الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية.. دعوة لتجنب وفاة أكثر من مليون طفل سنوياً

الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية.. دعوة لتجنب وفاة أكثر من مليون طفل سنوياً

يبدأ حالياً الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية الذي يحتفل به أكثر من 120 بلداً من جميع أنحاء العالم بهدف تشجيع الرضاعة الطبيعية وتحسين صحة الرضع، خاصة وأن تراجع ظاهرة الاقتصار على الرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستة الأولى من حياة الطفل يسهم في وفاة أكثر من مليون طفل كل عام، كما يعتبر أحد أسباب سوء التغذية المسؤول بشكل مباشر أو غير مباشر عن حوالي ثلث وفيات الأطفال دون سن الخامسة.

وتشجع منظمة الصحة العالمية على الرضاعة الطبيعية بوصفها أفضل مصادر تغذية الرضع وصغارالأطفال، وتوصي بالاقتصار عليها طوال الأشهر الستة الأولى من حياة الطفل، ثم إعطائه أغذية تكميلية اعتباراً من الشهر السادس وذلك حتى بلوغه عامين من العمر أو أكثر.

فوائد كثيرة للطفل:

ويقول الدكتور سامر عروس مدير دائرة التغذية في وزارة الصحة "يوفر حليب الأم العديد من الفوائد الصحية وتبلغ هذه الفوائد أقصاها عندما تقتصر تغذية الطفل على الرضاعة الطبيعية، حيث توفر له التغذية والنمو المثاليين وتقلل من إصابته بالأمراض وتحميه من العدوى".

ويضيف "الأطفال الذين يتلقون رضاعة طبيعية أقل إصابة بالإسهال والنزلات المعوية والالتهابات التنفسية مقارنة بالأطفال الذي يرضعون صناعياً، كما تساعد مادة تسمى العامل المنشط يحويها حليب الأم على نمو بكتيريا خاصة في أمعاء الطفل تمنع أنواعاً أخرى ضارة من النمو".

وأضاف أيضاً "حليب الأم يحوي عشرات من العوامل المضادة للالتهاب تعمل على تقليل الضرر الذي يسببه أي التهاب غير مسيطر عليه، كما يحتوي أجساما مضادة تحمي الطفل من الأمراض التي سبق أن تعرضت لها الأم، وتقوم الخمائر الهاضمة اللاكتاز والليباز وغيرها من الخمائر الهامة بحماية الطفل الذييولد بجهاز للخمائر غير مكتمل أو يعاني من خلل، كما يساعد اللاكتوز في الوقاية من الكساح وفي امتصاص الكالسيوم ونمو المخ".

وبين مدير دائرة التغذية أن القناة الهضمية للطفل تنمو بشكل أسرع في حالة الرضاعة الطبيعية مما يمنع بروتينات غريبة من دخول جسمه، وتساعد بعض المواد الغذائية مثل الزنك والأحماض الدهنية الموجود بحليب الأم على تطور الرد المناعي للطفل، بالمقابل يؤدي إعطاء زجاجة واحدة فقط من الحليب الصناعي في الأيام الأولى بعد الولادة إلى زيادة معدلات أمراض الحساسية لدى الطفل.

وحول الفوائد الاخرى التي يمنحها حليب الأم للطفل لفت الدكتور سامر عروس إلى أن الرضاعة الطبيعية تقلل نسبة وفيات المهد أو متلازمة الموت المفاجئء للرضيع وكذلك مخاطر الإصابة بسكري الطفولة والسرطان والتهاب الأذن، وتمنح تجاوبا أفضل مع التطعيم وقدرة أسرع على محاربة المرض، ومشاكل أقل في الفكين والأسنان ونمو أفضل من الناحية النفسية والعاطفية والاجتماعية والحركية، وترفع نسبة الذكاء.

فوائد للأم:

وفيما يتعلق بالفوائد الصحية التي تجنيها الأم من الرضاعة الطبيعية أوضح مدير دائرة التغذية أن الاوكسيتوسين الذي يفرز أثناء الرضاعة الطبيعية يساعد على توقف النزف بعد الولادة الأمر الذي يعزز أهمية البدء بالرضاعة الطبيعية فور الولادة واستمرارها بشكل متكرر.

كما تساعد الرضاعة الطبيعية على الحماية من حمل جديد وبالتالي حفظ مخزون الحديد لدى الأم والمباعدة بين الولادات، كما تقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض.

كما تخفض الرضاعة الطبيعية معدل الاكتئاب بعد الولادة الذي قد يصيب الأم، وتساعدها على استرداد عافيتها بشكل أسرع، كما تؤدي الروابط العاطفية أثناء الرضاعة إلى تقليل العنف مع الأطفال وإهمالهم، وتمنع القلق بشأن تلف الحليب أو انتهاء مخزونه أو عدم توفر الحليب الصناعي بسبب سوء التوزيع أو الجفاف أو الأزمات.

فوائد للمجتمع:

وأكد الدكتور سامر عروس أن الرضاعة الطبيعية تمنح فوائد للمجتمع أيضا حيث تقل تكلفة النظام الغذائيالملائم للأم عن تكلفة تغذية الطفل بالحليب الصناعي الامر الذي ينعكس ايجابا على أفراد آخرين في الأسرة، كما تخفف أعباء مرض الطفل كتكاليف الاستشارة الطبية والأدوية والفحوصات والعلاج في المستشفيات.

مساوئ الرضاعة الصناعية:

وعن مساوئ الرضاعة الصناعية تبين منظمة الصحة العالمية أن بدائل حليب الأم لا تحتوي على الأضداد الموجودة في حليب الأم، وتنطوي على بعض المخاطر مثل الأمراض المنقولة بالماء التي تظهر جراء مزج مساحيق الحليب بالماء غير النقي، كما يمكن أن يتعرض الأطفال لسوء التغذية بسبب الميول إلى خلط تلكالمساحيق بكميات كبيرة من الماء من أجل ادخارها.

كما أن تكرار الرضاعة الطبيعية يسهم في الحفاظ على إمدادات حليب الأم أما إذا كان الطفل يتغذىبالمساحيق وأصبحت تلك المنتجات غير متوافرة فإن العودة للرضاعة الطبيعية قد لا تكون ممكنة بسبب انخفاض إنتاج الحليب في جسم الأم.