تباينت وجهة نظر خبراء اقتصاديين هولنديين حول ما نادى إليه زعيم حزب الحرية اليميني المعادي لوحدة أوروبا خيرت فيلدرز بالعودة إلى العملة القديمة لهولندا "الجولدة" على خلفية أزمة الديون التي تشهدها منطقة اليورو.
وقد دعا زعيم الحزب اليميني المتطرف أحد مراكز البحوث الاقتصادية الدولية للبحث في جدوى ترك عملة اليورو والعودة إلى الجولدة التي كانت متداولة إلى حدود 2002.
وأظهر تقرير صدر يوم أمس عن المركز الهولندي لسبر الآراء (موريس دي هوند) أن ثلثي الهولنديين يحبذون عودة الجولدة، وأن 72% من مناصري اليمين في هولندا المعادي لوحدة أوروبا يؤيدون الاستغناء عن اليورو، وشمل استطلاع الرأي الذي تم عن طريق الإنترنت 2500 شخص.
عملتان ومنطقتان
وبرزت مع تصاعد أزمة الديون بمنطقة اليورو دعوات اقتصاديين أوروبيين لإحداث منطقتين لليورو، منطقة للشمال وأخرى للجنوب، وتخصيص كل منهما بسياسة اقتصادية وعملة خاصة.
وقد دعا باتريك فان سشخي مدير مكتب البحوث التابع للحزب الليبرالي الهولندي الذي يقود الحكومة، يوم السبت الماضي في برنامج تلفزيوني هولندي الساسة إلى أن يفكروا بجدية أكثر في إمكانية عملة لدول شمال أوروبا يطلق عليها "نيرو" في مقابل عملة "زيرو" لدول الجنوب التي تعاني من أزمات اقتصادية خانقة وترفض السير في طريق الإصلاح الاقتصادي.
وقال استطلاع الرأي إن 47% من الهولنديين يؤيدون إنشاء عملة خاصة بدول شمال أوروبا يطلق عليها اسم "نيرو".
من جانب آخر، اعتبر الأستاذ المحاضر في الاقتصاد الكلي بجامعة أتريخت مارك ساندرز أن العودة إلى الجولدة أمر ممكن، ومن يقول بخلاف ذلك يكون مرتبطا بأجندة سياسية خاصة، على حد قوله.
غير أنه ساندرز أشار في مقال نشر بصحيفة "فولكس كرانت" إلى أن هذه العودة للعملة السابقة ستكون مكلفة وطويلة المدى، ولكن تكلفتها هامشية مقارنة بالأموال التي رصدت لأزمة اليورو التي تعصف بدول أوروبا.
التخلي انتحار
وأنكر عضو البرلمان الأوروبي عن حزب الليبرالي الهولندي هانس فان بالن وجود حديث عن وضع عملة خاصة بهولندا أو بشمال أوروبا، غير أنه رحب بإعداد بحوث جادة في الأمر، معتبرا أن التصريحات التي تتناولها وسائل الإعلام غير مدروسة، وقال إن هولندا مرتبطة بمحيطها المالي.
وذهب الباحث في مركز الشركات المتعددة الجنسيات بهولندا رينز فان تيلبورخ إلى أن فكرة العملتين "انتحار اقتصادي"، وأوضح في عموده على صحيفة فوركس كرانت الهولندية "يمكن الحديث عن تخلي دولة أو اثنين من جنوب أوروبا من اليورو، لكن أن تفكر هولندا في الخروج منفردة من العملة الموحدة فهذا انتحار اقتصادي".
وأوضح تيلبورخ أن أمستردام مرتبطة تجاريا بصفة كلية بمنطقة اليورو، مضيفا أنه حتى العملة الهولندية السابقة كانت مرتبطة بمحيطها الأوروبي لا سيما بالعملة الألمانية المارك.
من يحتاج؟
ويؤيد هارالد بنينك أستاذ المصارف والعملات في جامعة تيلبورخ خروج دول من اليورو قائلا "أدعم خروج دول ولكن ليست هولندا"، مبررا فكرته بأن الدول التي تعاني من الأزمات لا تحتاج فقط إلى تقشف وإعادة تأهيل، وإنما أيضا تحتاج إلى إعادة خفض قيمة عملتها المالية خارج اليورو.
وأضاف الأكاديمي الهولندي "كان الأولى الحديث عن عودة اليونان إلى عملتها القديمة الدرخما، وليس الحديث عن العودة للجولدة".
تعليق
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري