أكدت دراسة علمية حديثة أن الصوم يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض الشرايين التاجية والسكري، كما ألمحت نتائجها إلى أنه قد يساعد الجسم على استهلاك الدهون.
وأظهرت الدراسة، التي نفذها فريق بحث من معهد القلب بمركز "إنترماونتن" الصحي في ولاية يوتاه الأميركية، أن الصوم لا يخفض مخاطر الإصابة بأمراض الشرايين التاجية فحسب، بل ويعمل على تغيير مستويات الكولسترول في الدم.
وكان فريق بحث من المركز نفسه قد كشف في دراسة أجراها عام 2007 عن وجود ارتباط بين الصوم من جهة، وانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض الشرايين التاجية من جهة أخرى.
فيما أظهرت الدراسة الأخيرة أن الصوم يقلل من عوامل خطورة أخرى مرتبطة بهذا النوع من الأمراض، وهي زيادة الوزن، ومستوى الغلوكوز والسكريات الثلاثية في الدم.
واستعرض الباحثون نتائج الدراسة في اللقاء العلمي السنوي للكلية الأميركية لأمراض القلب، الذي انعقد في مدينة نيوأورليانز في الربيع الماضي.
وتضمنت الدراسة الأخيرة تجربة سريرية شملت ما يزيد عن 200 شخص، اختيروا من المرضى والأصحاء، فيما تتبعت تجربة أخرى نفذت العام الحالي 30 مريضا سمح لهم فقط بتناول الماء لفترة امتدت إلى يوم كامل (24 ساعة)، كما أخضعوا للملاحظة مدة مشابهة، ولكنهم تناولوا أثناءها وجبات اعتيادية.
وخضع المشاركون لفحوص مخبرية، بالإضافة إلى إجراء قياسات بدنية لتقييم عوامل الخطورة القلبية، وعوامل الخطورة المرتبطة بالاستقلاب، مع تحديد عوامل صحية عامة أخرى.
وامتازت الدراسة الأخيرة بأنها رصدت الاستجابات ضمن الآليات البيولوجية للجسم أثناء فترة الصوم.
استهلاك الدهون:وأثارت النتائج دهشة الباحثين، حيث تبين أن الصوم رفع مستويات الكولسترول الضار والجيد في الجسم، لينتهي الأمر بارتفاع مستوى الكولسترول الكلي.
وأوضح الدكتور بنيامين هورن مدير الوبائيات القلبية والجينية في معهد القلب بمركز "إنترماونتن" الصحي أن الصوم يسبب الجوع، ما يؤدي إلى إفراز المزيد من الكولسترول، ليتيح ذلك استهلاك الدهون كمصدر للطاقة بدلاً من سكر الغلوكوز، وهو ما يساعد على تقليل عدد خلايا الدهون في الجسم. وأضاف أن انخفاض خلايا الدهون في الجسم يقلل من احتمالية نشوء مقاومة الأنسجة للأنسولين أو السكري.
ومن وجهة نظر الباحث، يمكن أن يوصف الصوم مستقبلا للوقاية من داء السكري وأمراض الشرايين التاجية.
من ناحية أخرى، كشفت الدراسة عن أثر محتمل للصوم على هرمون النمو، حيث تبين أنه يحفز من تأثير هذا العامل في حماية العضلات وتحقيق التوازن في عمليات الاستقلاب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري