الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

لولا فصاحتهم لضربت اعناقهم

لمّا تولى الحجاج شؤون العراق، أمر الشرطه أن يطوف بالليل، فمن وجده بعد العشاء ضرب عنقه،

فطافوا الشرطه ليلة فوجدوا ثلاثة صبيان فأحاطوا بهم وسألوهم :

من أنتم، حتى خالفتم أوامر الحجاج؟


أنا ابن الذي دانت الرقاب له
ما بين مخـزومها وهاشــمها
تأتي إليه الرقـاب صاغــرة
يأخذ من مـــالها ومن دمها

فأمسك عن قتله، وقال: لعله من أقارب الأمير

أنا ابن الـذي لا ينزل الدهر قدره
وإن نزلت يـــوماً فـسوف تعود
ترى الناس أفواجاً إلى ضـوء ناره
فمنهم قيام حولـــها وقــعـود

فتأخر عن قتله وقال: لعله من أشراف العرب

أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه
وقوّمها بالســــيف حتى استقامت
ركاباه لا تنفك رجلاه عنـــهما
إذا الخيل في يوم الكـــريهة ولّت

فترك قتله وقال: لعله من شجعان العرب

*******

فلما أصبح رفع أمرهم إلى الحجاج، فأحضرهم وكشف عن حالهم،

فإذا الأول ابن حجام

والثاني ابن فوّال

والثالث ابن حائك

فتعجب الحجاج من فصاحتهم، وقال لجلسائه:

علّموا أولادكم الأدب، فلولا فصاحتهم لضربت أعناقهم

ثم أطلقهم وأنشد:
كن ابن من شئت واكتسب أدبـا
يغنيـــك محـمـوده عن النسبِ
إن الفتى من يقـول هـاأنـذا
ليس الفتى من يقول كان أبي ..

********

تزوج شيخ من الأعراب جاريةً من رهطه، وطمع أن تلد له غلاماً فولدت له جارية،

فهجرها وهجر منزلها وصار يأوي إلى غير بيتها

فمر بخبائها بعد حول وإذا هي تُرَقِّص بُنَيَّتَها منه وهي تقول

ما لأبي حمزة لا يأتينـا يظل في البيت الذي يلينا

غضبان أن لا نلد البنينا تالله ما ذلك في أيدينــــا

وإنما نأخذ ما أعطينا

فلما سمع الشيخ الأبيات مَرَّ نحوهما حتى ولج عليهما الخباء وقبل بُنيّتها

وقال: ظلمتكما ورب الكعبة

********

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري