السبت، 5 نوفمبر 2011

البندقية التي قتلت القذافي , والكاميرا التي قتلت الثوار

يقولون الناس تتصف بأسمائها , فمن اسمه فالح , فهو فعلاً فالح , ومن اسمه سامي , فهو سامي في خلقه أو وضعه الاجتماعي الخ ,غير أن معمر القذافي بالتأكيد شذ عن هذه القاعدة , فاسمه معمر , لكنه في الحقيقة مدمر , دمر ليبيا , وجعلها أشبه ببلد أفريقي فقير, وكأن صادرات وخيرات هذا البلد مجرد موز وفستق ,وليس نفط عالي الجودة .

هذا المدمر زيادة على تدميرها ليبيا عبر نهب ثرواتها , أكمل التدمير خلال قمع الثورة التي قامت ضدهـ , مما استدعى العالم للتعاطف مع ثوار ليبيا تجاهـ هذا الطاغية , الذي استخدم الطيران والراجمات لقصف شعبه الأعزل .

وهذا التعاطف تمخض عنه , تدخل غربي , باركته جامعة الدول العربية , بل حتى الشعوب العربية باركته , رغم كرهها للأطماع الغربية خصوصا بعد العراق , لكن نقبل بالرمضاء عن النار .

نهاية القذافي كانت مأساوية ويستحقها , فكم من أرملة بكت زوجها وكم من ثكلى نعت أبنها , وكم من يتيم فقد أباهـ وكم من دمعة اختلطت بقطرة دم على أرض ليبيا.

الثورة ضد القذافي كانت جميلة , لأنها وقفت في وجه طاغية من طغاة الأرض, لكن هذا الجمال فقد بريقه ونظرته , حين نقلت أجهزة الموبايل بكاميراتها , طريقة تعامل الثوار مع خصمهم !! .

من أهداف الثورة الليبية تأسيس مجتمع مدني متحاب مسالم يطبق القانون ويفرض المساواة , فهل طريقة قتل القذافي وابنه هي البداية التي يرتضيها أهل ليبيا لمستقبلهم المنشود .

ألم يكن من الأولى معالجة جروح هذا الهرم, ثم تقديمه لمحاكمه عادلة على رؤؤس الأشهاد ؟؟ بهذا تُبعث رسائل للعالم مفادها أننا ثوار الحرية والكرامة والعدالة ولسنا ثوار الحرب والانتقام , كذلك يستلم معمر بنفسه رسالة تخبره أنه هو الوحيد في ليبيا الهمجي والجرذ .

المشاهد المنقولة المتتالية والمختلفة لسحل وضرب القذافي , جعلتنا نقول للقذافي أنت لم تدمر ليبيا فقط , بل نسخت نفسك فيمن ظلمتهم .

أتمنى لليبيا وشعبها مستقبل مستقر ومزدهر , لكن ياليت البداية كانت بغير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري