"حافظوا على اللغة العربيّة لأنّها أعمق وأجمل لغات العالم"، هذا ما قاله الباحث العاشق للغة العربية جون كيم (37 عاما) من كوريا الجنوبية خلال زيارته لأراضي 48.
ويدرس جون التاريخ لكنه عاشق للعربية الفصحى ويتكلمها بطلاقة دون أخطاء، ويستهويه الأدب العربي الكلاسيكي، كما أنه يتعاطف مع قضايا المجتمع العربي خاصة البدو داخل أراضي 48.
جون المقيم في بلدة عسفيا على سفح جبل الكرمل قدم للبلاد قبل عامين برفقة زوجته وابنه هانبي (8 سنوات) وابنته هوني (6 سنوات)، كي يستكمل دراسته للدكتوراه في جامعة حيفا، عن تاريخ الشرق.
ويعالج جون في أطروحته علاقات العرب واليهود في الفترة الواقعة بين 1967 و1993.
ويوضح جون أنه تمكن من التغلب على الصعاب المتوقعة في الطريق نحو الدكتوراه في الإرادة والمثابرة حتى أصبح يجيد العربية على أصولها.
وردا على سؤال، يكشف جون أنه لم يكتفِ بدراسة اللغة في الجامعة، بل كان يخرج إلى الشارع الأردني مؤسسا صداقات مختلفة ساعدته في حيازة ملكة العربية. وتابع "الأردنيون شعب كريم ومضياف وسعدت بلقائهم".
ويضيف جون أن تعلم العربية أسهل من تعلم اللغة الكورية، مؤكدا أن الأخيرة لا تقوم على الجمل الاسمية والفعلية وأنها تربك الأجانب الذين يحاولون التحدث بها، فالمفعول به يسبق الفعل والفاعل في معظم الأحيان.
وعن سر انجذاب جون واختياره لدراسة تاريخ الشرق الأوسط تحديدا، يقول إن الشرق الأوسط بؤرة صراعات تؤثر على كل العالم، لافتا لعدم وجود دراسات عليا حوله في كوريا الجنوبية، متمنيا أن يصبح خبيرا في شؤون المنطقة وباللغة العربية.
ويستذكر نظرة خاطئة في الشارع الكوري إلى منطقة الشرق الأوسط والأخطاء الشائعة عنها، مثل الاعتقاد بأن كل الشرق الأوسط يقتصر على دول النفط، وأنّ الصراع فيها اقتصادي فقط.
ويضيف مبتسما "نظرة شعبنا الكوري للشرق الأوسط كلها خاطئة وشمولية، ولذلك سأسعى للمساهمة في تصحيح وتغيير هذه الأفكار المسبقة".
جون يهتم بدراسة تاريخ المنطقة |
ويشير إلى أن نسبة البوذيين فيها تبلغ 40%، والباقي هم أتباع كونفوشيوس وديانات أخرى مثل الطاوية والشامانية والكورية.
ولا يحصر جون مطالعته في مجال معين، فهو يقرأ في عدة مجالات سياسية وتاريخية ومقالات ودراسات علمية وغيرها.
ويقول إنه يستمتع بشكل خاص حين يقرأ عيون الأدب الكلاسيكي مثل "كليلة ودمنة" ومقدمة ابن خلدون، ويوضح أنه اختار هذه الكتب لعمقها معتبرا صعوبة اللغة فيها تحديا مثيرا بالنسبة له.
ويتابع "إذا أردنا أن نفهم العرب يجب أن نعرف بماذا فكروا، وفي المحصلة النهائية فإنني أعترف أن العربية أجمل وأعمق من اللغة الكورية ومن كل لغات العالم، لذلك عليكم المحافظة عليها".
ولا يتوانى جون -بحكم اهتماماته ودراسته لتاريخ المنطقة- عن متابعة قضايا فلسطينيي الداخل وزيارة مدنها وأريافها للاطلاع على نمط ومشكلات وطبيعة الحياة فيها.
وكثيرا ما يقوم بزيارة النقب حيث تربطه صداقات كثيرة مع العرب البدو، فهو يسعى لتعلم لهجتهم الخاصة، ولا يخفي تعاطفه مع قضاياهم الملّحة، كقضية المسكن والقرى غير المعترف بها.
وينوي جون بعد استكمال دراسته العام القادم العودة إلى بلاده، وهو يحمل طموحا بالعمل في منظمة للدراسات العليا المختصة في تاريخ منطقة الشرق الأوسط.
تعليق
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري