الأحد، 14 مارس 2010

جدل يمني بشأن تعليم السلفية

  • الجامع الكبير في مدينة صنعاء يعود بناؤه إلى قرون عديدة نشأت حالة من التوتر في اليمن عقب افتتاح وزارة الأوقاف والإرشاد مركزا لتعليم القرآن الكريم والعلوم الشرعية في الجامع الكبير بصنعاء حيث اعتبرته بعض الأطراف السياسية تصعيدا جديدا في مواجهة المذهب الزيدي الذي يدرس في هذا الجامع منذ قرون عديدة، لكن الجهات الرسمية نفت ذلك.
    واتهم رئيس تحرير أسبوعية البلاغ عبد الله الوزير وزارة الأوقاف بإثارة الفتن رغم علمها أن الجامع الكبير مخصص لتدريس الفقه الزيدي منذ قرون عديدة.
    وزعم الوزير -في مقالة له- أن المركز المذكور "سيدرس المذهب السلفي الوهابي" معتبرا هذا الإجراء "اعتداءا صارخا على المذهب الزيدي ما كان للمسؤولين في وزارة الأوقاف أن يقعوا فيه".
    من جانبه حذر عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي نايف القانص من افتتاح "مركز لتدريس الفكر الوهابي في صنعاء".

    وقال إن الجامع الكبير منذ تأسيسه على يد الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه استمر مدرسة إنشائية تعلم الفكر المعتدل منذ ذلك الحين. وأضاف ثم "تأتي السلطة الآن وتخلق بداخله فكرا متطرفا يمثل نواة لفكر تنظيم القاعدة المحظور".

    افتعال الأزمات
  • أما الناطق الرسمي لأحزاب اللقاء المشترك محمد النعيمي فيرى أن السلطة لا تعيش إلا على افتعال الأزمات.
    وأشار النعيمي إلى أن "افتتاح مركز لتدريس الفكر السلفي في جامع يعد المنبع الأول لتدريس المذهبين الزيدي والشافعي على شكل حلقات علم" دليل على ضيق السلطة من انتشار جو التآخي بين أتباع المذاهب الشائعة في اليمن.
    وكانت صحيفة صوت الشورى الناطقة باسم اتحاد القوى الشعبية قد ذكرت أن وزارة الأوقاف افتتحت أربعة مراكز لتعليم القرآن الكريم والعلوم الشرعية معلنة بذلك إلغاء التعليم الزيدي الذي يدرس في الجامع الكبير.
    واستشهدت الصحيفة بقيام وزارة التربية والتعليم بوقف رواتب المشايخ والعلماء العاملين بالجامع الكبير وإحلال مدرسين بدلا عنهم يتبعون إحدى الجمعيات الخليجية. واعتبرت الصحيفة ذلك دليلا على التوجه الجاد للسلطات لتدريس المذهب السلفي.
    وحذرت الصحيفة من حدوث فتنة طائفية ومذهبية خطيرة بعد افتتاح المراكز المذكورة التي افتتحها وزير الأوقاف شخصيا.

    نفي رسمي
  • لكن وزير الأوقاف والإرشاد القاضي حمود الهتار نفى وجود أربعة مراكز لتدريس المذهب السلفي الوهابي في الجامع الكبير بصنعاء.
    وقال الهتار إن المركز الذي تم افتتاحه عبارة عن مدرسة واحدة لتحفيظ القران الكريم بالقراءات السبع المعتمدة المتواترة ويحمل اسم شيخ المقارئ اليمنية الراحل الشيخ محمد حسين عامر.
    ونفى الهتار وجود علاقة بين ما يدرس في المركز والمذاهب سواء السلفية أو الزيدية لا من قريب ولا من بعيد، موضحا أن وزارة الأوقاف ستشرف على المركز حيث كلفت شيخ المقارئ اليمنية الحالي الشيخ يحيى أحمد الحليلي بإدارته.
    كما أدان الضجة التي أثارتها بعض الصحف حول المركز ووصفها بالمفتعلة بقصد كسب عواطف الآخرين، مؤكدا عدم وجود أي توجه لمحاربة المذهب الزيدي من قبل الحكومة اليمنية التي لا تفرق بين المذهبين الموجودين في اليمن منذ مئات السنين وهما الشافعي والزيدي.
    وقال الهتار إن القرآن الكريم كتاب المسلمين جميعا على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم وليس هناك أي استهداف للزيدية أو الجامع الكبير "الذي كان لي شرف الالتحاق بالدراسة فيه وأنا حريص على إحياء رسالته عن طريق تعليم القران الكريم بقراءاته المتواترة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري