الجمعة، 31 يوليو 2009

أشعة من حياة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام




  • أشعة من حياة
    السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)

    ثم قالت: أيها الناس اعلموا أني فاطمة، وأبي محمد صلى الله عليه وآله، أقول عوداً وبدءاً
    (73)، ولا أقول ما أقول غلطاً، ولا أفعل ما أفعل شططاً(74): (لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم(75) عزيزٌ عليه ما عنتم(76) حريص عليكم(77) بالمؤمنين رؤوف رحيم(78))(79)، فإن تعزوه(80) وتعرفوه تجدوه أبي دون نسائكم، وأخا ابن عمي دون رجالكم، ولنعم المعزيّ إليه صلى الله عليه وآله. فبلغ الرسالة صادعاً بالنذارة(81)، مائلاً عن مدرجة المشركين(82)، ضارباً ثبجهم(83)، آخذاً بأكظامهم، داعياً إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة(84)، يكسر الأصنام، وينكت الهام(85)، حتى انهزم الجمع وولوا الدبر، حتى تفرّى الليل عن صبحه(86)، وأسفر الحق عن محضه(87)، ونطق زعيم الدين(88)، وخرست شقائق الشياطين(89)، وطاح وشيظ النفاق(90)، وانحلت عقد الكفر والشقاق، وفُهتم بكلمة الإخلاص(91) في نفر من البيض الخماص(92)، وكنتم على شفا حفرة من النار(93)، مذقة الشارب، ونهزة الطامع(94)، وقبسة العجلان(95)، وموطئ الأقدام(96)، تشربون الطرق(97)، وتقتاتون الورق(98)، أذله خاسئين(99)، (تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم)(100).
    فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد صلى الله عليه وآله بعد اللتيا والتي
    (101)، وبعد أن مني ببُهم الرجال وذؤبان العرب ومردة أهل الكتاب(102)، (كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله)، أو نجم قرن للشيطان(103)، وفغرت فاغرة من المشركين(104) قذف أخاه في لهواتها(105)، فلا ينكفئ(106) حتى يطأ صماخها بأخمصه، ويُخمد لهبها بسيفه(107)، مكدوداً في ذات الله(108)، مجتهداً في أمر الله، قريباً من رسول الله سيد أولياء الله(109)، مشمراً ناصحاً(110)، مجداً كادحاً(111)، وأنتم في رفاهية من العيش، وادعون فاكهون آمنون(112)، تتربصون بنا الدوائر(113)، وتتوكّفون الأخبار(114)، وتنكصون عند النزال(115)، وتفرون عند القتال. فلما اختار الله لنبيه دار أنبيائه ومأوى أصفيائه، ظهر فيكم حسيكة النفاق(116)، وسمل جلباب الدين(117)، ونطق كاظم الغاوين(118)، ونبغ خامل الأقلين(119)، وهدر فنيق المبطلين(120).
    فخطر في عرصاتكم
    (121)، وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه، هاتفاً بكم، فألفاكم لدعوته مستجيبين(122)، وللغرة فيه ملاحظين(123). ثم استنهضكم(124) فوجدكم خفافاً(125) وأحمشكم فألفاكم غضاباً(126)، فوسمكم غير إبلكم(127)، وأوردتم غير شربكم(128)، هذا والعهد قريب، والكلم رحيب(129)، والجرح لما يندمل(130)، والرسول لما يقبر(131)، ابتداراً زعمتم خوف الفتنة(132)، (ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين)(133).
    فهيهات منكم، وكيف بكم، وأنّى تؤفكون؟ وكتاب الله بين أظهركم(134)، أموره ظاهرة، وأحكامه زاهرة(135)، وأعلامه باهرة، وزواجره لائحة، وأوامره واضحة، قد خلفتموه وراء ظهوركم، أرغبة عنه تريدون، أم بغيره تحكمون (بس للظالمين بدلاً
    (136))(137)، (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)(138).
    ثم لم تلبثوا أن تسكن نفرتها، ويسلس قيادها
    (139) ثم أخذتم تورون وقدتها(140)، وتهيجون جمرتها(141)، وتستجيبون لهتاف الشيطان الغوي(142)، وإطفاء أنوار الدين الجلي، وإهماد سنن النبي الصفي(143)، تُسرّون حسواً في ارتغاءٍ(144)، وتمشون لأهله وولده في الخَمَر والضراء(145)، ونصبر منكم على مثل حز المدى(146)، ووخز السنان في الحشا(147)، وأنتم تزعمون ألا إرث لنا، (أفحكم الجاهلية تبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون)(148). أفلا تعلمون؟ بلى تجلى لكم كالشمس الضاحية(149) أني ابنته.
    73 ـ أي أولاً وآخراً. وفي رواية ابن أبي الحديد وغيره (أقول عوداً على بدء)، والمعنى واحد.
    74 ـ الشطط بالتحريك: البعد عن الحق ومجاوزة الحد في كل شيء. وفي الكشف: (ما أقول ذلك سرفاً ولا شططاً)
    75 ـ أي لم يصبه شيء من ولادة الجاهلية بل عن نكاح طيب، كما روي عن الصادق عليه السلام. وقيل: أي من جنسكم من البشر، ثم من العرب، ثم من بني إسماعيل.
    76 ـ أي شديد شاق عليه ما عنتكم وما يلحقكم من الضرر بترك الإيمان أو مطلقاً.
    77 ـ أي على إيمانكم وصلاح شأنكم.
    78 ـ أي رحيم بالمؤمنين منكم ومن غيركم. والرأفة: شدة الرحمة. والتقديم لرعاية الفواصل. وقيل: رؤوف بالمطيعين، رحيم بالمذنبين. وقيل: رؤوف بأقربائه، رحيم بأوليائه. وقيل: رؤوف بمن رآه، رحيم بمن لم يره. فالتقدم للاهتمام بالمتعلق.
    79 ـ سورة التوبة: الآية 128.
    80 ـ يقال: (عزوته إلى أبيه) أي نسبته إليه، أي إن ذكرتم نسبه وعرفتموه تجدوه أبي وأخا ابن عمي. فالأخوة ذكرت استطراداً، ويمكن أن يكون الانتساب أعم من النسب ومما طرأ أخيراً، ويمكن أن يقرأ (وآخا) بصيغة الماضي. وفي بعض الروايات: (فإن تعزروه وتوقروه).
    81 ـ الصدع: الإظهار، تقول: صدعت الشيء، أي أظهرته، وصدعت بالحق إذا تكلمت به جهاراً، قال الله تعالى: (فاصدع بما تؤمر). والنذارة بالكسر: الإنذار وهو الإعلام على وجه التخويف.
    82 ـ المدرجة: المذهب والمسلك. وفي الكشف: (ناكباً عن سنن مدرجة المشركين) وفي رواية ابن أبي طاهر (ماثلاً على مدرجة) أي قائماً للرد عليهم، وهو تصحيف.
    83 ـ الثبج بالتحريك: وسط الشيء ومعظمه. والكظم بالتحريك: مخرج النفس من الحلق، أي كان صلى الله عليه وآله لا يبالي بكثرة المشركين واجتماعهم ولا يداريهم في الدعوة.
    84 ـ كما أمر سبحانه: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن). وقيل: المراد بالحكم: البراهين القاطعة، وهي للخواص، وبالموعظة الحسنة: الخطابات المقنعة والعبر النافعة، وهي للعوام، وبالمجادلة التي هي أحسن: إلزام المعاندين والجاحدين بالمقدمات المشهورة والمسلمة، وأما المغالطات والشعريان فلا يناسب درجة أصحاب النبوات.
    85 ـ النكت: إلقاء الرجل على رأسه، يقال: طعنه فنكته. والهام جمع الهامة، بالتخفيف فيهما، وهي الرأس، والمراد قتل رؤساء المشركين وقمعهم وإذلالهم، أو المشركين مطلقاً. وقيل: أريد به إلقاء الأصنام على رؤوسها، ولا يخفى بعده لا سيما بالنظر إلى ما بعده. وفي بعض النسخ: (ينكس الهام) وفي الكشف وغيره: (يجذ الأصنام) من قولهم: جذذت الشيء: كسرته. ومنه قوله تعالى: (فجعلهم جذاذاً)
    86 ـ الواو مكان حتى كما في رواية ابن أبي طاهر أظهر. (وتفرى الليل) أي انشق حتى ظهر ضوء الصباح.
    87 ـ يقال: (أسفر الصبح) أي أضاء.
    88 ـ زعيم القوم: سيدهم والمتكلم عنهم. والزعيم أيضاً الكفيل. والإضافة لامية، ويحتمل البيانية.
    89 ـ خرس بكسر الراء. والشقاشق جمع شقشقة بالكسر، وهي شيء كالرية يخرجها البعير من فيه إذا هاج. وإذا قالوا للخطيب: ذو شقشقة، فإنما يشبه بالفحل. وإسناد الخرس إلى الشقاشق مجازي.
    90 ـ يقال: طاح فلان يطوح، إذا هلك أو أشرف على الهلاك وتاه في الأرض وسقط. والوشيظ بالمعجمتين: الرذل والسفلة من الناس، ومنه قولهم: إياكم والوشائظ. وقال الجوهري: (الوشيظ: لفيف من الناس(ليس) أصلهم واحداً أو بنو فلان وشيظة في قومهم أي هم حشو فيهم. والوسيط بالمهملتين: أشرف القوم نسباً وأرفعهم محلاً: وكذا في بعض النسخ وهو أيضاً مناسب.
    91 ـ يقال: فاه فلان بالكلام ـ كقال ـ أي لفظ به، كتفوه. وكلمة الإخلاص كلمة التوحيد. وفيه تعريض بأنه لم يكن إيمانهم عن قلوبهم.
    92 ـ البيض: جمع أبيض وهو من الناس خلاف الأسود. والخماص بالكسر: جمع خميص، والخماصة تطلق على دقة البطن خلقة وعلى خلوه من الطعام، يقال: فلان خميص البطن من أموال الناس، أي عفيف عنها. وفي الحديث: (كالطير تغدو خماصاً، وتروح بطاناً). والمراد بالبيض الخماص إما أهل البيت عليهم السلام ويؤيده ما في كشف الغمة: (في نفر من البيض الخماص الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً)، ووصفهم بالبيض لبياض وجوههم، أو هو من قبيل وصف الرجل بالأغر، وبالخماص لكونهم ضامري البطون بالصوم وقلة الأكل ولعفتهم عن أكل أموال الناس بالباطل. أو المراد بهم من آمن من العجم كسلمان ـ رضي الله عنه ـ وغيره، ويقال لأهل فارس: بيض، لغلبة البياض على ألوانهم وأموالهم، إذا الغالب في أموالهم الفضة، كما يقال لأهل الشام: حمر، لحمرة ألوانهم وغلبة الذهب في أموالهم، والأول أظهر. ويمكن اعتبار نوع تخصيص في المخاطبين فيكون المراد بهم غير الراسخين الكاملين في الإيمان، وبالبيض الخماص الكمل منهم.
    93 ـ شفا كل شيء: طرفه وشفيره، أي كنتم على شفير جهنم مشرفين على دخولها لشرككم وكفركم.
    94 ـ مذقة الشارب: شربته. والنهزة بالضم: الفرصة، أي محل نهزته. أي كنتم قليلين أذلاء يتخطفكم الناس بسهولة.
    95 ـ القبسة بالضم: شعلة من نار يقتبس من معظمها. والإضافة إلى العجلان لبيان القلة والحقارة.
    96 ـ وطي القدم مثل مشهور في المغلوبية والمذلة.
    97 ـ الطرق بالفتح: ماء السماء الذي تبول فيه الإبل وتبعر.
    98 ـ الورق بالتحريك: ورق الشجر. وفي بعض النسخ: (تقتاتون القد) وهو بكسر القاف وتشديد الدال: سير يقد من جلد غير مدبوغ. والمقصود وصفهم بخباثة المشرب وجشوبة المأكل لعدم اهتدائهم إلى ما يصلحهم في دنياهم، ولفقرهم وقلة ذات يدهم، وخوفهم من الأعادي.
    99 ـ الخاسئ: المبعد المطرود.
    100 ـ التخطف: استلاب الشيء وأخذه بسرعة، اقتبس من قوله تعالى: (واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون). وفي نهج البلاغة عن أمير المؤمنين عليه السلام إن الخطاب في تلك الآية لقريش خاصة، والمراد بالناس سائر العرب أو الأعم.
    101 ـ اللتيا بفتح اللام وتشديد الياء: تصغير التي، وجوز بعضهم فيه ضم اللام، وهما كنايتان عن الداهية الصغيرة والكبيرة.
    102 ـ يقال: مني بكذا ـ على صيغة المجهول ـ أي ابتلي. وبهم الرجل ـ كصرد ـ: الشجعان منهم، لأنهم لشدة بأسهم لا يدرى من أين يؤتون. وذؤبان العرب: لصوصهم وصعاليكهم الذين لا مال لهم ولا اعتماد عليهم. والمردة: العتاة المتكبرون المجاوزون للحد.
    103 ـ نجم الشيء ـ كنصر ـ نجوماً: ظهر وطلع. والمراد بالقرن: القوة. وفسر قرن الشيطان بأمته ومتابعيه.
    104 ـ فغر فاه، أي فتحه، وفغر فوه، أي انفتح، يتعدى ولا يتعدى. والفاغرة من المشركين: الطائفة العادية منهم تشبيهاً بالحية أو السبع. ويمكن تقدير الموصوف مذكراً على أن يكون التاء للمبالغة.
    105 ـ القذف: الرمي، ويستعمل في الحجارة، كما أن الحذف يستعمل في الحصا، يقال: هم بين حاذف وقاذف. واللهوات بالتحريك: جمع لهاة وهي اللحمة في أقصى سقف الفم. وفي بعض الروايات: (في مهواتها) بالميم وهي بالتسكين: الحفرة وما بين الجبلين ونحو ذلك. وعلى أي حال المراد أنه صلى الله عليه وآله كلما أراد طائفة من المشركين أو عرضت له داهية عظيمة بعث علياً عليه السلام لدفعها وعرضه للمهالك. وفي رواية الكشف وابن أبي طاهر: (كلما حشوا ناراً للحرب ونجم قرن للضلال). قال الجوهري: (حششت النار: أوقدتها).
    106 ـ انكفأ، بالهمزة: أي رجع، من قولهم: كفأت القوم كفأ: إذا أرادوا وجهاً فصرفتهم عنه إلى غيره فانكفؤا، أي رجعوا.
    107 ـ الصماخ، بالكسر: ثقب الأذن، والأذن نفسها. وبالسين كما في بعض الروايات لغة فيه. والأخمص: ما لا يصيب الأرض من باطن القدم عند المشي. ووطي الصماخ بالأخمص عبارة عن القهر والغلبة على أبلغ وجه، وكذا إخماد اللهب بماء السيف استعارة بليغة شائعة.
    108 ـ المكدود: من بلغه التعب والأذى. وذات الله: أمره ودينه وكل ما يتعلق به سبحانه. وفي الكشف: (مكدوداً دؤوباً في ذات الله).
    109 ـ بالجر صفة الرسول، أو بالنصب عطفاً على الأحوال السابقة، ويؤيد الأخير ما في رواية ابن أبي طاهر (سيداً في أولياء الله).
    110 ـ التشمير في الأمر: الجد والاهتمام فيه.
    111 ـ الكدح: العمل والسعي.
    112 ـ قال الجوهري: (الدعة: الخفض، تقول منه: ودع الرجل فهو وديع أي ساكن، ووادع أيضاً، يقال: نال فلان المكارم وادعاً من غير كلفة). وقال: (الفكاهة بالضم: المزاح، وبالفتح مصدر فكه الرجل ـ بالكسر ـ فهو فكه: إذا كان طيب النفس مزاحاً. والفكه أيضاً: الأشر والأبطر)، وقرئ: (ونعمة كانوا فيها فاكهين) أي أشرين، وفاكهين أي ناعمين. والمفاكهة: الممازحة. وفي رواية ابن أبي طاهر: (وأنتم في بلهنية وادعون آمنون). قال الجوهري: (هو في بلهنية من العيش أي سعة ورفاهية، وهو ملحق بالخماسي بألف في آخره، وإنما صارت ياء لكسرة ما قبلها). وفي الكشف: (وأنتم في رفهنية) وهي مثلها لفظاً ومعنى.
    113 ـ صروف الزمان وحوادث الأيام والعواقب المذمومة، وأكثر ما تستعمل الدائرة في تحول النعمة إلى الشدة. أي كنتم تنتظرون نزول البلايا علينا وزوال النعمة والغلبة عنا.
    114 ـ التوكف: التوقع. والمراد إخبار المصائب والفتن. وفي بعض النسخ: (تتواكفون الأخيار)، يقال: واكفه في الحرب أي واجهه.
    115 ـ النكوص: الإحجام والرجوع عن الشيء. والنزال بالكسر: أن ينزل القرنان عن إبلهما إلى خيلهما فيتضاربا. والمقصود من تلك الفقرات أنهم لم يزالوا منافقين لم يؤمنوا قط.
    116 ـ الحسيكة: العداوة. قال الجوهري: (الحسك: حسك السعدان، الواحدة: حسكة. وقولهم: في صدره عليّ حسيكة وحساكة أي ضغن وعداوة). وفي بعض الروايات: (حسكة النفاق) فهو على الاستعارة.
    117 ـ سمل الثوب ـ كنصر ـ: صار خلقاً. والجلباب بالكسر: الملحفة، وقيل: ثوب واسع للمرأة غير الملحفة، وقيل: هو إزار ورداء، وقيل: هو كالمقنعة تغطي به المرأة رأسها وظهرها وصدرها.
    118 ـ الكظوم: السكوت.
    119 ـ نبغ الشيء ـ كمنع ونصر ـ أي ظهر، ونبغ الرجل: إذا لم يكن في إرث الشعر ثم قال وأجاد. والخامل: من خفي ذكره وصوته وكان ساقطاً لا نباهة له. والمراد بالأقلين: الأذلون. وفي بعض الروايات: (الأولين) وفي الكشف: (فنطق كاظم، ونبغ خامل).
    120 ـ الهدير: ترديد البعير صوته في حنجرته. والفنيق: الفحل المكرم من الإبل الذي لا يركب ولا يهان لكرامته على أهله.
    121 ـ يقال: خطر البعير بذنبه يخطر ـ بالكسر ـ خطراً وخطراناً: إذا رفعه مرة بعد مرة وضرب به فخذيه، ومنه قول الحجاج لما نصب المنجنيق على الكعبة: (خطارة كالجمل الفنيق)، شبه رميها بخطران الفنيق.
    122 ـ مغرز الرأس، بالكسر: ما يختفى فيه. وقيل: لعل في الكلام تشبيهاً للشيطان بالقنفذ، فإنه إنما يطلع رأسه عند زوال الخوف، أو بالرجل الحريص المقدم على أمر، فإنه يمد عنقه إليه. والهتاف: الصياح. (وألفاكم) أي وجدكم.
    123 ـ الغرة، بالكسر: الاغترار والانخداع. والضمير المجرور راجع إلى الشيطان. وملاحظة الشيء: مراعاته، وأصله من اللحظ وهو النظر بمؤخر العين، وهو إنما يكون عند تعلق القلب بشيء، أي وجدكم الشيطان لشدة قبولكم للانخداع كالذي كان مطمح نظره أن يغتر بأباطيله. ويحتمل أن يكون (للعزة) بتقديم المهملة على المعجمة. وفي الكشف: (وللعزة ملاحظين) أي وجدكم طالبين للعزة.
    124 ـ النهوض: القيام، واستنهضه لأمر أي أمره بالقيام إليه.
    125 ـ أي مسرعين إليه
    126 ـ أحمشت الرجل: أغضبته، وأحمشت النار: ألهبتها. أي حملكم الشيطان على الغضب فوجدكم مغضبين لغضبه، أو من عند أنفسكم. وفي المناقب القديم: (عطافاً) بالعين المهملة والفاء، من العطف بمعنى الميل والشفقة، ولعله أظهر لفظاً ومعنى.
    127 ـ الوسم: أثر الكي، يقال: وسمته ـ كوعدته ـ وسماً.
    128 ـ الورود: حضور الماء للشرب، والإيراد: الإحضار. والشرب بالكسر: الحظ من الماء، وهما كنايتان عن أخذ ما ليس لهم بحق من الخلافة والإمامة وميراث النبوة. وفي الكشف: (وأوردتموها شرباً ليس لكم).
    129 ـ الكلم: الجرح. والرحب بالضم: السعة
    130 ـ الجرح بالضم، الاسم، وبالفتح المصدر. و(لما يندمل) أي لم يصلح بعد.
    131 ـ قبرته: دفنته.
    132 ـ (ابتداراً) مفعول له للأفعال السابقة، ويحتمل المصدر بتقدير الفعل. وفي بعض الروايات: (بداراً زعمتم خوف الفتنة) أي ادعيتم وأظهرتم للناس كذباً وخديعة أنّا إنما اجتمعنا في السقيفة دفعاً للفتنة، مع أن الغرض كان غصب الخلافة عن أهلها وهو عين الفتنة. والالتفات في (سقطوا) لموافقة الآية الكريمة.
    133 ـ التوبة: 49.
    134 ـ (هيهات) للتبعيد، وفيه معنى التعجب كما صرح به الشيخ الرضي، وكذلك (كيف) و(أني) تستعملان في التعجب. وأفكه ـ كضربه ـ: صرفه عن الشيء وقلبه، أي إلى أين يصرفكم الشيطان وأنفسكم والحال أن كتاب الله بينكم! وفلان بين أظهر قوم وبين ظهرانيهم أي مقيم بينهم محفوف من جانبيه أو من جوانبه بهم.
    135 ـ الزاهر: المتلألئ المشرق. وفي الكشف: (بين أظهركم، قائمة فرائضه، واضحة دلائله، نيرة شرائعه).
    136 ـ الكهف: 50
    137 ـ (بدلاً) أي من الكتاب ما اختاروه من الحكم الباطل.
    138 ـ آل عمران: 85.
    139 ـ ريث ـ بالفتح ـ بمعنى قدر، وهي كلمة يستعملها أهل الحجاز كثيراً، وقد يستعمل مع ما، يقال: لم يلبث إلا ريثما فعل كذا. وفي الكشف هكذا: (ثم لم تبرحوا ريثاً) وقال بعضهم: هذا ولم تريثوا حتّها إلا ريث. وفي رواية ابن أبي طاهر: (ثم لم تريثوا أختها) وعلى التقديرين ضمير المؤنث راجع إلى فتنة وفاة الرسول صلى الله عليه وآله. وحت الورق من الغصن: نثرها، أي لم تصبروا إلى ذهاب أثر تلك المصيبة. ونفرة الدابة، بالفتح: ذهابها وعدم انقيادها. والسلس، بكسر اللام: السهل اللين المنقاد، ذكره الفيروز آبادي، وفي مصباح اللغة: سلسل سلساً من باب تعب: سهل ولان. والقياد بالكسر: ما يقاد به الدابة من حبل وغيره
    140 ـ في الصحاح: (ورى الزند يري ورياً: إذا خرجت ناره. وفي لغة أخرى: (وري الزند يري، بالكسر فيهما، وأوريته أنا وكذلك وريته تورية. وفلان يستوري زناد الضلالة). ووقدة النار بالفتح: وقودها، ووقدها: لهبها.
    141 ـ الجمرة: المتوقد من الحطب، فإذا برد فهو فحم. والجمر بدون التاء جمعها.
    142 ـ الهتاف، بالكسر:* الصياح، وهتف به أي دعاه. *كذا، وفي القاموس والأقرب والمنجد: هتاف، بالضم.
    143 ـ إهماد النار: إطفاؤها بالكلية. والحاصل أنكم إنما صبرتم حتى استقرت الخلافة المغصوبة عليكم، ثم شرعتم في تهييج الشرور والفتن واتباع الشيطان وإبداع البدع وتغيير السنن.
    144 ـ الإسرار: ضد الإعلان. والحسو بفتح الحاء وسكون السين المهملتين: شرب المرق وغيره شيئاً بعد شيء: والارتغاء: شرب الرغوة وهو زبد اللبن. قال الجوهري: (الرغوة مثلثة: زبد اللبن. وارتغيت: شربت الرغوة. وفي المثل: (يسر حسواً في ارتغاء) يضرب لمن يظهر أمراً ويريد غيره. قال الشعبي لمن سأله عن رجل قبل أم امرأته (قال): يسر حسواً في ارتغائه، وقد حرمت عليه امرأته). وقال الميداني: قال أبو زيد والأصمعي: أصلهالرجل يؤتى باللبن فيظهر أنه يريد الرغوة خاصة ولا يريد غيرها فيشربها وهو في ذلك ينال من اللبن، يضرب لمن يريك أنه يعينك وإنما يجر النفع إلى نفسه.
    145 ـ الخمر، بالتحريك: ما واراك من شجر وغيره، يقال: توارى الصيد عني في خمر الوادي، ومنه قولهم: دخل فلان في خمار الناس ـبالضمـ أي ما يواريه أو يستره منهم. والضراء، بالضاد المعجمة المفتوحة والراء المخففة: الشجر الملتف في الوادي، ويقال لمن ختل صاحبه وخادعه: يدب له الضراء ويمشي له الخمر. وقال الميداني: قال ابن الأعرابي: الضراء: ما انخفض من الأرض.
    146 ـ الحز، بفتح الحاء المهملة: القطع أو قطع الشيء من غير إبانة. والمدى بالضم: جمع مدية وهي السكين والشفرة.
    147 ـ الوخز: الطعن بالرمح ونحوه لا يكون نافذاً، يقال: وخزه بالخنجر.
    148 ـ المائدة، 50. وفيها (يبغون).
    149 ـ أي الظاهرة البينة، يقال: فعلت ذلك الأمر ضاحية أي علانية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري