رد الفعل‮.. ‬وهل اختيار‮ »‬المقال‮« ‬علي الخطاب كان أفضل‮.. ‬وهل كان الرئيس‮ ‬يعرف أن الكتابة لأي صحيفة قومية لا مردود له‮.. ‬أم ماذا كان‮ ‬يدور في عقل الرئيس‮.. ‬لا أحد‮ ‬يعرف لماذا كان مقالا،‮ ‬ولم‮ ‬يكن خطابا‮.. ‬ولا أحد‮ ‬يعرف لماذا لم‮ ‬يكن رسالة عبر الدبلوماسية المصرية‮.. ‬ولا أحد‮ ‬يعرف لماذا‮ »‬وول ستريت جورنال‮«.. ‬وليس‮ ‬غيرها من الصحف الأمريكية‮.. ‬ويبقي‮ ‬سؤال أخير‮.. ‬كيف كان‮ ‬يتصرف الرئيس‮.. ‬لو لم‮ ‬يجد ردود فعل واسعة النطاق،‮ ‬لمقاله بمجرد صدور الجريدة‮.. ‬كما‮ ‬يحدث عندنا؟‮!‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري