الجمعة، 31 يوليو 2009

فضل العلم والمتعلّم


  • الحمد لله رب العالمين
    والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين


    فضل العلم والمتعلّم
    إعلم أن الله سبحانه جعل العلم هو السبب الكلي لخلق هذا العالم العلوي والسفلي طرا، وكفى بذلك جلالة وفخرا، قال الله تعالى في محكم كتابه (تذكرة وتبصرة لأولي الألباب) :{ الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا أن الله على كل شئ قدير وأن الله قد أحاط بكل شئ علما }.وكفى بهذا الآية دليلا على شرف العلم، لا سيما علم التوحيد الذي هو أساس كل علم، ومدار كل معرفة، وجعل سبحانه العلم أعلى شرف، وأول منّة امتن بها على ابن آدم بعد خلقه وإبرازه من ظلمة العدم إلى ضياء الوجود، فقال سبحانه في أول سورة أنزلها على نبيه محمد صلى الله عليه وآله: { اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الانسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الانسان ما لم يعلم }. فتأمل كيف افتتح كتابه الكريم - الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه - بنعمة الإيجاد، ثم أردفها بنعمة العلم، فلو كان ثمّة منّة أو نعمة بعد نعمة الايجاد هي أعلى من العلم لما خصه الله تعالى بذلك، وصدر به نور الهداية، وطريق الدلالة على الصراط المستقيم. وبنا سبحانه ترتب قبول الحق والاخذ به على التذكر، والتذكر على الخشية، وصيّر الخشية في العلماء، فقال: { سيذكر من يخشى }، وقال : { إنّما يخشى الله من عباده العلماء }. وسمّى سبحانه العلم بالحكمة، وعظّم أمر الحكمة فقال: { ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خير كثيرا }. وفضّل العلماء على كل من سواهم، فقال سبحانه: { هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب }، وفرق في كتابه العزيز بين عشرة: بين الخبيث والطيب، الأعمى والبصير، والظلمة والنور، والجنة والنار، والظل والحرور. وإذا تأملت تفسير ذلك وجدت مرجعها جميعا إلى العلم.وقرن سبحانه أولى العلم بنفسه وملائكته، فقال: { شهد الله أنّه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم). ورفع درجة العلماء عنده سبحانه، فقال تعالى: { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات }. وقد خصّ الله سبحانه في كتابه العلماء بخمس مناقب: الأولى: الإيمان، فقال: { والراسخون في العلم يقولون آمنا به }. الثانية: التوحيد، فقال: { شهد الله أنّه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم }. الثالثة : البكاء والحزن، فقال: { إنّ الذين أتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجّدا }. الرابعة: الخشوع، فقال: { ويخرّون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا }. الخامسة: الخشية، فقال: { إنما يخشى الله من عباده العلماء }. فهذه نبذة ممّا نبّه الله تعالى عليه في كتابه الكريم عن فضل العلم والعلماء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري