الثلاثاء، 21 يوليو 2009

قوة الشفاء بالقرأن

قوة الشفاء بالقرآن
قد يقول قائل: لماذا آيات القرآن بالذات هي التي تشفي؟ وما الذي يميز كلام القرآن عن كلام البشر، أو عن بقية الأصوات في الطبيعة؟ إن هذا السؤال يطرحه الكثير من الذين يشككون بأهمية العلاج بالقرآن والقوة الشفائية التي أودعها الله في كتابه، ولذلك وحتى يكون الكلام مقنعاً لابد من الإجابة عن مثل هذا السؤال بطريقة علمية. هنالك أسباب عديدة تجعل القرآن مميزاً عن غيره في قوة التأثير والشفاء بإذن الله تعالى:
1- التناسق المحكم في كلمات القرآن وحروفه
القرآن يحوي تناسقاً دقيقاً لا يوجد في أي كتاب من كتب البشر. فقد ثبُت لي بعد دراسة عددية طويلة لآيات القرآن وكلماته وحروفه أن الله تعالى قد نظم هذه الكلمات والحروف بنظام محكم، وقال في ذلك: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) [هود: 1]. وثبُت أيضاً أن هذا النظام يقوم على الرقم سبعة ومضاعفاته، ونتذكر هنا قول الحق تبارك وتعالى: (وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ) [الحجر: 87].
وإذا علمنا أن كل ذرة من ذرات جسمنا تتألف من سبع طبقات – وهذه حقيقة علمية مؤكدة – فإن هذا النظام لتكرار الكلمات والحروف يعطي تأثيراً وقوة في الشفاء بإذن الله تعالى، لأن جسم الإنسان مؤلف من خلايا والخلايا مؤلفة من ذرات والذرة تتألف من سبع طبقات، ولذلك يمكن أن تتأثر عند تكرار الآية أو الكلمة سبع مرات.
ومن هنا ربما ندرك لماذا أعطى النبي الكريم عليه الصلاة والسلام أهمية كبيرة للرقم سبعة، ولماذا نجد أن الفاتحة هي السبع المثاني، ولماذا نكررها سبع مرات في الرقية الشرعية، ولماذا نكرر آيات محددة سبع مرات
.
من عجائب سورة الفاتحة أننا إذا قمنا بعدّ حروف اسم (الله) أي الألف واللام والهاء وجدنا بالتمام والكمال 49 حرفاً، وهذا العدد يساوي 7×7 ولا ننسى بأن الفاتحة هي السبع المثاني، وكأن الله يريد أن يعطينا إشارة لطيفة إلى أهمية هذا الرقم
[1] وأهمية التكرار في قوة تأثير قراءة الفاتحة على الشفاء، وهو ما يلمسه كل من يعالج بالقرآن، والله تعالى أعلم.
2- الإيقاع المتوازن للكلمات القرآنية وانسيابها
عندما تستمع إلى كلام الله تعالى تشعر بأن هذا الكلام لا يشبه الشعر ولا النثر ولا أي نوع من كلام البشر، إنما تلاحظ وجود إيقاع خاص لا نجده في أي كلام آخر، ولذلك قال تعالى: (وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا) [الفرقان: 32].
هذا الإيقاع يتناسب مع إيقاع الدماغ البشري، لأن الله تعالى جعل لكل شيء في هذا الكون تردداً طبيعياً خاصاً به، وعندما خلق البشر جعل لدماغ كل منهم إيقاعاً وتردداً طبيعياً يتناسب مع إيقاع القرآن، والدليل على ذلك أن كل مولود يولد على الفطرة، والله يقول: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [الروم: 30].
فالله تعالى فطر الناس على الإيمان، وبلغة البرمجة: أودع الله في كل خلية من خلايا الدماغ برنامجاً منضبطاً، وكلما تعرض الإنسان للصدمات النفسية والأمراض الجسدية اختل بعض هذه البرامج، وهنا يأتي دور القرآن في إعادة برمجة الخلايا وإعادة التوازن لها من جديد، وكلام الله الذي فطرها الله عليه منذ خلقها، هو أفضل وسيلة لإعادة توازنها.
وقد أظهرت بعض الدراسات أن الأصوات ذات الإيقاع المتوازن لها تأثير كبير على نشاط الدماغ واستقراره، وتأثير أيضاً على معدل ضربات القلب وتجعل الدماغ في حالة أكثر نشاطاً وحيوية، وبالتالي أكثر قدرة في توجيه أنظمة الجسم المناعية ضد مختلف الأمراض. وأن خلايا الدماغ تتجاوب بشكل كبير فيما لو تعرضت لصوت بإيقاع متوازن
[2].
ولذلك فإن تلاوة القرآن تغذي الدماغ بالذبذبات الصوتية الصحيحة، وبالتالي تؤثر على خلايا الدماغ وتعيد لها التوازن. وتساهم في التنسيق بين الخلايا، لأن الذبذبات القرآنية لها تناسق عجيب. يقول تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82]. فلا وجود لأي اختلاف في آيات القرآن وحروفه، إنما نلمس التوازن في كل شيء في هذا القرآن، وهذا التوازن يؤدي إلى شفاء الأمراض من خلال إعادة التوازن إلى الخلايا.
كذلك فإن الاستماع إلى تلاوة القرآن يحسن النظام المناعي للخلايا، لأن التأثير بالذبذبات الصوتية الصحيحة والمتوازنة يجعل الخلية تعمل بكفاءة أعلى. وكمثال على ذلك نجد أن الحالة النفسية للمريض لها تأثير كبير على جسده ومقاومته للأمراض، حيث إن الأخبار المفرحة إذا سمعها المريض فإنه يتحسن على الفور، فما الذي يحدث؟ إنها بكل بساطة عملية تغيير وتنشيط للخلايا الضعيفة الاهتزاز، هذا الخبر يزيد من اهتزاز الخلية ونشاطها ومقاومتها للأمراض.
3- المعاني الغزيرة التي تحملها كل آية
لو تأملنا آيات القرآن نجد فيها حديثاً عن كل شيء، بل نجد فيها معاني لعلاج جميع الأمراض، ولا يقتصر العلاج على الأمراض النفسية بل القرآن يعالج جميع الأمراض، فقد أودع الله في كل آية من آيات كتابه قوة شفائية مذهلة، هذه القوة تؤثر على أي شيء.
يقول تعالى: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الحشر: 21].
ولو تأملنا عبارة (هَذَا الْقُرْآَنَ) نعلم أن المقصود أن القرآن الذي بين أيدينا ذاته بحروفه وكلماته وآياته وسوره لو نزل على جبل لاهتزّ هذا الجبل وتصدّع وتشقق من ثقل كلام الله تعالى، ولذلك يمكننا القول إن كلام الله عز وجل يؤثر تأثيراً كبيراً على جميع الأمراض، وليس النفسية فقط بل الجسدية أيضاً.
4- التجربة العملية
ملايين من الناس قد شفاهم القرآن منذ أربعة عشر قرناً وحتى يومنا هذا، وهذا أكبر دليل على تأثير كلام الله تعالى في معالجة الأمراض.
وفي كل يوم نشاهد ونلمس مئات الحالات التي يشفيها الله تعالى ببركة القرآن، وقد أخبرني أحد المعالجين بالقرآن أن جميع الحالات التي تأتيه يكون الطب قد يئس من شفائها، وجميعها أمراض مستعصية ومزمنة وغير قابلة للشفاء، وعند تلاوة كلام الله على هؤلاء المرضى تجدهم يستجيبون على الفور للعلاج الجديد، كيف لا وهو أمام الشفاء المطلق! ثم إن اليقين الذي يتحلى به المؤمن يزيد من احتمال الشفاء كثيراً، ومن هنا ندرك أهمية أن يكون المريض مستيقناً بالشفاء، فالثقة بالطبيب تعتبر نصف الشفاء، فكيف إذا كان الطبيب هو الله؟
إن الأمواج الصوتية التي تولدها تلاوة آيات القرآن سوف تتفاعل مع خلايا الدماغ، وسوف تؤثر بها وتعيد لها التوازن، لأن كلام الله سيذكِّر الخلايا بما فطرها الله عليه، وسوف يكون التأثير أكبر ما يمكن عندما يكون الإنسان قد تعود على سماع القرآن وتعود على التأثر به.
إن الله تعالى هو من خلق الإنسان وجهزه بالبرامج الصحيحة ليقوم بعمله على أكمل وجه، ولكنه عندما ينحرف عن طريق الله، فإنه يرهق نفسه ويتعب خلايا دماغه، وأفضل طريقة لإعادة هذه الخلايا للوضع الافتراضي هو أن نؤثر عليها بكلام الله تعالى.
إن الله تعالى قد فطر الناس على الإيمان، ولذلك فإن الطفل عندما يولد فإن خلايا جسمه تكون لها الاهتزازات المناسبة والصحيحة، ولكن مع مرور الزمن وكثرة الحوادث والمشاكل النفسية والبيئية والتلوث والأمراض، يتغير النظام الاهتزازي للجسم، وبالتالي فإن القرآن يعيد هذا النظام إلى حالته الصحيحة، ولذلك قال تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) [الإسراء: 9]. فالقرآن يقوّم سلوك الإنسان وكذلك يقوم سلوك كل خلية من خلايا جسمه.
لقد لاحظتُ أثناء تأملي لآيات القرآن أن كل آية من آياته تحمل أشبه ما يمكن أن نسميه "برامج أو بيانات" وهذه البيانات تستطيع التعامل مع الخلايا، أي أن القرآن يحوي لغة الخلايا!!
وقد يظن القارئ أن هذا الكلام غير علمي، ولكنني وجدت الكثير من الآيات التي تؤكد أن آيات القرآن تحمل بيانات كثيرة، تماماً مثل موجة الراديو التي هي عبارة عن موجة عادية ولكنهم يحمّلون عليها معلومات وأصوات وموسيقى وغير ذلك.
يقول تعالى: (وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا) [الرعد: 31]. لو تأملنا هذه الآية بشيء من التعمق يمكن أن نتساءل: كيف يمكن للقرآن أن يسير الجبال، أو يقطّع الأرض أي يمزقها، أو يكلم الموتى؟ إذن البيانات التي تخاطب الموتى وتفهم لغتهم موجودة في القرآن إلا أن الأمر لله تعالى ولا يطلع عليه إلا من يشاء من عباده. بالنسبة للجبال نحن نعلم اليوم أن ألواح الأرض تتحرك حركة بطيئة بمعدل عدة سنتمترات كل سنة، وتحرك معها الجبال، وهذه الحركة ناتجة عن أمواج حرارية تولدها المنطقة المنصهرة تحت القشرة الأرضية.
إذن يمكننا القول إن القرآن يحوي بيانات يمكن أن تتعامل مع هذه الأمواج الحرارية وتحركها وتهيجها فتسرع حركتها، أو تحدث شقوقاً وزلازل في الأرض أي تقطّع القشرة الأرضية وتجزّئها إلى أجزاء صغيرة، هذه القوى العملاقة يحملها القرآن، ولكن الله تعالى منعنا من الوصول إليها (بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا).
ولكنه أخبرنا عن قوة القرآن لندرك عظمة هذا الكتاب، والسؤال: الكتاب الذي يتميز بهذه القوى الخارقة، ألا يستطيع شفاء إنسان ضعيف من المرض؟؟
ولذلك فإن الله تعالى عندما يخبرنا أن القرآن شفاء فهذا يعني أنه يحمل البيانات والبرامج الكافية لعلاج الخلايا المتضررة في الجسم، بل لعلاج ما عجز الأطباء عن شفائه.
[1] عبد الدائم الكحيل، إشراقات الرقم سبعة في القرآن الكريم، إصدار جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، دبي 2006

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري