الخميس، 18 يونيو 2009

: الكتاب الجزء الثالث

  • Date: Wed, 17 Jun 2009 14:12:43 -0700
    From: ahzenny@yahoo.com
    Subject: الكتاب الجزء الثالث
    To: m_7alawa@hotmail.com
  • الباب الثالث

  • نبي العفة ذكره رحمة:

  • · النبي صاحب العفة.

  • · التوحيد ورسوخه في القلب .

  • · أمر الله في زواجه.

  • · القلب الطاهر.

  • · الحقيقة.

  • · غاية جليلة.

  • نبي العفة :
  • الأنبياء جميعًا وعلي رأسهم إمامهم وخاتمهم وأفضلهم محمد e معصومون من الخطأ.
  • وكل من قرأ سيرة محمد e يعلم أنه كان يلقب في قومه منذ مطلع شبابه بالصادق الأمين ، ويكفيه e فخرا شهادة الله تعالى له لقوله :" وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ " ( القلم 4)
  • والخلق – كما يقول الإمام الفخر الرازي – رحمه الله – ملكة نفسانية، يسهل علي المتصف بها الإتيان بالأقوال والأفعال الجميلة .
  • والعظيم - الرفيع القدر هو الجليل الشأن السامي المنزلة، والمعنى وإنك يا محمد لعلى دين عظيم ، وعلى خلق كريم وعلى سلوك قويم في كل ما تتركه وما تفعله من أقوال وأفعال والتعبير بلفظ " على " يشعر بتمكنه e وبرسوخه في كل خلق سليم .
  • وأن القلم ليعجز عن بيان ما اشتملت عليه هذه الآية الكريمة من ثناء الله تعالى علي نبيه e وتبيانا لم سبق :
  • عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ : أَتَيْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرِينِي بِخُلُقِ رَسُولِ اللَّهِe قَالَتْ كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ أَمَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }: حديث السيدة عائشةة رضي الله عنها باب مسند الأنصار -البخاري رقم 23460
  • ومعنى هذا أنه e كان إتباعه وامتثاله للقرآن أمرا ونهيًا وعملا سجية له
  • وخلقًا وطبعًا فكل ما أمره به القرآن فعله وكل ما نهاه عنه تركه
  • هذا ما جبله الله عليه من الخلق الكريم ، كالحكمة ، والعفة والشجاعة ، والعدالة لما جاء في الحديث :
  • قال رسول الله ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى الجزء 10 صفحة 192 بسنده كل مهما عن أبى هريرة رضي الله عنه .
  • لذلك قال الإمام على :
  • لقد تنبه أحد العلماء اليهود يومًا إلى كرم أخلاقهe وحسن صحبته له فقال ذات مرة للإمام علي رضي الله عنه :- هل تستطيع أن تصف أخلاق محمد ؟ فقال الإمام علي : وهل تستطيع أن تصف متاع الحياة الدنيا !
  • فأجاب اليهودي : إن وصف متاع الحياة الدنيا في مفهومك مستحيلاً ، فقال الإمام على وصف متاع الحياة الدنيا مستحيل مع إن الذي خلقها يقول : قل متاع الدنيا قليل فكيف تطلب منى أن أصف لك أخلاق محمد ؟ وقد قال الله تعالى : "وإنك لعلى خلقِ عظيم ".
  • فكيف لمن جبل علي هذه الصفات أن يكون شهوانيًا ؟ فاللهم اجعل كيدهم في نحورهم .
  • وليكن معلومًا أن الأنبياء كلهم أعضاء في أسرة واحدة هي أسرة الدعوة إلي الله ، وبينهم من التعاطف ما هو أقوى من تعاطف أعضاء الأسر الأخرى ، كما قال رسول الله :
  • أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَالْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ "رواه البخاري الجزء11 رقم "3187 بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
  • النبي صاحب العفة :
  • كان النبي eحديث الناس في مكة ويقدره الجميع بلا استثناء لصفاته الحميدة وأخلاقه الكريمة وكانوا يحترمون أمانته وورعه وصدقه وصواب رأيه .
  • ولقد ترك كل ذلك أثر في نفوس القريشيين خاصة والمكيين عامة وكانوا يلقبونه بالصادق الأمين وظهر هذا التوقير والاحترام لسيد الخلق محمد eعندما اختلف زعماء قريش أيهم يضع الحجر الأسود ؟ فاحتكموا لأول من يدخل عليهم فكان رسول الله e فاحتكموا إليه لما عرفوا من صفاته الحميدة التي لم تكن معهودة عند كثير من القريشيين فقضى بينهم الخلاف بحكمة لم تُغضب أحدا منهم .
  • فلم يكن الرسول e يعاقر خمر فقط ولم يعهدوا عليه أنه كان مقامرا أو مراهنا على شيء .
  • ولقد كانت كل هذه الصفات الحميدة في فترة صباه وشبابه والشباب في هذه المرحلة من بداية حياته إذا أراد أن يتزوج يبحث عن المرأة البكر وهذا هو الأمر الغالب علي سواد الناس .
  • ولكن النبي eقد ضرب لنا مثلا عظيمًا في أنه قد تزوج من السيدة خديجة أم المؤمنين والتي كانت ثيبًا وتكبره بخمسة عشر عاما ولم يطلبها للزواج لكن هي التي عرضت نفسها عليه لصدقه وأمانته .
  • فهل يعقل أن بعد كل هذه الصفات الحميدة التي كان يتصف بها الرسول e علاوة علي شبابه وقوة فحولته أن يكون شهوانيًا ؟ فلماذا تزوج بامرأة تكبره في السن وليست بكرًا؟ وكانت البكر وقت ذلك لها شأنها والحديث يوضح ذلك :
  • حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ :
  • كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ فَلَقِيَهُ عُثْمَانُ بِمِنًى فَقَالَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً فَخَلَوَا فَقَالَ عُثْمَانُ هَلْ لَكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي أَنْ نُزَوِّجَكَ بِكْرًا تُذَكِّرُكَ مَا كُنْتَ تَعْهَدُ فَلَمَّا رَأَى عَبْدُ اللَّهِ أَنْ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى هَذَا أَشَارَ إِلَيَّ فَقَالَ يَا عَلْقَمَةُ فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ أَمَا لَئِنْ قُلْتَ ذَلِكَ لَقَدْ قَالَ لَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ "رواه البخاري الجزء 15 رقم 4677"
  • وهذا دليل على أن البكر لها شان عظيم بين الناس ولذا قال
  • بكرًا لعلها تذكرك بما مضى من زمانك بعد وفاة الزوجة وذلك لأن معاشرة الزوجة الشابة تزيد في القوة والنشاط .
  • فهذا دليل علي أن البكر في المقام الأول لمن أراد أن يتزوج في بداية حياته هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تزيد الفرحة في نفوس الأسرة وهذا المعتاد في مجتمعنا .
  • وزد على ذلك بعد أن تزوج الرسول بالسيدة خديجة لم يفعل كما كان الجهلاء القريشيون وقت ذلك كانوا يستبدلون زوجاتهم فيما بينهم .
  • كان شائعا الزواج بأكثر من أربع نسوة حتى السنة الثامنة من الهجرة وكان عمر الرسول e وقتها تقريبا مابين 61 -62 عام حتى نزلت سورة النساء . قال الله تعالي:
  • "وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ " سورة النساء3
  • وسيأتي دور رسوخ العقيدة في القلب الذى يحتاج إلى جهد لتعرف أن النبي ليس عنده وقت يبحث فيه عن شهوة النساء ، وهذا ما نعرضه عليكم .
  • التوحيد ورسوخه في القلب :
  • فلما جاء الإسلام لم يحدد عدد الزيجات لوجود أمور أهم في حياة الإنسانية كانت تستلزم بنائها ألا وهي العقيدة أولا.
  • ولقد ظل العمل على بناء هذه العقيدة طوال أربعة عشر عاما ثم أتي له بالأحكام بعد أن رسخت العقيدة في قلوبهم .
  • وهي قاعدة الدين وأساس الإسلام للموازنة بين الأمور وتقديم الأصلح على الصالح عند التعذر للجمع بينهم كما قال الله تعالى: "َ أفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم
  • مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " سورة التوبة 109
  • ويقول تعالي:
  • " الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ " سورة التوبة 5
  • وهكذا كانت العقيدة هي الأسمى و الأهم رسوخها في القلب والعقل لذا كانت القاعدة التي يجب أن تقوم أولا قبل الدخول في الأوامر والنواهي والتكاليف والفرائض وفي الأوضاع والنظام أو الشرائع والأحكام هي العقيدة . كما قال الله تعالي :
  • "وَإِذْ بَوَّأْنَا لإبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ" الحج 26
  • لذلك قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
  • بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ رواه البخاري في كتاب الإيمان رقم 7 .بسنده عن عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا
  • فالإيمان بالله الواحد الأحد بعد عبادة العديد من الأصنام والأوثان كان من أهم الضروريات الأولى في هذا الوقت للتخلي عن الأصنام وغيرها من آلهة كاذبة وأرباب باطلة وكانوا يعبدونها ورسخت في وجدانهم على مر سنوات عديدة كانت من الأمور الصعبة التي كانت لها الأولوية .
  • ثم يأتي من بعدها الإيمان بأن محمداً ذلك اليتيم الفقير هو رسول من الله قد بعثه الله لهم ليخرجهم من عبادة الأوثان إلي عبادة الرحمن.
  • فتأتي بعد ذلك مرحلة التعبد لله عز وجل ومعرفة ما يلزم له وما يجوز في حقه ومالا يجوز فهو القوي المتين ، وأن هذا الأمر كان يستلزم المزيد من الوقت والجهد لمعرفة الله ورسوخ العقيدة في القلب فشرع الصلاة للنهى عن الفحشاء والمنكر .
  • ومرحلة أخرى ألا وهي الصوم طقس جديد آخر من طقوس التعبد إلى الله وكذلك العفة ، حيث إنه أيضاً نوع من أنواع التقرب إلي الله سبحانه وتعالي بالطاعة فيما يأمر به عز وجل للعبادة وذلك لضبط النفس والصبر علي الجوع والعطش ابتغاء مرضاة الله.
  • وكذلك ركن إخراج الزكاة للفقراء والمساكين وأبناء السبيل؛ حتى لا تكون دولة بين الأغنياء منكم وتحقيق التكافل الاجتماعي بين أفراد الأمة الإسلامية .
  • ويأتي الركن الأخير وهو حج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً ذلك المكان الذي ببكة مباركا وأول بيت وضع للناس لقوله تعالي :
  • "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِير" سورة البقرة126
  • ولقوله الله تعالي:
  • رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ" سورة إبراهيم 37
  • خلال رسوله الكريم حتى تأتي بعد ذلك مرحلة التنظيم الاجتماعي بين الناس والتي ظهر واضحًا في" سورة النساء" ليضع بها الدستور الدائم للعلاقة بين الرجل والمرأة.
  • قال تعالي:
  • " يَأيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا" سورة النساء1
  • فهل كان النبيe عنده متسع من الوقت يقضيه في متعة النساء بعد ذلك كله ؟ قال تعالي : ".....إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ" سورة آل عمران 13
  • ثم ننتقل لفرع آخر وهو أمر الله في زواجه لكي يتضح للناس أنه قُيد eعن غيره في الزواج والطلاق .
  • أمر الله في زواجه:
  • وهكذا بعد أن نزلت هذه السورة الكريمة تم إلغاء زواج البدل للمحافظة علي الأرحام والأنساب بين الناس ،فأصبحت العلاقة الزوجية بين الناس علاقة مودة ورحمة ولها شكل آخر مختلف عن ذي قبل فحفظ حق المرأة وأعلى من شأنها وحفظ المجتمع الذي صار أكثر تنظيمًا وانضباطًا وعفة وطهارةً وتحول من الجهل إلى العلم . لقوله الله تعالي:
  • وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النَّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لَّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " ( سورة البقرة 231)
  • ولقوله تعالي : وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَََّ
  • أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ " سورة البقرة 232
  • فأصبح للرجال حق البدل بعد الطلاق أو الوفاة وكذلك للزوجة ولكن الرسول e قد قيده الله عز وجل فلا يستطيع أن يتزوج حتى موت أزواجه كلهم ، ولا يحل له البدل وكذلك بالنسبة لزوجاتهe فلا يحل لهن الزواج من بعدهe إذا كان لطلاق أو لوفاة الرسول الكريم .
  • وذلك كما قال تعالي : لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا (سورة الأحزاب 52)
  • وهذا ردًا على من قال : كيف يكون رسولكم إمامًا يقتدي به في الزواج ، والله تعالى فرض على أمته ألا يتزوجوا بأكثر من أربع نسوة ، ورسول هذه الأمة كان أولي بأن يكون أول المنفذين فلماذا تزوج بأكثر من أربع نسوةً ؟
  • ولقد نزلت هذه الآية وكان عمر الرسول e يناهز الـ62 عاما ثم نزلت آية أخرى لتؤكد عدم زواج نسائه من بعده e وكان ذلك تكريمًا للنبي e و لزوجاته ، لقوله تعالي :
  • َأيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا (سورة الأحزاب 53)
  • فكانت هذه الآيات بمثابة التحريم القاطع والحكمة الإلهية بألا يطلق الرسول زوجاته ولكن بالنسبة للأشخاص الآخرين "
  • فيمكن أن يتزوجوا شريطة ألا يجمع أكثر من أربع نسوة
  • وزد علي ذلك أنه e لم يتزوج طوال فترة حياته وهو مع السيدة خديجة - أي ما يقرب من 28 عام - وكان عمره 25 عاما عند زواجه منها تقريبا.
  • فلو كان رسول الله e شهوانيًا لتزوج كما يتزوج الآخرون من القرشيين بالعشرات وما ملكت أيمانهم حتى أن بعض القريشيين تعجبوا من رسول الله e أنه لا يملك إلا امرأة واحدة وكان هذا علي غير المعتاد ، بالإضافة إلي أنه كان دائم الاختلاء بنفسه لفترات طويلة في غار حراء لما جاء في حديث السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت :
  • كَانَ أَوَّلَ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ فَكَانَ يَلْحَقُ بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ رواه البخاري في باب تفسير القرآن رقم 5772
  • فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيمكث فيه ليتحنث وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزح إلي أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلي خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الخبر وهو في غار حراء .
  • فنحن نرى من هذا الحديث أن الرسول e كان ينزل من الغار لزوجته لأخذ الطعام ثم يصعد إلي الغار ليتحنث مرة أخرى
  • واستمر النبي علي هذا الحال منذ أن تزوج السيدة خديجة حتى وصل إلي سن الأربعين إلي أن جاءه الوحي أي ما يقرب من خمسة عشر عامًا لم يفكر في شيء سوي تلك الرؤى وفي الكون وإبداعه والموروث القديم عن أبي الأنبياء إبراهيم.
  • وبعد أن جاء الوحي ظل عاكفًا علي الدعوة مايقرب من ثلاثة عشرعامًا حتى أمره الله بالهجرة إلي المدينة أي بعد وفاة عمه أبى طالب فانطلق الرسولe إلي المدينة يؤسس الدولة الجديدة ويستقبل الوحي ويعلم المهاجرين والأنصار الدين الإسلامي في النور بعد أن كان في الخفاء وفي الأمان بعد أن كان في الخوف .
  • فهل أيها العقلاء وسط هذه الأحداث المتلاحقة المتعاقبة يستطيع أي إنسان أن يوجه عقله وقلبه وجسده للمتعة بالنساء أم يوجه عقله وقلبه وجسده لخدمة الدين الجديد؟ !
  • ولقد أردت أن أسترسل في الكلام بشكل عقلي ومنطقي لترى ما كان عليه النبي e.
  • ولكن دعونا الآن ندخل في مرحلة أخرى كانت أسهل لرجل يدعي النبوة ويعرض عليه قومه ملكًا وسلطانًا ونساءً لا قبل لأحد بها وذلك عندما عرض عليه قومه أن يترك هذا الدين الذي يدعو إليه فقال يَا عَمّ :
  • وَاَللّهِ لَوْ وَضَعُوا الشّمْسَ فِي يَمِينِي ، وَالْقَمَرَ فِي يَسَارِي عَلَى أَنْ أَتْرُكَ هَذَا الْأَمْرَ حَتّى يُظْهِرَهُ اللّهُ أَوْ أَهْلِكَ فِيهِ مَا تَرَكْتُهُ قَالَ ثُمّ اسْتَعْبَرَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَبَكَى ثُمّ قَامَ فَلَمّا وَلّى نَادَاهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ أَقْبِلْ يَا ابْنَ أَخِي ، قَالَ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقَالَ اذْهَبْ يَا ابْنَ أَخِي ، فَقُلْ مَا أَحْبَبْتَ فَوَاَللّهِ لَا أُسْلِمُك لِشَيْءِ أَبَدًا . قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ أَنّهُ حُدّثَ أَنّ قُرَيْشًا حِينَ قَالُوا لِأَبِي طَالِبٍ هَذِهِ الْمَقَالَةَ بَعَثَ إلى النبيe - سيرة بن هشام
  • فمن هو الذي تُعرض عليه الدنيا فيرفضها ؟
  • القلب الطاهر:
  • إن من سنة النبي eتبيان لأنواع القلوب في عموم شامل وشمول عام عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي eقال :
  • الْقُلُوبُ أَرْبَعَةٌ قَلْبٌ أَجْرَدُ فِيهِ مِثْلُ السِّرَاجِ يُزْهِرُ وَقَلْبٌ أَغْلَفُ مَرْبُوطٌ عَلَى غِلَافِهِ وَقَلْبٌ مَنْكُوسٌ وَقَلْبٌ مُصْفَحٌ فَأَمَّا الْقَلْبُ الْأَجْرَدُ فَقَلْبُ الْمُؤْمِنِ سِرَاجُهُ فِيهِ نُورُهُ وَأَمَّا الْقَلْبُ الْأَغْلَفُ فَقَلْبُ الْكَافِرِ وَأَمَّا الْقَلْبُ الْمَنْكُوسُ فَقَلْبُ الْمُنَافِقِ عَرَفَ ثُمَّ أَنْكَرَ وَأَمَّا الْقَلْبُ الْمُصْفَحُ فَقَلْبٌ فِيهِ إِيمَانٌ وَنِفَاقٌ .
  • فَمَثَلُ الْإِيمَانِ فِيهِ كَمَثَلِ الْبَقْلَةِ يَمُدُّهَا الْمَاءُ الطَّيِّبُ وَمَثَلُ النِّفَاقِ فِيهِ كَمَثَلِ الْقُرْحَةِ يَمُدُّهَا الْقَيْحُ وَالدَّمُ فَأَيُّ الْمَدَّتَيْنِ غَلَبَتْ عَلَى الْأُخْرَى غَلَبَتْ عَلَيْهِ.رواه احمد في مسنده باب مسند المكثرين رقم 10705
  • فإن رسول اللهe رسول العفة والطهارة والنقاء القلبي في عموم شامل وشمول عام ، قرة عينه في الصلاة ويستعذب ذكر الله ويرتقي به فوق الأهواء والأهل والعشائر فاستحق بذلك أن يخاطبه ربه قائلا وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ " سورة القلم 4
  • وهذه المؤكدات ثلاثة ( إن واللام ، الجملة الاسمية ) تدل على الخلق الذي تخلق به النبي e وهي شهادة معتمدة من الله سبحانه وتعالي
  • وفي الحديث نرى عفة المصطفى e وطهارة قلبه ردًا علي من أساءوا إليه :
  • قال : خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انْطَلَقْنَا إِلَى حَائِطٍ يُقَالُ لَهُ الشَّوْطُ
  • حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى حَائِطَيْنِ فَجَلَسْنَا بَيْنَهُمَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اجْلِسُوا هَا هُنَا وَدَخَلَ وَقَدْ أُتِيَ بِالْجَوْنِيَّةِ فَأُنْزِلَتْ فِي بَيْتٍ فِي نَخْلٍ فِي بَيْتِ أُمَيْمَةَ بِنْتِ النُّعْمَانِ بْنِ شَرَاحِيلَ وَمَعَهَا دَايَتُهَا حَاضِنَةٌ لَهَا فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
  • هَبِي نَفْسَكِ لِي قَالَتْ وَهَلْ تَهَبُ الْمَلِكَةُ نَفْسَهَا لِلسُّوقَةِ قَالَ فَأَهْوَى بِيَدِهِ يَضَعُ يَدَهُ عَلَيْهَا لِتَسْكُنَ فَقَالَتْ :
  • أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ فَقَالَ قَدْ عُذْتِ بِمَعَاذٍ ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ يَا أَبَا أُسَيْدٍ اكْسُهَا رَازِقِيَّتَيْنِ وَأَلْحِقْهَا بِأَهْلِهَا - الرازقيه : ثياب من كتان أبيض طوال - رواه البخاري في باب الطلاق رقم 4853 بسنده عن أبى أسيد رضي الله عنه .
  • وهذا دليل علي أن النبي e ليس صاحب هوى لقوله يا أسيد أعطها ما يسرها من الملابس وأسعدها وألحقها بأهلها لتسافر معهم ولم يتزوجها مع العلم أنها كانت جميلة الجميلات .
  • ولكن تركها رسول الله الذي اصطفاه الله لنفسه وأحسن خلقه وشرح له صدره ومن أغسل قلبه بالثلج والبرد ومن أصدق لسانه الذي لا ينطق عن الهوى ، نعم يترك كل هذه الدنيا رسول الله e.
  • يتركها ويزدريها ويحتقرها لأن الرسالة أعظم وأعظم من المال أعظم من الجاه أعظم من السلطان أعظم من الأرض ومن عليها .
  • فعلينا أن نعلم أن الحقيقة في حياتنا لابد أن يعرفها البشر لأنها نورًا يرى به الإنسان .
  • الحقيقة :
  • لذا عزيزي القارئ هذا الكرم وهذه المكانة وهذا الترفع إلى السمو إلي العلا ،فهل كل هذا التبجل يعطي لرجل شهواني ؟
  • تدبروا يا أولي الألباب أليس منكم رجلً رشيد يعي ويعرف إلى ماذا كان يخطط له الغرب وما يرسمون إليه من مناهج بغية التشكيك في الإسلام والافتراء علي الرسول e لصرف المسلمين عن أمور دينهم دون رغبتهم في الآخرة من أجل إضعاف همتهم في العمل بطرائق الآخرة علي اعتبار أن هذا الدين لا يتماشى مع أهدافهم.
  • ولكن أحب أن أبشر كل المسلمين أن نصر الله قريب لقوله تعالى:....... وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ سورة يوسف 21
  • وكما قال تعالي :
  • " أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأمثال" سورة الرعد 17
  • فغاية النبي معروفة كضوء الشمس
  • غايته الجليلة :
  • إن محمدا صلوات ربي وسلامه عليه لم يجمع أصحابه علي مغنم عاجل ولكنه أزاح الغشاوة عن الأعين فأبصرت الحق الذي حجبت عنه دهرًا ومسح الران عن القلوب فعرفت اليقين الذي فطرت عليه وحرمت منه ، ووصل البشر بربهم وبين صدق نسبهم .
  • وكانوا قبل ذلك حيارى إلا من رحم الله ؛ ووازن النبيe للناس بين الخلود والفناء، ودار الدنيا والآخرة وبين أصنام حقيرة وإله عظيم فازدروا الأوثان وتوجهوا للملك الديان.
  • وعلى الرغم من سعة رحمة النبي العدنان e وحرصه على هداية البشرية إلي سواء السبيل وطرائق الخير والرشاد بغية الفوز بخير الدنيا والآخرة .
  • فقد تنبأ ببعد كثير من الأفراد عن هديه ومخالفتهم أمره و تبيانًا لهذا المعني علي سبيل المثال لا الحصر كما جاء في الحديث :
  • قال رسول الله e:
  • إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي تَقَعُ فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ فَيَقْتَحِمْنَ فِيهَا فَأَنَا آخُذُ بِحُجَزِكُمْ عَنْ النَّارِ وَهُمْ يَقْتَحِمُونَ فِيهَا . " رواه البخاري في كتاب لرقاق رقم 6002 بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه
  • فإن محمدًا قدم للبشرية من الخير واحتسب أصحابه الذين إذا تعرضوا
  • لأذى احتسبوا وإذا حاربهم عبيد الأوثان التزموا.
  • فإن الحرب قائمة بين الخير والشر حتى يرث الله عز وجل الأرض ومن عليها . وفي النهاية هو المنتصر لقوله تعالى:
  • "وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ " سورة المائدة 56
  • ولقد جمع الرسول في شأنه خير ما في طبقات الناس من مميزات. وكان طرازًا رفيعًا في الفكر الصائب والنظرة السديدة وحسن الفطنة وأصالة الفكرة وسداد الوسيلة وكان يستعين بصمته الطويل للتأمل وفطرته الصافية صحائف الحياة وشئون الناس وأحوال الجماعات صلى عليك الله ياخاتم المرسلين.
  • عزيزي القارئ ننتقل الآن إلي باب آخر نري فيه حياته الزوجية حكمة إلهية للرد علي من أساءوا إليه وذلك من خلال حكمة الزواج وتاريخ الغزوات .
  • تخريج الأحاديث
  • الباب الثالث:
  • 1- حديث: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، أورده مالك في الموطأ بلاغاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن عبد البر: هو متصل من وجوه صحاح عن أبي هريرة وغيره مرفوعاً، منها ما أخرجه أحمد في مسنده، والخرائطي في أول المكارم، من حديث محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: صالح الأخلاق، ورجاله رجال الصحيح، والطبراني في الأوسط بسند فيه عمر بن إبراهيم القرشي , من كتاب المقاصد الحسنة للسخاوي
  • 2- وَاَللّهِ لَوْ وَضَعُوا الشّمْسَ فِي يَمِينِي ، وَالْقَمَرَ فِي يَسَارِي عَلَى أَنْ أَتْرُكَ ............. قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ أَنّهُ حُدّثَ أَنّ قُرَيْشًا حِينَ قَالُوا لِأَبِي طَالِبٍ هَذِهِ الْمَقَالَةَ بَعَثَ إلى النبيe - سيرة بن هشام = إسناده حسن من كتاب السلسلة الصحيحة للألباني .
  • 3- الْقُلُوبُ أَرْبَعَةٌ قَلْبٌ أَجْرَدُ فِيهِ مِثْلُ السِّرَاجِ يُزْهِرُ وَقَلْبٌ أَغْلَفُ مَرْبُوطٌ عَلَى غِلَافِهِ وَقَلْبٌ مَنْكُوسٌ ................. رواه أحمد والطبراني في الصغير وفي إسناده ليث بن أبي سليم. وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا أمامة إن من المؤمنين من يلين لي قلبه. رواه - أحمد ورجاله رجال الصحيح , من كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي .

  • Plan je party en pimp je uitnodigingen met Windows Live Events

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري