تواصلت في اليمن مظاهراتٌ حاشدة تطالب برحيل الرئيس علي عبد الله صالح، وأكد الداعون إليها رفضهم مقترحات لنقل السلطة تدريجيا، في وقت استمر فيه مسلسل الانشقاقات العسكرية في النظام الحاكم، وسط اتهامات له بافتعال معارك مع القاعدة، تسببت في تشريد عشرات الآلاف في الجنوب. فقد شارك مئات الألوف أمس بمظاهرات حاشدة في العاصمة صنعاء ومدن رئيسية أخرى، تزامنت مع مقترحاتٍ سعودية بأن ينقل الرئيس -الذي يتعافى في الرياض من هجومٍ استهدفه الشهر الماضي- السلطة خلال ثلاثين يوما إلى نائبه، على أن تشكل حكومة وحدة وطنية تقود البلاد حتى تنظيم انتخابات.
ورفضت المعارضة المقترحات أيضا بحجة أنها تطيل عمر الأزمة، وطالبت عبد ربه منصور هادي -نائب الرئيس- بالتخلي عن السلطة وتسليمها إلى مجلس انتقالي. وسار متظاهرون نحو إقامة نائب الرئيس، وحاول وفد عنهم يضم خمسة أشخاص لقاءه، لكن الحرس منعهم من ذلك. انشقاقات عسكرية وتأتي المظاهرات في وقت تواصل فيه مسلسل الانشقاقات العسكرية في النظام الحاكم، وأحدثُ حلقاته إعلانُ وحدات من قوات الحرس الجمهوري -التي يقودها نجل الرئيس- تأييدها الثورة، وانضمامها إلى اللواء 310 في محافظة عمران، وهو لواء أعلن سابقا دعمه لشباب التغيير. ويشهد اليمن حالة انفلات أمني شديد يرى مراقبون أنها تهدده بالانهيار التام، خاصة في الجنوب القريب من خطوط الملاحة الدولية. ويتهم متظاهرون صالح بالتسبب في حالة الانفلات ليثبت للمجموعة الدولية أنه الوحيد القادر على ضبط الوضع. ففي أبين جنوبا استولى من يوصفون بالمتشددين -وهي تسمية تطلق عادة على مسلحي القاعدة- منذ مارس/آذار الماضي على مدينتين هما جعار وزنجبار. وقد سقط في هذه المحافظة يوم الأحد وحده 25 قتيلا من الجنود والمسلحين. أزمة إنسانية وأبلغ مسؤول يمني محلي مكلف بشؤون اللاجئين وفدا أمميا زائر أن 54 ألف شخص نزحوا الشهر الماضي عن أبين إلى عدن بسبب المعارك. وحمل المسؤول متحدثا إلى رويترز قيادة الجيش المسؤولية عن عجز الجنود عن استرجاع قاعدة مهمة في زنجبار ما زالوا محاصرين فيها، وهم في حاجة ماسة إلى تعزيزات وإلى الأسلحة والمؤونة حسب بعض ضباطهم. واتهم هذا المسؤول قيادة الجيش باستخدام سلاح الجو لقصف "مناطق لا علاقة لها بالاشتباكات وحيث لا يختبئ أي مسلحين". وتحدث مسؤول عسكري عن خمسين جنديا قتلوا في زنجبار، فيما تحدثت مصادر عسكرية أخرى عن 150 آخرين هم في عداد المفقودين.
اجتماع قبلي عقد في زنجبار أمس يترأسه الزعيم القبلي الشيخ طارق الفضلي، مهمته التواصل مع المسلحين والجيش لتثبيت وقف إطلاق النار. لكن شيوخ القبائل الذين حضروا الاجتماع قالوا إن كلا من الجيش والمسلحين لم يرسلا مبعوثين. وتواصل بعثة من المفوضية السامية لحقوق الإنسان الأممية زيارة ميدانية إلى عدة محافظات يمنية لتقصي الحقائق بشأن الانتهاكات التي ارتكبت منذ انطلاق ثورة الشباب. تعليق
|
الثلاثاء، 5 يوليو 2011
مظاهرات ضد صالح وانشقاق بقواته
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري