- أهالي قرية الغجر لا يستطيعون مغادرتها ودخولها إلا بتصريح من جيش الاحتلال يعيش أهالي قرية الغجر الواقعة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية السورية المشتركة حالة قلق وترقب شديدين مع اقتراب نهاية الشهر الجاري موعد تجزئتها إلى شطرين طبقا لمصادر إسرائيلية.
وكانت القرية قد عبرت عن رفضها واحتجاجها لتوجهات إسرائيل والأمم المتحدة إلى استكمال انسحاب الجيش الإسرائيلي من القسم الشمالي من الغجر، قبيل نهاية ولاية قائد القوات الدولية في لبنان (يونيفيل) الجنرال الإيطالي كلاوديو غراتسيانو مطلع الشهر المقبل.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية الأسبوع الماضي أن قرار الانسحاب جاء بعد تخبّط حكومة بنيامين نتنياهو حياله، وأشارت إلى أنه اتُّخِذ بعد نقاش المجلس الوزاري المصغر في أعقاب تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة وانطلاقاً من توجّه لدى إسرائيل لدعم ما تعتبره "معسكرا معتدلا" في لبنان.
يشار إلى أن الأمم المتحدة رسمت الحدود بين لبنان وإسرائيل بعد انسحاب الأخيرة من الجنوب في مايو/أيار 2000 بواسطة "الخط الأزرق" الذي ينتصف قرية الغجر رغم كونها جزءا من الجولان السوري.
سجن كبيروتضم قرية الغجر 2300 نسمة يملكون 11500 دونم من الأراضي الزراعية صودر بعضها لصالح المستوطنات المجاورة بعدما تم الاستيلاء عليها بذريعة سيطرة الدولة على "أملاك الغائبين"، إضافة إلى مساحات أخرى أصبحت حقول ألغام.
ويعمل أهالي الغجر التي نزح نحو نصف سكانها خلال احتلالها في حرب عام 1967، في الزراعة والخدمات والأعمال الحرة، ولا يستطيعون مغادرتها ودخولها إلا بتصريح من جيش الاحتلال، كما يُمنع الآخرون من دخولها.
ويؤكد الناطق بلسان أهالي الغجر ومجلسهم البلدي نجيب خطيب أن الحديث يدور عن انسحاب شكلي مع توكيل للقوات الدولية برعاية الأمن ميدانيا، ومنع التسلل إليها والخروج منها، على أن تبقي إسرائيل ارتباطها المدني والخدماتي مع سكان شمال القرية واحتفاظهم بالهوية الإسرائيلية.
وأضاف أن "الخدمات المقدمة للشطر الشمالي من القرية بحسب الخط الأزرق ستبقى رسميا بيد إسرائيل، لكن سكانه اليوم لا يحظون بخدمات أساسية فما بالك بعد التجزئة الفعلية للقرية الصغيرة؟!".
وأشار خطيب إلى رفض مصلحة الإطفاء أو الإسعاف أو شركة الهواتف والكهرباء دخول الجزء الشمالي من القرية اليوم بحجة كونها "خارج الحدود"، وأضاف "في الشهر المنصرم رفضت سيارة الإسعاف دخول شمال الغجر، ما أدى إلى وفاة الطفلة حياة جبر (4 أعوام)". - مأساة الأموات
كما أن الأهالي في الجزء الشمالي لا يستطيعون دفن موتاهم إلا بعد إحضار الميت إلى الحاجز العسكري الإسرائيلي عند مدخل القرية للحصول على تصريح الشرطة التي تمنع دخوله.
وعن ذلك يقول خطيب شاكيا "يحرمون الأحياء من العيش الكريم، بل إنهم لا يمنحوننا فرصة الموت بكرامة، فتخيل أن أهل الميت ينتظرون مع الجثمان ساعات طويلة في الشارع ريثما يحضر ضابط الشرطة ويتثبت من هوية الفقيد وكتابة التصريح بالدفن".
وأوضح أن رسائل أهالي الغجر للأمم المتحدة والإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية وللسفارتين الأردنية والمصرية في تل أبيب حول مأساتهما المرشحة للتفاقم، لم تحظ بأي رد.
ويطالب أهالي الغجر بعدم تقسيم قريتهم، لكنهم لا يعارضون عودة كل القرية إلى لبنان مؤقتا ريثما يعودون إلى سيادة الدولة الأم سوريا.
وكانت مصادر عبرية قد أوضحت أن إسرائيل بدأت تفكر بالانسحاب عقب حرب لبنان الثانية بهدف دعم "القوى المعتدلة" في لبنان وبتشجيع من دول غربية، علاوة على تطلعها إلى كسب نقاط سياسية في المحافل الدولية.
واكتفى الناطق بلسان الخارجية الإسرائيلية يتسحاق لفنون بالقول إن إسرائيل شرعت في مداولات مع الأمم المتحدة لتسليمها الشق الشمالي من الغجر قريبا جدا.
الأربعاء، 16 ديسمبر 2009
قرية الغجر قلقة من التقسيم الإسرائيلي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري