لولا العلم لضل الناس طريق الحق, لذا فإن المولى تبارك وتعالى يرفع أهل العلم درجات لأنهم صاروا مصابيح الهدى وكواكب الدجى, وهذه رسالة إلى كل من يدعى أنه يعلم كل شئ أو يعرف كل شئ, وإلى كل من يدعى الصواب فى كل شئ, نقول لكل هؤلاء وغيرهم تواضعوا, فقد أغلقتم على أنفسكم بهذا القول باب العلم والمعرفة، وتذكروا قول القائل:
فما خاب عبد للمهيمن يخضع |
| تواضع لرب العرش علّك ترفع |
وحقا إن ذكر الله ينير القلوب فإذا استأثرت القلوب أصبحت وعاء نقيا ومحلا طاهرا لنفائس العلوم، فبغير هذا النور ترى المدعين يتخبطون فى ظلمات الجهل والإنكار والإستهانة بغيرهم من حملة العلم والمعرفة، فعلى كل من يطلب العلم والمعرفة تطهير قلبه وتزكيه نفسه وترك المعاصى، التى هى من العوائق الأساسية فى طريق طلب العلم وتحصيله، ورحم الله إمامنا الإمام الشافعى رضى الله عنه حيث قال:
فأرشدنى إلى ترك المعاصى |
| شكوت إلى وكيع سوء حفظى |
ومن المعوقات أيضا أن كل من عنده شئ من العلم أو قليل من العلم يكتفى بذلك ويتوقف عن طلب العلم، وقد قال رسولنا المعلم صلوات ربى وسلامه عليه (اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد) فهذا الحديث يحثنا دائما وأبدا على طلب العلم أو طلب الزيادة من العلم، كما قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم {وقل رب زدنى علما} مع العلم بأنه أعلم خلق الله على الإطلاق، ولكن الله طلب منه صلى الله عليه وسلم أن يطلب المزيد، لأن العلم لا يقف عند حد، لذا فهو صلوات الله عليه يُرغب كثيرا فى طلب العلم، فيقول (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، وأن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع) كما قال صلى الله عليه وسلم (من يرد الله به خيرا يفقه فى الدين) وغير ذلك الكثير.
ومن المعوقات لطالب العلم أن يظن أنه بلغ من العلم ما جعله فوق غيره ولا أحدا أعلم منه، وهذا خطأ كبير، لقول الله عز وجل {وفوق كل ذى علم عليم}.
فهيا يا طالب العلم، اطلب العلم من منابعه الطيبة الطاهرة من أهل النسب الشريف والاعتقاد الصحيح بأهل القلوب الصافية ممن ثبتت لهم الأمانة وصحبتهم الكرامة وأجمعت الأمة على صدق ما قالوه وفعلوه, سواء كانوا من أهل التفسير أو الفقه أو أهل القرآن أو أهل الذكر والسير إلى الله, أو أهل الحديث، فلكل صنف من أصناف هذه العلوم أئمة معتمدين ومذكورين ومشكورين يُقتدى ويُهتدى بهم، فإن اقتدينا بهم سلكنا أسلم طريق، لما عندهم أوضح بيان وساطع البرهان، والدين كله علم وعمل ودليل وبرهان ولأجل هذه المبادئ السامية، وعندما انتشر الإنكار والإعتراض فى أيامنا هذه على كثير من أمور الدين بغير دليل ولا حجة
لأجل وحدة الصف، وتنقيه الفتاوى مما علق بها من شوائب، وإصلاح ما فسد، وإقامة من هدمه، وإحياء لتعاليم هذا الدين العظيم السمحة، وعلى الله قصد السبيل.
مساء الورد
ردحذفما أروع كلماتك فهي كقطرة الماء الباردة
تنزل على القلب فترويه ...
صدقت والله في كل كلمة وأعتقد أروع القصص هي
قصة سيدنا موسى عليه السلام وصاحب الكتاب
عندما قال موسى أنا أعلم أهل الأرض فجائه
الرد من السماء بل هناك من هو أعلم منك
فقمة الغرور أن يظن طالب علم أنه وصل للكمال
بل هو وصل للقاع بغروره ولن ينفعه علمه ...
بارك الله فيك
تحياتي وإحترامي
السلام عليكم اخي الفاضل..
ردحذفمدونتك رائعة بما تحمله من فوائد للعقل و الروح.....صدقت فإن الإنسان العاقل هو الذي لا يضيع يوما او ساعة او دقيقة دونما استفادة ....كمالقلب الذي يموت بالمعاصي و يقوى بالتقرب لله و الطاعات..فإن العقل ينطفئ كالشمعة اذا ما ظل على حاله في معترك الزمن و متغيراته.....
تقبل مروري
تحياتي
مساء الورد فارس أخي الحبيب
ردحذفصدقت عزيزي فالكمال لله وحدة
وقال المولي عز وجل ( وما أوتيتم من علم الا قليلا )
مع خالص احترامي وتقديري
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة أختي في الله حنين
ردحذفأشكرك وهذة شهادة أعتز بها جدا ولكن برجاء دعوة عن ظهر الغيب ولكي مثلها بأذن الله هذا كل ما أصبوا الية !! عزيزتي الدل علي الخير كفاعلة
مع خالص أحترامي وتقديري