الأربعاء، 29 يوليو 2009

مغزى التصعيد بين إسرائيل وحزب الله



  • جندي لبناني على الحدود وعلى الجانب الآخر دورية إسرائيلية


    حظيت التهديدات التي أطلقها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بضرب تل أبيب إذا ما ضربت هي الضاحية الجنوبية لبيروت باهتمام المراقبين الذين اعتبروا هذه التصريحات تكريسا لمعادلة جديدة في الصراع مع إسرائيل.

    فحسب هؤلاء فإن نصر الله يريد القول إن المعركة المقبلة إذا حصلت فإنها لن تنطلق من نقطة الصفر، بل ستكون استكمالاً لحرب يوليو/تموز على لبنان عام 2006.

    فخلال الحرب الأخيرة كانت المعادلة بين
    حزب الله وإسرائيل تقوم على أن استهداف الأخيرة للعاصمة اللبنانية بيروت سيدفع حزب الله لاستهداف "حيفا وما بعد حيفا وما بعد بعد حيفا"، حسب تعبير الأمين العام لحزب الله -آنذاك- وهو كان يقصد بذلك تل أبيب.

    في حين أن التصريحات الأخيرة لنصر الله تفرض واقعاً جديداً يقوم على أن الحزب سيبادر إلى استهداف تل أبيب مباشرة إذا أقدمت إسرائيل على المساس بالضاحية الجنوبية لبيروت التي تعد المقر الأساسي لقيادة حزب الله ومكان انتشار قيادييه وكوادره، والتي من المتوقع أن تكون في مقدمة الأهداف الإسرائيلية في أي عدوان محتمل على لبنان.

    اللافت أن نصر الله لم يطلق تهديداته في مهرجان جماهيري كما جرت العادة، بل في لقاء مغلق جمعه بمغتربين لبنانيين حسبما نشرت وسائل الإعلام، مما يطرح علامات استفهام حول الرسائل التي أراد نصر الله توجيهها، والجهات التي أراد مخاطبتها.

    تحركات ميدانيةالخبير الإستراتيجي العميد أمين حطيط قال للجزيرة نت إن إسرائيل صعّدت في الآونة الأخيرة تحركاتها الميدانية والكلامية لاسيما بعد المناورة العسكرية التي نفذتها على حدود لبنان في شهر يونيو/حزيران الماضي.

    فهي كما يقول حطيط منعت عمالاً لبنانيين عند بوابة فاطمة من إتمام أعمال البنية التحتية في المنطقة، واستحدثت مركزاً عسكرياً على الأراضي اللبنانية خارقة الخط الأزرق، كما جمدت التفاوض في ملف بلدة الغجر اللبنانية.

    ويتابع أنه على الصعيد الإعلامي فقد بدأت إسرائيل تدريجياً التراجع عن الإقرار بهزيمتها في العدوان على لبنان، والانقلاب على ما تم التوصل إليه في تقرير فينوغراد الذي حمل الحكومة مسؤولية فشل الحرب.
    أمين حطيط قال إن إسرائيل تفكر في الحرب ولكنها تخشاها (الجزيرة نت)وأضاف حطيط أن الأجواء المحيطة بالمنطقة تنبئ بأن إسرائيل ترغب في خوض حرب جديدة في لبنان، لكنها في المقابل تخشى هذه الحرب لأنها تدرك أنها لن تنتصر فيها. ولفت إلى أن حزب الله أمام هذا المسار الإسرائيلي التصاعدي كان لابد من تحديد موقفه.


    وفي هذا السياق -وفق الخبير الإستراتيجي- جاء ما أعلنه نصر الله، والذي يقوم على أنه في مقابل القذيفة الأولى التي ستسقط على الضاحية الجنوبية لبيروت ستكون هناك قذيفة تسقط في تل أبيب. واعتبر أن تكريس الضاحية مقابل تل أبيب يعني أن حزب الله كرس مقابل العاصمة بيروت -التي تعد الهدف الاستراتيجي الأول لبنانياً- أهدافاً إسرائيلية إستراتيجية أهم وأكثر إيلاماً.
    رسائل متبادلةأما الكاتب السياسي المقرب من حزب الله فيصل عبد الساتر فأشار إلى توفر معطيات تؤكد وجود رسائل سرية وضمنية متبادلة بين حزب الله وإسرائيل، بمعنى أن التصعيد الإسرائيلي يقابله تصعيد من حزب الله.

    واعتبر أن ذلك يأتي على خلفية تعثر العديد من الملفات في المنطقة، أهمها المأزق الفلسطيني كبناء المستوطنات وتعثر الحوار الفلسطيني/الفلسطيني، وتعثر الحل في الموضوع اللبناني، ودفع هذا التشابك في الملفات إلى جعل متنفس له في التصعيد بين المقاومة وإسرائيل.

    ولفت عبد الساتر إلى وجود رابط لذلك بما جرى في قرية خربة سلم التي شهدت قبل أيام مواجهة بين الأهالي بدعم واضح من حزب الله وبين قوات حفظ السلام الأممية (اليونيفيل) التي حاولت أن تضع خطوطاً جديدة لمهمتها، وهو ما اعترض عليه حزب الله.

    واعتبر الحزب أن الجميع يدرك تطور قدرات حزب الله العسكرية والتسليحية، لذلك أراد الحزب التأكيد أنه لم يعد مباحاً للإسرائيلي اللعب بالساحة اللبنانية كيفما يشاء، فهو أيضاً بات باستطاعته اللعب بالداخل الإسرائيلي، والحزب بذلك كرس توازن رعب جديدا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري