الخميس، 9 ديسمبر 2010

القول المبين لما عليه الشيعة الروافض من الدين المشين


القول المبين لما عليه الشيعة الروافض من الدين المشين

للشيخ عبد العزيز بن ريس آل ريس

(
عنوان 2 القول المبين )
(
عنوان 2 لما عليه الرافضة من الدين المشين )
(
عنوان 2 للشيخ عبد العزيز بن ريس آل ريس )
(
عنوان 3 حفظه الله تعالى )

فإنه لما انتشرت الشيعة الاثنا عشرية بين المسلمين شرقاً وغرباً ، وهم في ذلك يدعون الناس
إلى دينهم ، ويظهرون حين دعوتهم أموراً يلبسون فيها على المسلمين زوراً وبهتاناً
باسم التقية حتى يحسن المسلمون الظن بهم .

رأيت من المفيد إخراج رسالة صغيرة يسهل تداولها وقراءتها لبيان حقيقة ما عليه هؤلاء القوم
(
الرافضة ) حتى لا ينخدع المسلمون بهم ، وليميز الله الخبيث من الطيب وأسميتها :

(
القول المبين لما عليه الرافضة من الدين المشين )

إن مما حسن ظن كثير من المسلمين بالرافضة :
أنهم يخفون حقيقة ما هم عليه من اعتقادات في دينهم وتجاه المسلمين ، فإذا قابل مسلم رافضياً أظهر الرافضي المحبة والألفة ، وأحياناً المعاملة الحسنة لا سيما في الأرض التي هم فيها مستضعفون ؛ لذا عليك بمعرفة ما هم عليه ومحاجتهم من كتبهم المعتمدة حتى لا يتمكنوا من خديعتك والتلبيس عليك ، فإنك إن فعلت هذا حججتهم وكشفتهم على حقيقتهم ونزعت ستار التقية الذي به يحتجبون .

وقد أسست هذه الرسالة المختصرة على خمسة أسس :

1-
بيان كتبهم المعتمدة .
2-
بيان معنى التقية ومنزلتها عندهم .
3-
بيان شيء من معتقدهم .
4-
حقيقة دعوتهم إلى التقريب .
5-
واجبنا تجاههم .

* الأساس الأول : بيان كتبهم المعتمدة :

إن للرافضة كتباً معتمدة ينصون على صحتها واعتقاد ما فيها ، منها ندينهم ونحجهم ؛ لأنها مراجعهم في دينهم كما أن لدينا مراجع نعتمد عليها في ديننا كالقرآن الذي هو كلام الله ، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم الثابت الموجود في كتب السنة ، ومنها صحيح البخاري ومسلم .

فمن كتبهم المعتمدة :
كتاب أصول الكافي للكليني ، قال شيخهم المعاصر محمد صادق الصدر في كتابه الشيعة ( ص5 )
"
إن الشيعة مجمعة على اعتبار الكتب الأربعة : أصول الكافي والتهذيب والاستبصار ومن لا يحضره الفقيه ، وقائلة بصحة كل ما فيها من روايات " .

وقال ( ص133 ) : " ويعتبر ( الكافي ) عند الشيعة أوثق الكتب الأربعة " .

وفي مقدمة الكافي لحسين بن علي قال ( ص25 )
"
ويحكى أن الكافي عرض على المهدي - آخر أئمتهم الاثني عشر -
فقال: كاف لشيعتنا " وانظر كتاب الشيعة للصدر ( ص122 ).

ومن كتبهم المعتمدة :
بحار الأنوار للمجلسي ، فقد عده عالمهم المعاصر محمد صالح الحائري من صحاح الإمامية
(
مقال له في كتاب الوحدة الإسلامية ص233) .

وقال شيخهم محسن الأمين في كتابه أعيان الشيعة (1/293)
"
أجمع كتاب في فنون الحديث " .

وقال شيخهم البهبودي في مقدمة بحار الأنوار ( ص19 )
عن المجلسي مؤلف بحار الأنوار : " شيخ الإسلام والمسلمين ".
وقال ص39 " رئيس الفقهاء والمحدثين آية الله في العالمين " .

فبهذا اتضح أن هذين الكتابين من أهم ما تعتمد عليه الرافضة ؛ لذا سأثبت عقائدهم – في هذه الرسالة المختصرة – منهما فحسب .

* الأساس الثاني : بيان معنى التقية ومنزلتها عندهم :

إن معنى التقية : أن يظهر خلاف ما يبطن ، وهذا عندهم دين معظم حتى إن الكليني في كتابه أصول الكافي (2/217) روى عن جعفر بن محمد قوله " إن تسعة أعشار الدين في التقية ، ولا دين لمن لا تقية له " ، وذكر في بحار الأنوار (75/415) : " أن ترك التقية ذنب لا يغفر".

فإذا علمنا هذه المنزلة العظيمة للتقية عندهم فلا يصح أن نغتر بما يظهرونه لنا ، وإنما نحاكمهم بكتبهم المعتمدة عند علمائهم ، بل إن استعمالهم للتقية بلغ مبلغاً عظيماً
وهو أنهم يؤلفون كتباً تقرر ما يقرره المسلمون من أهل السنة ليغرروا بأهل السنة ،
ومن هذه الكتب تفسير البيان للطوسي بل إنهم يأتون في كتبهم بروايات وأقوال توافق ما عليه المسلمون تقية وتدليساً .

قال جعفر الصادق كما في بحار الأنوار (2/252) :
"
ما سمعت مني يشبه قول الناس فيه التقية ، وما سمعت مني لا يشبه قول الناس فلا تقية فيه "
ويجدر التنبيه إلى أن للتقية أصلاً عند المسلمين وذلك إذا خافوا من غيرهم
كما قال تعالى :
(
لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ )
[
آل عمران : 28 ]

وهذا إنما يصار إليه عند الحاجة الملحة ، وشيء عارض لا أصيل ؛ لذا لو ترك التقية وصبر على إظهار دينه لما صار ملاماً ولا مذنباً ، بل هو خير له ، بخلاف معنى التقية عند الرافضة فإنه شيء أصيل وتسعة أعشار الدين وتاركه لا يغفر ذنبه .

وليعلم أن أمر التقية بدأ يضعف عند الرافضة ، وذلك عندما قامت دولتهم وتولاها الخميني الهالك ؛ لذا ظهرت كتبهم للمسلمين ، وهذا – إن شاء الله – مؤذن بانهيار دينهم الرفض لأنه سيعرف على حقيقته ، وإن مجرد إظهاره على حقيقته كاف لإضعافه وإسقاطه لهزاله البين .

* الأساس الثالث : بيان شيء من معتقدهم :

1-
أنهم يدّعون أن أئمتهم يعلمون الغيب . وهذه عقيدة كفرية ، ووجه كونها كفراً أكبر مخرجاً
من الملة من جهتين :

الأولى : أنه لا يعلم الغيب إلا الله ، فمن ادعى أن أحداً يعلم الغيب غير الله فقد ساوى غير الله بالله في شيء من خصائصه ، وهذا شرك أكبر قال تعالى :
(
قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ )
[
النمل : 65 ] .

الثانية : أن من ادعى أن أحداً يعلم الغيب غير الله فقد كذب القرآن ، ومكذب القرآن كافر ،
قال تعالى :
(
وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ )
[
الأنعام : 59 ] .

*
وإليك شيئاً من نصوصهم في ادعاء علم الغيب لأئمتهم من كتبهم :
-
في أصول الكافي (4/261) : " قال جعفر الصادق – كما يفترون - :
"
إني لأعلم ما في السماوات وما في الأرض وأعلم ما في الجنة ، وأعلم ما في النار ، وأعلم ما كان وما يكون ".

-
وفي أصول الكافي (1/260-261) : عن جعفر الصادق – كما يفترون – :
"
ورب الكعبة ورب البنية ثلاث مرات ، ولو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما ، ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما ؛ لأن موسى والخضر عليهما السلام أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة " .

ولهم نصوص كثيرة بهذا المعنى ، فلو لم يكن عند الرافضة إلا هذا المعتقد الكفري لكفى .

2-
تزعم كتبهم أن الناس عبيد لأئمتهم :

فقد روى المجلسي في بحار الأنوار (25/279) قول الرضا – وهو أحد أئمة الاثني عشر – :
"
الناس عبيد لنا في الطاعة ، موالٍ لنا في الدين ، فليبلغ الشاهد الغائب " .

فهل بعد هذا الشرك الأكبر من شرك ؟ ألم يقل الله تعالى :
(
مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ )
[
آل عمران : 79 ] ؟!
وهل يجتمع الإسلام الحق مع هذه العقيدة الباطلة " الناس عبيد لنا " ؟!!

3-
تقرر كتب الشيعة المعتمدة الشرك في توحيد الربوبية ( أفعال الله ) :
فهم بهذا أضل من أبي جهل وأبي لهب ، فإن كفار قريش – كما قرره القرآن كثيراً مقرون بتوحيد الربوبية مشركون في توحيد الألوهية ( العبادة ) ، وبهذا صاروا مشركين ، فكيف – إذاً – بمن هم مشركون في الربوبية والألوهية ؟!! فإن شركهم أغلظ وأشد .

والرافضة – أخزاهم الله – ممن يقررون الشرك في الربوبية ، فبوب الكليني في الكافي (1/407-410) باباً بعنوان " أن الأرض كلها للإمام " . وأورد فيه عن جعفر الصادق أنه قال :
"
أما علمت أن الدنيا والآخرة للإمام يضعها حيث شاء ويدفعها إلى من يشاء جائز له ذلك "
وهذا من أفعال الله الخاصة به، واعتقادها لغير الله شرك في الربوبية قال تعالى :
(
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )
[
البقرة : 107 ] .

* ومن نصوصهم الشركية في الربوبية :
ما روى المجلسي في بحار الأنوار (27/33) :
"
عن سماعة بن مهران : كنت عند أبي عبدالله - جعفر الصادق عليه السلام - فأرعدت السماء وأبرقت ، فقال جعفر الصادق : أما إنه ما كان من هذا الرعد ومن هذا البرق فإنه من أمر صاحبكم . قلت: من صاحبنا ؟ قال: أمير المؤمنين – عليه السلام" .

فالرعد والبرق – عندهم – من علي – رضي الله عنه - ، وهذا شرك في الربوبية - أفعال الله - ؛
لأن الرعد والبرق من عند الله لا من عند الخلق قال تعالى :
(
هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ )
[
الرعد : 12 ] .

4 - تعتقد الرافضة كما في كتبهم المعتمدة أن الأئمة لاثني عشر أفضل من الأنبياء :

ففي كتابهم بحار الأنوار (26/267) عقد باباً بعنوان : " باب تفضيلهم على الأنبياء وعلى جميع الخلق ، وأخذ ميثاقهم عنهم وعن الملائكة وعن سائر الخلق ، وأن أولي العزم إنما صاروا أولي العزم بحبهم صلوات الله عليهم
"
ثم ساق أكثر من ثمانين نصاً يفضل فيه أئمتهم على الأنبياء والمرسلين : إبراهيم وموسى وعيسى – عليهم السلام - ) .
وهذه عقيدة كفرية لأنها تكذيب لكتاب الله .

5-
تقرر كتب الرافضة المعتمدة كالكافي (2/244) ، وبحار الأنوار (22/345، 352، 440)
كفر الصحابة إلا ثلاثة وقيل : سبعة .

ففي الكافي عن حمران بن أعين قال:
قلت لأبي جعفر عليه السلام :
"
جعلت فداك ما أقلنا لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها ؟ فقال: ألا أحدثك بأعجب من ذلك المهاجرون والأنصار ذهبوا إلا – وأشار بيده – ثلاثة " .

وفي بحار الأنوار للمجلسي رواية :
"
أن أبا عبدالله جعفراً الصادق قال في قوله تعالى :
(
وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ )
: خطوات الشيطان والله ولاية فلان وفلان " .

قال المجلسي بعد ذلك (23/306) : " المراد بفلان وفلان أبو بكر وعمر " .
وقال شيخهم المجلسي في كتابه الاعتقادات ( ص90-91 ) :
"
ومما عد من ضروريات دين الإمامية استحلال المتعة ، وحج التمتع ، والبراءة من أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية " .

وهذه من المعتقدات الباطلة الكفرية ؛ لأنها تكذيب للقرآن الذي أخبر أن الله رضي عنهم .
قال تعالى :
(
لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً )
[
الفتح : 18 ] .

وقال تعالى :
(
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ ... )
[
الفتح : 29 ] الآية .

وقوله تعالى :
(
وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ )
[
الحشر : 10 ] .

ففي هذه الآيات بيان رضى الله عنهم والثناء عليهم وطلب الاستغفار لهم وطهارة القلب من الغل عليهم ، وهذا كله يدل على علو مرتبتهم ، وأنهم خير الناس في أمة محمد .

وألفت النظر : أن الرافضة يحاولون أن يمرروا كلامهم في الصحابة على بعض الجهال والسذج من أهل السنة بحجة أن الصحابة تقاتلوا في الجمل وصفين ، وهذا في الواقع من ذر الرماد على العيون لتمرير معتقدهم الكفري وإلا لو سلم بهذا لما صح تكفير الصحابة كلهم إلا ثلاثة أو سبعة ؛ لأن الذين خاضوا فتنة الجمل وصفين قلة قليلة من الصحابة .

قال ابن سيرين :
"
هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف فما حضر فيها مائة بل لم يبلغوا ثلاثين " .
أخرجه الخلال في السنة رقم (728) بإسناد صحيح .

فإذا كان الحال كذلك فلماذا يكفرون أكثرهم ؟! والواقع الذي ليس له من دافع أن الذي دعاهم للتكفير هو إرادة إسقاط دين المسلمين ؛ لأن الصحابة هم النقلة له ، ثم إن الرافضة – كما سيأتي – يكفرون من لم يعتقد معتقدهم في الإمامة والأئمة الاثني عشر والصحابة ليسوا على معتقدهم ، فهذا الذي دعاهم إلى تكفيرهم لا أنهم خاضوا الفتنة – كما يزعمون – ليغرروا بالمسلمين الجاهلين .
فائدة :
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء ( 10/ 92) :

"
تقرر الكف عن كثير مما شجر بين الصحابة وقتالهمرضي الله عنهم أجمعين – وما زال يمر بنا ذلك في الدواوين والكتب والأجزاء ولكن أكثر ذلك منقطع وضعيف وبعضه كذب وهذا فيما بأيدينا وبين علمائنا فينبغي طيه وإخفاؤه ؛ بل إعدامه لتصفو القلوب وتتوفر على حب الصحابة والترضي عنهم وكتمان ذلك متعين عن العامة وآحاد العلماء وقد يرخص في مطالعة ذلك خلوة للعالم المنصف العري من الهوى بشرط أن يستغفر لهم كما علمنا الله تعالى حيث يقول :
(
وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا )
[ الحشر : 10 ]
فالقوم لهم سوابق وأعمال مكفرة لما وقع منهم وجهاد محاء وعبادة ممحصة " .

قال ابن تيمية – رحمه الله تعالى – في العقيدة المباركة التي كتبها لرجل بواسط واشتهرت باسم "العقيدة الواسطية ":
"
ويمسكون عما شجر بين الصحابة، ويقولون : إن هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه ، والصحيح منه هم فيه معذورون ؛ إما مجتهدون مصيبون وإما مجتهدون مخطئون " .

6 -
تعتقد الرافضة أن زيارة قبور أحد أئمة أفضل من الحج والعمرة ، ففي بحار الأنوار (101/18)
عن أبي جعفر قال :
"
لو يعلم الناس ما في زيارة الحسين عليه السلام من الفضل لماتوا شوقاً، وتقطعت أنفسهم عليه حسرات، قلت : وما فيه ؟ قال : من زاره تشوقاً إليه كتب الله له ألف حجة متقبلة، وألف عمرة مبرورة ، وأجر ألف شهيد من شهداء بدر، وأجر ألف صائم، وثواب ألف صدقة مقبولة، وثواب ألف نسمة أريد بها وجه الله ، ولم يزل محفوظاً سنته من كل آفة أهونها الشيطان، ووكل به ملك كريم يحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدمه، فإن مات من سنته حضرته ملائكة الرحمن يحضرون غسله وأكفانه والاستغفار له ويشيعونه إلى قبره بالاستغفار له ويفسح له في قبره مد بصره ويؤمنه الله من ضغطة القبر ومن منكر ونكير يروعانه، ويفتح له باب إلى الجنة ويعطى كتابه بيمينه ويعطى له يوم القيامة نور يضيء لنوره ما بين المشرق والمغرب، وينادي مناد هذا من زار الحسين شوقاً إليه ، فلا يبقى أحد يوم القيامة إلا تمنى يومئذ أنه كان من زوار الحسين عليه السلام " .

ولقائل أن يقول : مقتضى هذه الروايات عندهم أن يدعو الحج ، فما بالهم يحجون؟
فيقال: لأمور منها أنهم لو تركوا الحج لافتضح أمرهم عند المسلمين ، ولما ارتابوا في تكفيرهم ، فلا يكون لدعوتهم رواج ولا قبول ، بل ويظهر حقيقة أمرهم عند أتباعهم المغرر بهم وما أكثرهم !!
7 -
تعتقد الرافضة بأن كل من اعتقد صحة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان – رضي الله عنهم – قبل علي – رضي الله عنهفإنه مشرك كافر ، بل من لم يقر بأحد أئمتهم فهو مشرك .
وبهذا يفسرون الشرك الأكبر ، ففسروا الشرك : بإشراك أحد مع علي – رضي الله عنه – في الولاية .
فروى الكافي (1/427) أنه قال :
"
يعني أشركت في الولاية غيره "
وفي لفظ آخر :
"
لئن أمرت بولاية أحد مع علي من بعدك ليحبطن عملك "
فبهذا يكون المسلمون أجمعون – عند الرافضة – كفاراً مشركين ،
فبالله عليك مَنْ هذه عقيدته فيك هل تأمنه وتقبل تقيته ونفاقه الذي يروجه عليك ؟!

* الأساس الرابع : حقيقة دعوتهم إلى التقريب :

كثيراً ما نسمع ونقرأ الدعوة إلى التقريب بين السنة والشيعة ( الرافضة ) عبر قناة فضائية أو مجلة أو صحيفة ، ويروج لهذه الدعوة بأمور:

1-
محاولة إثبات أن الرافضة مذهب من المذاهب الفقهية كالمذهب المالكي والشافعي والحنبلي، فيسمون دينهم بالمذهب الجعفري ، ومثل هذا لا يروج على من كان ذا معرفة بدين الرافضة ولو معرفة قليلة ، كما تقدم بيان شيء من معتقداتهم الكفرية في كتبهم .

وجعل الخلاف بين المسلمين ودينهم كالخلاف بين المذاهب الفقهية في المسائل الفقهية لا العقدية مع اتفاقهم في أكثر المسائل الفقهية كذبة أشد وضوحاً من الشمس في رائعة النهار لدى أهل المعرفة والدراية والبرهان.

2 -
أن العدو الكافر النصراني يهدد المسلمين في أراضيهم وثرواتهم وأديانهم ؛
لذا لنكن مع الرافضة صفاً واحداً لرد عدوان هذا العدو الباغي ، وهذا كثيراً ما يردده بعض الإسلاميين من الإخوان المسلمين ومن تأثر بهم والعقلانيين . والرد على هذا من أوجه :

أ - أن الرافضة أشد كفراً من النصارى لأن دينهم دين شركي فهم مشركون بخلاف النصارى
فإنهم أهل كتاب مع كون الجميع كافراً عدواً لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم .

ب - أن الرافضة قد خانوا المسلمين في أحداث كثيرة مضت ومعاصرة ، فمن ابن العلقمي؟
ومن الذي أعان التتار المغول على المسلمين ؟!

ج- أن أساس مواجهة الأعداء تقوم على تقوى الله والقيام بدينه وفي مقدمة ذلك التوحيد قال تعالى :
(
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً )

[
النور : 55 ] .

وتوحيد الصف وحشد الجمع على خلاف دين الله - معصيه وذنب - لا ينفع ،ألم تر إلى ذنب العجب كيف بدد جموع المسلمين يوم حنين ؟! قال تعالى :
(
وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً )
[
التوبة : 25 ] .
ثم إن الله عاب على اليهود اجتماعهم في الظاهر مع اختلافهم في الباطن ، كما قال تعالى :
(
تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى )
[
الحشر : 14 ] .
فكيف ندعو إلى ماعابه الله ؟!

* الأساس الخامس : واجبنا تجاههم :

إن على من أتاه الله علماً ومعرفة بحالهم واجبات :
1-
بيان حقيقة حالهم ودينهم للمسلمين حتى يحذروهم ولا يغتروا بهم ، ومن لم يكن ذا علم فليوصل إلى المسلمين أجمعين من مسؤلين وغيرهم الكتب والكتيبات والمطويات والأشرطة التي تبين حقيقة حالهم وترد عليهم ، ومن خيرة ما رأيت من الكتب المتأخرة كتاب :
"
أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثنتي عشرية "
للدكتور ناصر القفاري – وفقه الله – ومنه استفدت كثيراً في هذه الرسالة ، ومن الأشرطة شريط عبد الله السلفي بعنوان
"
وقفات مع دعاة التقريب " .

2-
أن ندعوهم إلى السنة وترك ما هم عليه من الاعتقاد الكفري ، فإن كثيراً من شبابهم ومثقفيهم
لو علموا حقيقة ما هم عليه من معتقد خرافي مصادم لصريح القرآن لتركوهم واهتدوا أو على أقل تقدير لم يتحمسوا لهذا الدين المبني على الكذب والنفاق ، وقد اهتدى كثير من شبابهم وشاباتهم ، وما أثر الحلقات التي أذيعت في القناة المستقلة بخافية عنا ، وما أحسن ما قدمه الشيخ عثمان الخميس – جزاه الله خيراً إلا أنه ينبغي أن يكون السني حذراً من دعواهم التوبة لأجل عقيدة التقية التي هي تسعة أعشار دينهم .

3 -
بيان كذبهم على أهل السنة فهم يدعون أننا لا نعرف لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حقهم ، وهذا كذب ، بل نعتقد أن لهم حقاً ، لكن لا نغلو فيهم بل ننزلهم المنزلة التي جعلتها الشريعة لهم .

قال ابن تيمية في العقيدة الواسطية :
"
ويحبون – أي : أهل السنة - أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ، ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خم : " أذكركم الله في أهل بيتي " وقال أيضاً للعباس عمه – وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم – فقال : " والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله وقرابتي " .

وبهذه الكذبة على أهل السنة يحاولون استعطاف العامة معهم ، وعجباً لهم يتسببون في قتل الحسين – رضي الله عنه – كما هو مدون في كتبهم وكتب التاريخ ويزعمون حبه ، ومن لم يقتله ولم يتسبب في قتله يزعمون أنهم مبغضون للحسين رضي الله عنه وعن أبيه وإخوته والصحابة أجمعين - ، لكن لا نملك أن نقول إلا ما قال الله :
(
كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً )
[
الكهف : 5 ] .

الخاتمة
* وأختم بفائدتين:

الأولى : تنفع السني المناظر للرافضي الشيعي وهي : أن كثيراً من الرافضة في مقالاتهم وردودهم على أهل السنة يزعمون أن عندنا في حديث غدير خم : أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالرجوع والاحتجاج بأهل بيته وهذه كذبة شنيعة من كذباتهم الكثيرة ، وإنما عندنا في كتبنا لفظ حديث غدير خم التذكير بآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وإليك لفظه في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم أنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة فحمد الله ، وأثنى عليه ، ووعظ ، وذكر ، ثم قال :
"
أما بعد ألا أيها الناس! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله ، فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله ، واستمسكوا به " .

فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال : " وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي " .

فإذا تبين كذبهم المفضوح في مثل هذا فإني أدعو الرجل الشيعي المتجرد أن يجعل مثل هذه الكذبة عبرة له في معرفة ما عليه هؤلاء القوم من الكذب والبهتان المكشوف الذي حقيقته التلاعب بعقول أتباعهم من غير استحياء ولا خجل .

الثانية : يردد بعضهم أن الرافضي يعامل في الظاهر معاملة المسلمين لأنه كالمنافق المظهر للإسلام والمبطن للكفر ، وقد فاه بهذا أحدهم في بعض محاضراته ، والذي دعاه إلى ذلك منهج التميع الذي امتطاه مؤخراً ، وهذا غير صحيح . وذلك أن المنافق لما أظهر الإسلام ولم يظهر غيره عومل بما أظهر ، أما الرافضي فبمجرد إظهاره الانتساب لمذهب التشيع الإمامي فهو قد أظهر دينه فيعامل بما أظهر ، وتقدم ذكر شيء من دينهم .

فإن قيل : لماذا لا يقتلون ويشردون من بلاد المسلمين وقد ارتكبوا مكفرات موبقات ؟
فيقال : إن ترك حد الردة على من أظهر الكفر والردة يجوز لمصلحة راجحة فإن بعض المنافقين كرأسهم عبدالله بن أبي بن سلول ومن معه ظهر نفاقهم في مواضع وترك النبي صلى الله عليه وسلم إقامة حد الردة عليهم حتى لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه ، لكن ليس معنى عدم إقامة الحد عليهم أننا نحبهم ونألفهم ونؤاكلهم ونشاربهم ونعاملهم معاملة المسلمين ، كلا . بل نعاديهم ونبغضهم ديناً لما عندهم من كفريات أظهروها بانتسابهم إلى التشيع الإمامي .

أسأل الله أن يرد كيد الكائدين ، وينصر دينه على المخالفين
من النصارى واليهود والرافضة أجمعين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري