المستوطنون اليهود فوق القانون في إسرائيل
مستوطنون يهود يهاجمون فلسطينيين في الخليل بوجود جندي إسرائيلي (أرشيف)يطرح مقتل ثلاثة فلسطينيين بينهم رضيع في كمين أمس قرب الخليل تساؤلات عن إفلات المتطرفين اليهود دوما من العقاب، وذلك بعدما سارعت السلطات الإسرائيلية وممثلو المستوطنين إلى شجب الاعتداء الذي جاء بعد تحذيرات من أن متطرفين يهودا يخططون لشن هجمات على الفلسطينيين.
واعتداء المتطرفين لا يمثل عملية معزولة، فقد نفذ بعد ثلاث هجمات مسلحة على الأقل في الأسابيع الأخيرة استهدفت فلسطينيين وأدت إحداها إلى مقتل سائق شاحنة إضافة إلى عشرات الاعتداءات المتمثلة في حرق المزارع والمنازل والمتاجر.
ولا يلقى القبض على المشتبه بهم اليهود إلا في حالات نادرة، في حين لا يبقى من يعتقل منهم قيد الاعتقال في أسوأ الحالات إلا فترة وجيزة. كما أعفي من العقوبة جميع اليهود تقريبا الذين ثبتت في حقهم سابقا تهمة ارتكاب أعمال عنف.
وأعلنت النائبة زهافا غال أون عن حزب ميريتس أن "السلطات من شرطة وقضاء وحكام أظهرت طيلة هذه السنوات تساهلا فائقا حيال الإرهاب اليهودي".
وقالت النائبة إنه "لا يمكن مكافحة الإرهاب اليهودي دون الاصطدام بأولئك الذين يحرضون على القتل"، وهي إشارة إلى قيادات سياسية وعسكرية إسرائيلية تساند ما يقوم به المتطرفون والمستوطنون اليهود ضد الفلسطينيين.
”لا يلقى القبض على المشتبه بهم اليهود إلا في حالات نادرة في حين لا يبقى من يعتقل منهم قيد الحجز في أسوأ الحالات إلا فترة وجيزة”وتحدث رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية الإسرائيلية (الشين بيت) هذا الأسبوع عن وجود "خلية إرهابية يهودية", لكنه اعتبر أنها لم تشكل شبكة سرية حقيقية ولذلك لم يقم حيالها بأي إجراء.
وكانت نائبة عامة رفيعة المستوى هي جوديت كارب عبرت قبل عشرين سنة عن قلقها حيال تساهل السلطات مع المستوطنين, في تقرير أثار ضجة كبيرة دون أن يكون له تأثير عملي.
وفي مطلع الثمانينيات كشف النقاب عن "شبكة إرهابية يهودية" حقيقية قامت بقتل ثلاثة فلسطينيين وأعدت لاعتداء يستهدف باحة المسجد الأقصى في القدس، وبعد أن حكم على زعماء الشبكة بعقوبات قاسية تم إعفاؤهم جميعا.
وحين ارتكب المستوطن المتطرف باروخ غولدشتاين مجزرة في فبراير/ شباط 1994 استشهد فيها 29 فلسطينيا كانوا يصلون الفجر في مدينة الخليل, شجبت جهات رسمية إسرائيلية جريمته غير أن مدفنه تحول إلى مكان يحج إليه المستوطنون.
وقام المستوطنون أثناء الانتفاضة الحالية بأعمال تخريب ضد الفلسطينيين في الخليل، فأضرموا النار في متاجر وهاجموا مواقع الشرطة الفلسطينية رغم وجود الجيش الإسرائيلي. ووعد وزير الدفاع بنيامين بن إليعازر بـ"التخلص من فوضى المستوطنين", غير أن جميع المستوطنين الذين ألقي القبض عليهم أفرج عنهم فيما بعد.
”حين ارتكب المستوطن المتطرف باروخ غولدشتاين مجزرة في فبراير/ شباط 1994 استشهد فيها 29 فلسطينيا كانوا يصلون الفجر في الخليل شجبت جهات رسمية إسرائيلية جريمته غير أن مدفنه تحول إلى مكان يحج إليه المستوطنون”وأوضح ناطق باسم الشرطة أن "التحقيق في هذا النوع من الأحداث (مقتل الفلسطينيين الثلاثة) معقد للغاية". وأفادت الشرطة الإسرائيلية أنها تشتبه في المرتبة الأولى بمتطرفين يهود في تنفيذ الاعتداء مساء أمس قرب الخليل. ولم يخف المستوطنون منذ البداية قيامهم بالعملية حيث تبنت جماعة تسمي نفسها لجنة أمن الطرق الاعتداء.
وأصدرت "لجنة أمن الطرقات" -التي تتشكل من مستوطنين متطرفين والمرتبطة بحركة كاخ العنصرية المحظورة رسميا لكنها تلقى تساهلا من السلطات الإسرائيلية- بيانا أعلنت فيه مسؤوليتها عن الاعتداء.
وذكرت الشرطة أن المتطرفين اليهود طاردوا السيارة الفلسطينية وأطلقوا النار عليها عن كثب قبل أن يفروا باتجاه إسرائيل. وروى شهود أن سيارة المتطرفين اليهود اجتازت بعد ذلك حاجزا للجيش الإسرائيلي على مسافة 500 متر دون أن يعترضها أحد. وهناك حديث متواصل عن أن الجيش الإسرائيلي يوفر الحماية الكاملة للمستوطنين المتطرفين.
وكان ثلاثة فلسطينيين قتلوا في ديسمبر/ كانون الأول 1993 في القطاع نفسه في اعتداء مماثل ولم يلق القبض حتى الآن على منفذي الهجوم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري