السبت، 20 يونيو 2009

شرقي وغربي


معظم الشباب العربي الذين سافروا للدراسة أو العمل في الخارج ، ارتبطوا بفتيات أجنبيات، وذلك بدافع حماية أنفسهم من الانحراف أو الحصول على جنسية البلد، على الرغم من وجود هوة كبيرة بينهم وبين الفتاة الغربية من ناحية الدين، التنشئة والبيئة وغير ذلك من الفروقات الاجتماعية والعادات والتقاليد التي تربوا عليها، وكلما اقتربت الدائرة إلى أن يتزوج الشاب من بنت بلده فيكون الانسجام الثقافي والتربوي والبيئي أقرب، مما يشجع على نجاح الزواج، بالإضافة إلى تقليل نسبة العنوسة في البلد نفسه.
الا أن هذا الموضوع لا يزال يشغل بال الكثيرين من الشباب والفتيات، فبعض الشباب تغريهم المظاهر الخادعة و"ستايل" البنت الأجنبية التي قد تحسن نسل العائلة في حال تزوج منها وأنجبت له أطفالا يجمعون بين العرقين الشرقي والغربي، بينما تبقى الفتاة حائرة لأنه لم يقترن ببنت بلده خاصة وأن الشباب الغربي لا يقدمون على خطوة الزواج من فتاة شرقية ولا يفكرون كما يفكر الشباب الشرقي.
وهذه الظاهرة تكشف إلى حد كبير حجم الازدواجية التي يحيا بها الرجل الشرقي، وهي تتعلق باختياره لشريكة حياته. فنراه يسأل ويدقق ويدين ويصدر الأحكام حينما يقرر الارتباط بفتاة شرقية مثله، وليته أيضا يتمكن من رصد الأحلام التي داهمتها قبل أن يتقدم لخطبتها كي يحللها ويقيمها ويقرر بناء عليها. بينما نجد الحال مختلفاً تماما حينما ينوي نفس الشخص الارتباط بفتاة غربية، حيث تتبخر الهواجس حول الماضي واختلاف السلوكيات والملبس والاختلاط، ولو أردنا شيئا من الصدق، حتى شرط العذرية نجده لا يتوقف أمامه على الإطلاق بل يتنازل عنه عن طيب خاطر، على الرغم من رفضه المطلق التنازل عنه أو قبوله حتى في الحالات الشرعية مثل المطلقة والأرملة. كيف تتبخر العادات والتقاليد والشرف والمبادئ والشروط القاسية التي تربى عليها في مجتمعه هكذا ببساطة؟.الحقيقة أن كل هذا يتهاوى أمام الفتاة الغريبة، ليحل محلهاشعارات مناقضة تماماً، فماضيها هو ملك لها وحدها، أو أنها كانت تتصرف تبعا لمفاهيم بلادها التي تمنحها مساحات لا نهائية من الحرية، الفتاة الغربية حينما تقتنع وتختارلا تخطئ، وكأن الشرقية لا حاكم لها ولا رابط، إلى آخر الحجج الواهية التي نسمعها تتردد أمامنا. وفي كل الحالات يتزوجها ويحيا سعيدا بها ومعها، بل ومتباهيا أمام أهله ومعارفه بأنه قد حظي بشقراء من بلدان العالم الأول، وأنها فضلته هو ابن البلدان النامية على شباب بلادها وكأنه قد حقق بذلك اختراقا نحو العالمية. وهذه ليست دعوة كي لا يدقق الشاب الشرقي حينما يختار شريكة حياته فهذا حقه أولا وأخيرا، وأيضا ليس هجوما على من يرتبط بأجنبية لأنه شأن خاص، لكنه تساؤل مشروع حول معايير الزواج في بلادنا، ومبدأ الكيل بمكيالين الذي يمارسه الرجل والمجتمع الشرقي كله فيما يخص اختيار الزوجة. هذا في الوقت الذي نجد فيه غالبية الفتيات الشرقيات تختار شريكها بمعايير واحدة لا تختلف، وكلها تتمركز حول الرجولة والكرم والحنان ومراعاة الله فيها وفي أولادها في المستقبل.

ولو تأملنا في زواج النبي "صلى الله عليه وسلم" لوجدنا أن نساء النبي كلهنَّ كنَّ من مكة ومن المدينة والجزيرة العربية إلا زوجة واحدة وهي ماريةالقبطية، وكذلك كان الصحابة.والمسألة تحتاج إلى تفاصيل كثيرة ربما المقال لايسعها، ولكننا نقترح عمل حملات توعوية إعلانية وإعلامية من أجل اهتمام بناتنابالجمال الشكلي والجوهري، مما يساهم في زيادة نسبة حالات الزواج من بنت البلد،بالإضافة إلى تشريع القوانين والناس على دينملوكهم.
أضف الى مفضلتك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري