تيسير الكريم المنان في تدبر القرآن 2
مقدمة عن القرآن 2
مصدر ترتيب القرآن الكريم
ترتيب الآيات
أجمع العلماء سلفاً فخلفاً على أن ترتيب الآيات في السورة توقيفي، أي اتبع فيه الصحابة أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وتلقاه النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل، لا يشتبه في ذلك أحد.
والأحاديث في إثبات التوقيف في ترتيب الآيات في السور كثيرة جداً تفوق حد التواتر، إلا أننا سنذكر أمثلة منها: أخرج البخاري عن عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا) البقرة:234 , قد نسختها الآية الأخرى، فلم تكتبها أو تدعها ؟ قال: يا أبن أخي لا أغيرّ شيئاً منه من مكانه , وأخرج الإمام أحمد عن عثمان بن أبي العاص قال: كنت جالساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ شَخَص ببصره ثم صوَّبه، ثم قال: " أتاني جبريل فأمرني أن أضع هذه الآية في هذا الموضع (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى...) [النحل: 90] إلى آخرها.
ترتيب سور القرآن
جماهير العلماء على أن ترتيب سورة القرآن توقيفي، وليس باجتهاد من الصحابة , والأدلة على أن ترتيب السور كلها توقيفي كثيرة جداً نذكر منها: عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: في بني إسرائيل، والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء، إنهن من العتآق الأول، وهن من تلادي , فذكر ابن مسعود السور نَسَقاً كما استقر ترتيبها وقوله صلى الله عليه وسلم: " أعطيت مكان التوراة السبع الطوال، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفضلت بالمفصل , قال أبو جعفر النحاس: وهذا الحديث يدل على أن تأليف القرآن مأخوذ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه مؤلف من ذلك الوقت، وإنما جمع في المصحف على شيء واحد.
معلومات عن القرآن الكريم
1. عدد سور القرآن الكريم 114 سورة .
2. أطول سورة في القرآن سورة البقرة وأقصر سورة هي سورة الكوثر .
3. أطول آية في القرآن هي آية ( الدَّيْن ) من سورة البقرة وهي رقم (282).
4. عدد أجزاء القرآن الكريم ثلاثون جزءاً وكل جزء مكون من جزئين .
5. عدد أحزاب القرآن الكريم ستون حزباً وكل حزب مكون من أربعة أرباع .
6. عدد أرباع القرآن الكريم مائتان وأربعون ربعاً .
7. عدد آيات القرآن الكريم ( 6236) آية حسب العد الكوفي .
محتوى القرآن
ينقسم القرآن من حيث المحتوى إلى ثلاثة أقسام
أولا : - التوحيد والعقيدة
وذكر فيه آيات واضحات جليات وهو دين جميع الرسل مع إختلاف الشرائع
ثانيا :- القصص والوعد والوعيد وفيه تكرار قد يظنه البعض ضعفا في القرآن وهي شبهة أثارها الكفار ولكن كان القرآن حياة للنبي والصحابة فالقرآن نزل على عشرين عاما لتثبيت قلب النبي والمؤمنين فكان لابد من التكرار للتذكير ثم أصبح القرآن مدرسة للخلف يقرأوه ويختموه خلال فترة من الزمن فكان لابد من التكرار للتذكير
ثالثا : أوامر ونواهي (شريعة) وفيه أصول وفروع واجمع المفسرون السلف والخلف على تفسير واحد للأصول إلا القليل من الآيات بينما أختلفوا في الفروع لحكمة يعلمها الله
الناسخ والمنسوخ
يرد النسخ في اللغة لمعنيين : أحدهما : التحويل والنقل ، ومنه نسخ الكتاب وهو أن يحول من كتاب إلى كتاب , والثاني: الرفع ، يقال نسخت الشمس الظل أي ذهبت به وأبطلته , والنسخ في الاصطلاح هو إزالة ما استقر من الحكم الشرعي بخطاب وارد متراخياً لولاه لكان السابق ثابتاً , والنسخ في القرآن على وجوه :-
أحدهما : أن يثبت الخط وينسخ الحكم , ومنها أن ترفع تلاوتها أصلاً عن المصحف وعن القلوب ، والنسخ لا يدخل إلا على الأحكام ، فلا يدخل النسخ على الأخبار وهو مذهب جمهور أهل العلم ، ولم ينكر النسخ إلا طوائف متأخرة ممن ينتسب إلى الإسلام وهؤلاء يرد عليهم بقوله تعالى (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا) البقرة : 106 , وقوله تعالى (وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ ) النحل : 101 , فهاتان الآيتان صريحتان في وجود النسخ في القرآن ، وقد أجمع السلف على وجود النسخ ، وهذا الإجماع لا يضره ما ورد بعده من خلاف ممن لا يعتد بمخالفتهم ,
وللنسخ فوائد منها :-
* إظهار امتثال العباد أوامر الرب جل وعلا ،
* ومنها التخفيف على العباد وهذا الغالب ،
* ومنها كذلك التدرج في الأحكام كنسخ الأحكام التي أباحت بعض الأمور التي كان عليها المسلمون إلى الحرمة
وينسخ القرآن بالقرآن والسنة ، وهذا كله في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، أما بعد موته واستقرار الشريعة فأجمعت الأمة أنه لا نسخ ، ولهذا كان الإجماع لا ينسخ ولا ينسخ به إذ انعقاده بعد انقطاع الوحي ، فإذا وجدنا إجماعاً يخالف نصاً فيعلم أن الإجماع استند إلى نص ناسخ لا نعلمه نحن وأن ذلك النص المخالف متروك العمل به , وإنما اختلف العلماء في مسألة من المؤكد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بينها للأسباب التي اختلف بها كثير من الأئمة في مسائل الأحكام ، منها عدم بلوغ النسخ لهم ، ومنها اختلافهم في الحكم على الخبر الناسخ ، هل هو صحيح أم ضعيف ، ولاختلافهم في معرفة طرق النسخ وغير ذلك.
الأحرف السبعة التي نزل القرآن بها
تباينت آراء العلماء حول الأحرف السبعة ، والأرجح أنها لغات ولهجات سبع ، نزل بها القرآن تيسيرًا للعرب ، حتى يسهل عليهم قراءة كتاب الله ، وذلك لاختلاف لهجاتهم ، فلما قرأ الناس القرآن ،ودخل غير العرب الإسلام ،وخشي أن تكون فتنة ،وحد عثمان حرف القراءة ، وجعله واحدًا ، والقراءات السبع هي قراءات للحرف الذي اختاره عثمان وهو لغة قريش .
حديث الأحرف السبعة من الأحاديث المتواترة تواتراً معنوياً ، وأخرجه الأئمة في مصنفاتهم، ولا يكاد يخلو منه مصنف في الحديث ، وممن أخرجه البخاري ، ومسلم ، والترمذي ، وأبو داود ، ومالك في الموطأ وغيرهم , وقد اختلف العلماء في تبيين المراد من الأحرف السبعة حتى أوصلها السيوطي في الإتقان إلى أربعين قولاً , والراجح من هذه الأقوال _ والله أعلم _ ما ذهب إليه جمهور العلماء أن الأحرف السبعة سبع لغات من لغات العرب في المعنى الواحد , وتوضيحه : أنَّ للعرب لغات متنوِّعة، ولهجات متعدّدة للتعبير عن معنى من المعاني ، فمثلاً : كلمة (( تعال )) يُعبَّر عنها بلغة قبيلة أخرى بـ (( هلم )) ، وقبيلة ثالثة بـ (( أقبل )) وهكذا .. فحيث تختلف لغات العرب في التعبير عن معنى من المعاني يأتي القرآن متنزلاً بألفاظ على قدر هذه اللغات لهذا المعنى الواحد ، وحيث لا يكون هناك اختلاف فإنه يأتي بلفظ واحد أو أكثر ، ولا يزيد على سبعة , ويحسن التنبيه على أمرين قد يلتبسان على بعض الناس :
الأول : أن هذه الأحرف السبعة التي كان القرآن يُقرأ بها كانت من باب التيسير على الأمة حين نزول القرآن ، فلما ذلّت به ألسنتهم ، وائتلفوا على قراءته ، جمعهم عثمان –رضي الله عنه- على حرف واحد هو لسان قريش الذي يقرأ به القرآن اليوم .
الثاني : أن الأحرف السبعة ليست القراءات السبع المشهورة اليوم فهذه القراءات هي قراءات للحرف الذي اجتمعت الأمة على قراءة القرآن به
إنتهى
يقول جلَّ وعَلا: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة:159-160]،
انشر تؤجر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري